بورتريه : حسن شحاته.. حكاية تستحق الرواية!

المدينة نيوز -خاص- هو الملقب بـ (المعلم) .. داهية مصرية في عالم تدريب كرة القدم.. أدهش العقول وسحر العيون.. بصبره واجتهاده.. بعطائه ووفائه .. بقدراته وامكاناته.. بل وبعشقه اللامحدود لكرة القدم هذه المستديرة (المجنونة).
بعدما تناولنا في حلقة سابقة الحديث عن الاسطورة الفذة (ميسي) فانه يطيب لنا اليوم الحديث عن المعلم حسن شحاته بمناسبة توقيعه على عقد للاشراف على الادارة الفنية لفريق الزمالك المصري لكرة القدم بعدما انهى رحلته مع منتخب (الفراعنة)... وإليكم أبرز ما يتعلق بهذا الرجل عبر السطور الآتية:

ولد حسن شحاتة في التاسع عشر من حزيان 1947م حيث كانت بدايته مع الكرة من خلال نادي كفر الدوار أحد أندية الدرجة الثانية، وجاءت مرحلة الانطلاق في حياة شحاتة على يد المهندس محمد  حسن حلمي الذي رغب بضمه بصفوففريق الزمالك، وذلك بعد إحدى المباريات التجريبية والتي شارك بها شحاتة وظهر بمستوى مميز، وفي عام 1966 ظهر شحاته مع الزمالك وسجل ثلاثة أهداف في أول مباراة له.

لم يستمر شحاته طويلا في نثر ابدعاته الكروية وذلك لاندلاع حرب حزيران 1967م، حيث توقفت الأنشطة الرياضية في مصر ، فانتقل إلى نادي كاظمة الكويتي مستمراً في إنجازاته الرياضية، ونال لقب أفضل لاعب في أسيا 1970 عام ، تم تجنيده بالقوات المسلحة الكويتية وشارك مع المنتخب الكويتي في بطولة العالم العسكرية ببانكوك في تايلاند، كما شارك مع المنتخب القومي الكويتي في البطولة الآسيوية.

ونضم شحاتة إلى المنتخب المصري عام 1969 حيث خاض 70 مباراة دولية، وشارك في أربع دورات إفريقية أعوام 1974 بمصر وحقق فيها شحاتة لقب أحسن لاعب بالبطولة الإفريقية، ثم البطولة الإفريقية بإثيوبيا 1976، غانا 1978، نيجيريا 1980، إلا أن مصر لم تحصل على اللقب في هذه البطولات الأربع وكأن القدر أراد لشحاتة أن يحصل على لقب البطولة الإفريقية كمدرب وليس كلاعب.

واستمر شحاتة يحصد الإنجازات الرياضية في مصر كلاعب بنادي الزمالك إلى أن جاء الموعد المرتقف حيث اتخذ قراره بالاعتزال عام 1983 لينهي مشواره كلاعب ويبدأ مشوار جديد كمدرب، وخلال وجوده كلاعب بين صفوف نادي الزمالك حصل على الدوري المصري  مرة واحدة موسم 1977 – 1978، وكأس مصر ثلاث مرات 74/75 ـ 76/77 - 78/79، وتمكن من تسجيل 77 هدفا في الدوري المصري، وخمسة أهداف في كأس مصر، وستة أهداف لنادي الزمالك في بطولات إفريقيا.

بعد ذلك.. اتجه شحاتة بعد الاعتزال لكتيبة المدربين فعمل كمدرب لفريق الناشئين بنادي الزمالك وقاده للفوز ببطولتي الجمهورية للناشئين لعامي 1984، 1985، وفي عام 1986موقع عليه الاختيار ليكون مدرباً مساعداً للفريق الأول بنادي الزمالك، واتجه بعد ذلك  إلى الإمارات للعمل كمدرب لنادي الوصل، ثم عاد مرة أخرى إلى مصر فعمل كمدرب لنادي الاتحاد السكندري.

وخلال مشواره كمدرب عمل شحاتة على الارتقاء بالعديد من الأندية ونقلها من دوري الدرجة الثانية لتنافس وبقوة في دوري الدرجة الأولى، ومن الأندية التي تولى تدريبها محققاً معها الإنجازات المنيا، الشرقية، السويس، الشمس، المقاولون.

