سيدة أعمال تقتل صديقها بطعنة مميتة في قلبه

المدينة نيوز - ما أن تختفي قصص انتقام النساء من الرجال، إلا وتعود ثانية إلى الساحة وبقوة، لكن هذه القضية التي تعترف فيها الجانية بفعلتها تارة، ثم تنكر تارة، لم تتضح بعد، أهي انتقام أم دفاع عن نفسها، أم اضطراب في شخصيتها؟ هذا ما تتابعه «سيدتي» في قسم الشرطة وكواليس المحكمة.

اتهم ممثلو الادعاء سيدة أعمال كازاخستانية بطعن خطيبها بسكين المطبخ في قلبه مباشرة، بعد أن تورط في مشاجرة أثناء تناولهما الخمر في فيلا تملكها بدبي،

المرأة التي طعنت خطيبها الأوكراني تبلغ من العمر 26 عاما، وطعنتها أصابته في قلبه مرة واحدة.

قصة الجريمة بدأت، حسبما أخبر ضابط إنفاذ القانون، طلب عدم ذكر اسمه، «سيدتي»، عندما كانت سيدة الأعمال تطهو في منزلها، في تلك الأثناء جاء خطيبها لزيارتها، وكانا يتناولان الخمر حين اندلعت بينهما مشاجرة كلامية في غرفتها. وكشفت التحقيقات الأولية أنهما كانا دائما ما يتشاجران بسبب غيرة خطيبها المبالغ بها، وفي الآونة الأخيرة، كان يشعر بالغيرة؛ لأنها بدأت تتودد لشخص غيره، وكانا تحت تأثير الكحول حين تطورت المشاجرة إلى الاعتداء الجسدي، ثم أمسكت المرأة سكينًا وطعنت المغدور الذي توفي على الفور، وحين اتصلت المرأة بغرفة العمليات في شرطة دبي، زعمت أن الرجل الأوكراني انتحر بطعن نفسه بالسكين.

دفاعًا عن نفسي: أحالت النيابة العامة في دبي المتهمة إلى المحكمة الجنائية في دبي، وطلبت تنفيذ أشد عقوبة ضدها، وطلبت تنفيذ المادتين 121و332.

وكانت «سيدتي» موجودة في قاعة المحكمة حين مثلت المتهمة في زي السجن، ودافعت عن نفسها أمام هيئة مكونة من ثلاثة قضاة، وقالت إنها غير مذنبة واعترفت أمام القاضي بأنها طعنت الضحية دفاعًا عن نفسها، وأكدت أن خطيبها حاول الاعتداء عليها بيديه؛ لذا أمسكت السكين وطعنته بدافع الدفاع عن النفس.

والغريب أنها قالت: «طعنته بالسكين للدفاع عن نفسي، وقد سامحتني عائلته».

تنازل: خلال جلسة الاستماع الأولى، شوهدت المرأة تحمل أوراقًا باللغة الروسية زعمت أنها تنازلاً حصلت عليه من أهل خطيبها، وأرجأ القاضي النظر في القضية إلى وقت لاحق، وطلب من المتهمة أن تأخذ الأوراق إلى محاميها، الذي سيتم تعيينه من قبل المحكمة للدفاع عنها، بينما مسؤول في الشرطة الإماراتية، الذي أوكلت إليه مهمة فحص الحالة النفسية للمرأة، أكد لممثلي الادعاء أن المرأة تعاني من اضطراب سلوكي، فشهادتها غير متناسقة ومليئة بالتفاصيل المتناقضة، وخلال فحصها، أثبتت لغة جسدها أنها تكذب، فقد زعمت أنها تشاجرت مع الضحية، وأنه حين حاول خنقها طعنته، وحين تم استجوابها، لم تذكر أنها شربت الكحول، رغم الفحوصات أثبتت وجود الكحول في دمها، يعلق المسؤول: «أعتقد أنها كانت واعية لتصرفاتها حين ارتكبت الجريمة».

طعن نفسه: بعد فحص مسرح الجريمة، شهد مسؤول في الشرطة الإماراتية، أن البداية، كانت إبلاغ الشرطة عن حادث انتحار، وحين استجوبتها، قالت إنها على علاقة غرامية مع الضحية، لكنها لم تحدد منذ متى، وزعمت أنهما كانا يتشاجران باستمرار بسبب غيرته الزائدة، وفي يوم الحادث، كما تقول المتهمة: «كنت أطهو في منزلي، وبدأ خطيبي بتناول الكحول، وبينما كنت أجري معه نقاشًا عاصفًا، إذ به أمسك السكين وطعن نفسه في قلبه وتوفي على الفور، ثم اتصلت بالشرطة».

ورد في سجلات المحكمة أنه تم إبلاغ غرفة العمليات في شرطة دبي عن حادث انتحار في فيلا مشتركة تضم عدة غرف، وكانت المتهمة تعيش في إحدى الغرف في الطابق العلوي، لكن سجلات النيابة العامة، أثبتت أن المرأة لم تكن في وضع مستقر بسبب الصدمة؛ لذلك استبعد الطبيب الشرعي في شرطة دبي احتمالية قيام الشاب الأوكراني بطعن نفسه، فقد عثر على جثته في غرفتها، وبها جرح واضح في الصدر، حيث أثبت الطبيب الشرعي أن الوفاة ناتجة عن جرح سكين عميق اخترق القلب.

لغة الجسد: المسؤول في الشرطة أكد لـ«سيدتي» أن حركات المتهمة أوحت إليه أنها تكذب،

فهو عندما قام بإعداد التقرير الجنائي النفسي بشأن حالتها، خلص إلى أن تصريحاتها متناقضة، فأحيانا كانت تزعم أنها لا تتذكر التفاصيل، وفي أحيان أخرى كانت تعترف بأنها ارتكبت الجريمة، وأضاف قائلا: «قالت إن مشاجرة نشبت بينها وبين الضحية حاول خلالها خنقها، فأخذت السكين وطعنته، ثم قالت إنهما كانا يتشاجران كثيرًا في السابق، وكان الضحية قد فقد وظيفته، وقد أثر هذا أيضًا على علاقتهما، وقد يكون أدى إلى حادث القتل».

فقد قوته: وأظهر التحليل النفسي أن المتهمة ليست مريضة عقليًّا، لكنها قد تعاني من اضطراب في الشخصية، وقد زعمت أن والدتها كانت تسيء معاملتها، وأنها تعرضت أيضا للاغتصاب، ووفقا لأخصائي السموم في الشرطة، كان هناك نسبة عالية من الكحول في جسم المتهمة في ذلك اليوم، لكنها كانت واعية تمامًا لتصرفاتها بما أنها معتادة على تناول الكحول، وكانت نسبة الكحول في جسم الضحية 220 ملغم/ديسلتر، مما يظهر أنه لم يكن قادرًا على حماية نفسه ومقاومة الهجوم بالسكين خلال تلك اللحظة.

(سيدتي)