الملف النووي.. الإعلان عن جولة مفاوضات ثامنة وإيران: لاحظنا تحولا إيجابيا
المدينة نيوز :- أعلن الاتحاد الأوروبي أن أطراف المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي ستلتقي مجددا اليوم الجمعة في العاصمة النمساوية فيينا، للتحضير لإطلاق جولة ثامنة من المباحثات وسط التفاؤل بإمكانية التوصل لتسوية لإحياء الاتفاق النووي.
وقالت دائرة العمل الخارجي الأوروبي في بيان إن اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية ستجتمع مرة أخرى اليوم وجها لوجه في فيينا.
ويشارك بالاجتماع ممثلون من الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ويترأسه إنريكي مورا مساعد المنسق العام للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
ووفقا للبيان، سيبحث الأطراف إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ووسائل ضمان امتثال جميع الأطراف تماما للقواعد المتفق عليها.
وبدروه قال مسؤول أمريكي بارز انه مع استمرار إيران بتسريع العمل في برنامجها النووي فإن وقت التوصل إلى اتفاق يضيق .
نقاش معمق
وقال المنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا إنريكي مورا إن "النقاش كان معمقا ودمجنا مقترحات طهران ضمن نصوص نعمل عليها". وأضاف "سنستأنف المحادثات قريبا وليس لدينا الكثير من الوقت.
وتحدث عن مهام معقدة في الجولة الثامنة من المحادثات وقال "أرسينا سريعا علاقات عمل جيدة جدا مع زملائنا الإيرانيين.
وأكد مورا إعداد نص جاهز يشمل جميع جوانب التفاوض المختلفة بانتظار موافقة المعنيين عليه. وشدد على أن هناك حاجة ملحة لإنجاح مفاوضات فيينا "ولدينا أسابيع فقط للتوصل إلى اتفاق".
ودعا مفاوضون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران اليوم الجمعة إلى التحرك بخطى حثيثة عند استئناف المفاوضات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي.
وقال المفاوضون في بيان "يحدونا الأمل في أن تكون إيران مستعدة لاستئناف المحادثات بسرعة، والمشاركة بشكل بناء حتى يمكن للمحادثات أن تتحرك بوتيرة أسرع"، مضيفين أنه لم يتبق سوى مسافة تقاس بالأسابيع وليس بالشهور قبل تلاشي الفوائد الأساسية لاتفاق منع الانتشار النووي.
وقال المبعوث الصيني "اتفق المتفاوضون على استئناف المحادثات قبل نهاية العام". وعلق المندوب الروسي "المفاوضات بشأن النووي الإيراني ستستأنف قريبا".
وبدوره أعلن ميخائيل أوليانوف مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، الجمعة، اختتام اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي والجولة السابعة من محادثات فيينا، على أن تُستأنف المحادثات قريباً.
وقال المندوب الصيني إن الدول المشاركة في المحادثات اتفقت بشكل عام على استئناف المحادثات قبل نهاية العام الجاري، وهو ما أكده المبعوث الإيراني أيضاً.
تحول إيجابي
قال كبير المفاوضين الإيرانيين في فيينا اننا اتفقنا على استمرار المفاوضات قريبا دون تاريخ محدد.
واضاف باقري اننا توصلنا إلى نقطتين جديدتين تستندان إلى مقترحاتنا في قضيتي العقوبات والإجراءات النووية .
وشاار ان الطرف الأوروبي قبل أن يكون الموقف الإيراني الحالي أساسا لمفاوضات جدية ومثمرة .
واشار ان طهران وواشنطن أقرب من أي وقت مضى للاتفاق بشأن رفع العقوبات .
وبين ان كل المشاركين في مفاوضات فيينا قبلوا مسودتين قدمتهما إيران في بداية هذه الجولة .
واشار ان سبب التأخر في حصول اتفاق هو مواقف الأطراف الأوروبية المتعلقة أساسا بقضايا نووية .
واضاف ان الإيرانيون لم يطلبوا وقف المفاوضات في هذه المرحلة .
ونوه الى اننا اتفقنا منذ البداية على استراحة طبيعية بعد التوصل إلى مسودة اتفاق .
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن مفاوضات فيينا تمضي قدما في مسار "جيد". وعبر عن أمل بلاده في أن ينتهج الأوروبيون سلوكا "منطقيا" في فيينا، في حين أكد دبلوماسيون أن أطراف اتفاق إيران النووي تجتمع اليوم لتأجيل المحادثات.
وفي هذا السياق، قال محمد مرندي مستشار الوفد الإيراني بمفاوضات فيينا -في نشرة سابقة على قناة الجزيرة- إن هناك "تحولا إيجابيا" في الموقفين الأميركي والأوروبي ما قد يساعد -وفقه- على تطور مسار مفاوضات فيينا.
وتابع "أعتقد أن ما رأيناه في الأيام الماضية هو تغير بالموقف الأميركي والموقف الأوروبي، وهذا أمر إيجابي، الإيرانيون قالوا منذ البداية إنهم يريدون التقدم إلى الأمام".
واستأنفت الدول الكبرى في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، المفاوضات مع إيران في فيينا حول برنامجها النووي، بهدف العودة للاتفاق الذي تم التوصل له عام 2015، وذلك بعد توقف استمر 5 أشهر.
غير أنه تم تعليق المفاوضات في الثالث من ديسمبر/كانون أول الجاري؛ بسبب عدم قدرة الأطراف على التوصل إلى اتفاق، لتنعقد جولة جديدة من المحادثات في التاسع من الشهر ذاته.
وتهدف المفاوضات -التي عقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي- إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في مايو/أيار 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران لدفعها إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.
وتصر طهران على رفع كامل للعقوبات الأميركية قبل أن تعود إلى التزاماتها النووية التي تخلت عنها خلال السنوات الماضية، بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع الذي استضافته فيينا في 14 يوليو/تموز 2015.
المصدر : الجزيرة + وكالات