وفي المقاولون تمكن شحاتة من المنافسة بقوة على لقب كأس مصر، وبالفعل تمكن النادي من الفوز حاصلاً على كأس مصر لينتزعه بقوة من النادي الأهلي في موسم 2003- 2004، وبهذا الفوز أصبح المقاولون بقيادة شحاتة أول نادي يحصد كأس مصر من الدرجة الثانية، ثم ينتقل لنصر أخر ويحصل على السوبر المصري من الزمالك، مثلما تولى شحاتة مهمة تدريب المنتخب المصري للشباب حاصداً به كأس الأمم الإفريقية، وذلك في عام 2003م.
وانيطب بعد ذلك بشحاتة مهمة تدريب المنتخب الأول فحصل معه على دورة " ا ل جي" 2005، ثم ظهر تألق المنتخب بقيادة شحاتة في بطولة الأمم الإفريقية 2006 في مصر، تلا ذلك حصوله على ذهبية الدورة العربية الحادية عشر بالقاهرة 2007.

وحمل عام 2008 الكثير من البشائر لجماهير الكرة المصرية حيث تمكن شحاتة من تحقيق الفوز للمرة الثانية على التوالي ببطولة الأمم الإفريقية السادسة والعشرين بغانا، منتزعاً الفوز بجدارة مع فريقه من بين أنياب الأسود الكاميرونية، ومتوجاً مصر على رأس البطولة الإفريقية للمرة السادسة، ليؤكد شحاتة مرة بعد أخرى أحقيته وجدارته بتدريب المنتخب، ويأتي الفوز رداً عملياً على الكثير من المنتقدين والمعارضين والمشككين في قدرات شحاتة، واستمراراً لمشوار الإنجازات الذي قاده شحاتة ،قرر الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة سمير زاهر تجديد عقده كمدرب للمنتخب المصري حتى نهائيات بطولة كأس العالم 2010 .

تعرض شحاته لكثير من الانتقادات، وعندما قيل عنه أنه مجرد مدرب محظوظ ، جاء رد شحاتة " بأن الحظ ممكن أن يرافق الشخص في مباراة أو اثنتين ولكن في بطولة بأكملها فلا "، كما قال أيضاً " إذا كان ما وصلت إليه هو مجرد حظ فأتمنى أن أظل محظوظاً لأجلب المزيد من الإنجازات لبلادي"، ومما قاله أيضاً "أؤمن بالحظ وأي نجاح كامل يحتاج إلى نسبة من الحظ ولكنه لا يكون حليفا على طول الخط" ومن هنا نجد أن النجاح الذي حققه شحاتة اعتمد على المهارة والتميز والتخطيط الجيد مع الكثير من الجهد، وليس مجرد حظ،، وقد جاء فوز شحاتة وفريقه بالأمم الإفريقية للمرة الثانية على التوالي مبرهناً ومؤكداً على قدراته كمدرب متميز، الأمر الذي دفع رئيس رابطة المدربين المغربين عبد الحق رزق الله إلى دعوة الاتحاد المغربي للاستفادة من تجربة شحاتة كمدرب وطني مع المنتخب المصري، وذلك للتعاقد مع مدرب وطني ليتولى قيادة شئون المنتخب المغربي خلفاً للمدرب الفرنسي الحالي هنري ميشيل، قائلاً أن شحاتة تمكن من قياده فريقه للفوز بلقب البطولة مرتين على التوالي 2006، 2008، ومن هنا تبرز أهمية وجود مدرب وطني لقيادة المنتخبات.

ونال شحاتة  لقب هداف الدوري المصري مرتين 76/77، 79/80، وعلى لقب أحسن لاعب في أسيا عام 1970م، وحصل شحاتة على المركز الخامس عشر في ترتيب أفضل مدربي العالم، وذلك عقب فوزه ببطولة الأمم الإفريقية 2006.

هذه قصة من قصص حسن شحاتة مع عالم المستديرة المجنونة سردناها لأنه يستحق.