قضية رياضية:(الاطاحة بالمدربين).. مسلسل رمضاني مرتقب!

المدينة نيوز – خاص- تعاني غالبية ادارات اندية كرة القدم المحلية من مرحلة تخبط مدهشة، في ظل القرارات المتسرعة التي تتخذها وهي غالبا ما تكون قائمة على مزاجية رئيس النادي وربما بعض الاعضاء من أصحاب النفوذ، وعليه فقد اعتدنا مع كل موسم كروي أن تشهد الاندية حالة تخبط ترتد سلبا على استقرارها الفني وبالتالي على نتائج فرقها في الاستحقاقات المحلية ، وتكون ردة فعل الجماهير اطلاق الشعار الشهير (الجمهور يريد اسقاط الادارة).
ذلك ربما حدث مع نهاية الموسم الكروي المنصرم، ومع دخول بطولة درع الاتحاد - فاتحة الموسم الكروي الجديد- الأدوار النهائية، فإن ادارات الأندية على ما يبدو لم تستوعب الدرس ولم تعالج الأخطاء السابقة والمتراكمة ولم تكترث بغضب الجماهير ، فعادة (تفنيش) المدربين مع كل خسارة مباراة أو بطولة ربما تعود لتطفو فوق سطح الاحداث، حيث تشير التوقعات والمؤشرات بأن عددا لا بأس به من ادارات الاندية بدأت تفكر جديا ببث أولى حلقات مسلسل الاطاحة بالمدربين ويتقدمهم المدير الفني لفريق الجليل العراقي جبار حميد، فيما كانت جماهير الفيصلي وخلال المواجهة التي جمعت الفريق مع الجزيرة ببطولة الدرع تطالب باقالة العراقي ثائر جسام.
ولا يخفى على أحد بأن هنالك من الاندية أظهرت وبصورة مبطنة عدم قناعتها بعدد من مدربيها فذهبت الى قطع مفاوضات سرية ومكثفة مع مدربين اجانب ليتسلموا المهمة مع نهاية بطولة درع الاتحاد وبداية أهم البطولات ونقصد دوري المحترفين الذي يتزامن مع شهر رمضان المبارك.. وهو ما يجعل مسلسل الاطاحة بالمدربين يتزامن مع المسلسلات الرمضانية.
نعتقد جازمين بأن (العلة) ليست بالمدرب بقدر ما هي مرتبطة بمزاجية ادارات الاندية وفي طريقة اتخاذها للقرارات المصيرية والمهمة، وهذه الادارات أكدت وبما لا يدعو مجالا للشك بأنها لا تمتلك ادنى متطلبات الاحتراف الاداري، فتجدها تتعاقد مع مدربين بكل الأشكال والألوان دون أن تطلع على سيرتهم التدريبية والفنية، كما أنها لا تستوعب – على ما يبدو- بأن اقالة المدربين قد يكبدها الكثير من الاموال في ظل التزام هذه الاندية بدفع الشروط الجزائية ، وتخيلوا أن احدى الاحصاءات تشير الى دفع ناد محترف محلي نحو (180) ألف دولار كعقود جزائية بعد تعاقده مع أربعة مدربين تم (تفنيشهم) في الموسم الماضي ، وتكمن الطامة الكبرى بأن أنديتنا تعاني بالأصل من ارتعاش مزمن بصناديقها.
على الاندية أن تدرك بأن التعاقد مع مدير فني يجب أن يخضع لدراسة معمقة وان لا يتم التعاقد مع مدير فني أو مدرب – بغض النظر عن المسميات- بليلة وضحاها وهي تبقى (أي الأندية) مطالبة بضرورة تشكيل لجان فنية تكون متخصصة في اختيار المدرب المناسب لقيادة االفريق فضلا عن ضرورة أن تمنح أنديتنا المدرب المحلي الثقة الأكبر بدلا من أن تحصر كافة تعاقداتها بالمدربين الأجانب وبذلك فرصة نمنحها للمدرب المحلي ليثبت جدارته بملاعب كرة القدم المحلية ... وهذا أضعف الايمان .. والله من وراء القصد.