قضية : نجوم الرياضة يدمنون التدخين!

المدينة نيوز – خاص- الحديث سيكون بمنتهى الصراحة والشفافية.. وطرح القضية هدفه ليس اثارة الضجيج ولكن للحد من ظاهرة بدأت تؤرق كل المعنيين بقطاع الرياضة في بلدنا الحبيب، ونحن الذين ندرك بحكم اقترابنا من الرياضيين، بأن كثير من النجوم لا يزالون يدمنون التدخين، رغم دخولنا عصر الاحتراف الذي يحتم على اي لاعب كان وبأي لعبة كانت ضرورة التسلح بحجم المسؤولية التي تقع على عاتقه من حيث الاهتمام الأكبر بصحته وبدنه ... وعليه فإن (المدينة نيوز) يطرح هذه القضية من باب الأهمية.
قبل بدء موسم كرة القدم الأردنية الحالي ،كانت ادارة نادي شباب الاردن وهي بالمناسبة من أكثر ادارات الاندية احترافية بالعمل، تجري فحوصات عديدة لكافة اللاعبين لمعرفة من منهم يدمن التدخين من خلال فحصوصات الدم، واتضح بأن عدد لا بأس به من لاعبي فريق كرة القدم هم من المدخنين، وعليه كانت ادارة نادي شباب الاردن تحذر لاعبيها وتطالبهم بالابتعاد عن هذه الآفة حفاظا على عطائهم وألقهم داخل المستطيل الأخضر ووعدت الادارة باتخاذ أشد العقوبات في حال ثبت عدم اقلاع أي من لاعبيها عن التدخين ووعدت باتخاذ عقوبات صارمة بحق المدخنين، خصوصا أن هذه الأندية تتكبد تكاليف مالية كبيرة للتعاقد مع اللاعبين ومن حق هذه الأندية أن تفرض هذه الشروط المنطقية على اللاعبين المطالبين ببذل كل مجهود ممكن لتحقيق الانجازات.
ولا تقتصر ظاهرة التدخين على لاعبي كرة القدم، فهنالك الكثير من الألعاب الفردية والجماعية الأخرى ، تعاني من انتشار هذه الافة بين اللاعبين، ولا نود ذكر بعض اسماء هؤلاء اللاعبين تفاديا للاساءة لهم ولكن نتمنى منهم أن يتخذوا القرار الشجاع بينهم وبين أنفسهم للابتعاد عن هذه الآفة المدمرة لمستقبلهم الرياضي، ونستطيع القول بأن نسبة ليست بالقليلة من نجوم الرياضة الاردنية هم من الذين يدخنون بل أن بعضهم وصل الى حد الادمان سواء عبر التدخين أو حتى النرجيلة.
وبلا ريب فإن مسؤولية كبيرة تقع أيضا على عاتق الأندية والمدربين لمتابعة لاعبيهم حتى يظهروا بالشكل الأمثل فوق ساحة العطاء والابداع، ولاسيما اللاعبين صغار السن الذين قد يجهلون الاضرار المستقبلية ازاء تناول هذه الافة فيكونوا فريسة سهلة لها.
ومن ابرز اضرار التدخين على اللاعب بأن التدخين يحدث اضطرابا في عملية التنفس كما أنه يضعف القدرة على التحمل ويستنفذ الطاقة ويضاعف من احتمالية الاصابة بالعديد من الامراض الخطيرة والمزمنة كالسرطان مثلا ، كما أن التدخين يسهم بدرجة كبيرة في تقصير عمر اللاعب في الملاعب مما يجعله يسرع في اعلان اعتزاله وفي سن مبكرة.
و يدرك الجميع ان مادة الـنـيكـوتـيــن الـمـوجودة فــى الــتبـغ تـزيـد مـن افـراز هـرمـون الابريـينالين الـذى يـتـســبـب فـي زيـادة مـعـدل ضربات القـلـب وضـيـق الاوعـيـة الـدمـويـة.
ومن الاضرار أيضا أن التدخين يسهم في اضعاف القدرة والاستعداد لممارسة التمرينات الرياضية مثلما يرفع ضغط الدم ويؤدي الى تصلب الشرايين وهذه الاضرار نعتقد أنها كافية لتردع هؤلاء اللاعبين للاقلاع عن هذه الآفة القاتلة.
ويسجل للجنة الأولمبية الاردنية أنها دشنت حملة كبيرة بهذا الخصوص قبل نحو خمس سنوات بهدف حث نجوم الرياضة للاقلاع عن التدخين، وجاءت الحملة ناجحة بمختلف المقاييس، لكن لا مانع من تجديد هذه الحملة حتى تواصل اللجنة الاولمبية حملاتها بما يسهم في وأد هذه الظاهرة التي تقض المضاجع.. والله من وراء القصد.