رفع الدعم يهز سوريا.. مؤيدو النظام يدعون للتظاهر ضده

تم نشره الخميس 03rd شباط / فبراير 2022 11:41 صباحاً
رفع الدعم يهز سوريا.. مؤيدو النظام يدعون للتظاهر ضده
مواطن سوري يحمل الخبز لعائلته في سوريا

المدينة نيوز :- وسط كل الأزمات التي يعيشها السوريون كل دقيقة، أتى قرار جديد ليزيد الطين بلة، ولم يعد على لسان الناس في بلد أرهقته حرب لأكثر من 11 عاماً، إلا معضلة "رفع الدعم".

فقد انشغل المواطنون على مدار اليومين الماضيين في مناطق سيطرة النظام، بقرار رسمي، يفيد بتخلي حكومة النظام عن سياسة "الدعم الحكومي" لفئات محددة من المجتمع السوري، وهو ما أثار سخطاً شعبياً واسعاً قد ينذر بـ"كسر حاحز الخوف لدى السوريين مرة جديدة".

فالمنتقدون هذه المرة مقربو النظام وأنصاره، أكثر من معارضيه، وسط دعوات لافتة من أسماء اشتهرت بالدفاع عنه، للتظاهر ورفض القرار.

ولعل هذا الدعم الذي قرر النظام التخلي عنه، كان يشمل منذ عقود أسعار المواد الأساسية التي يحتاجها المواطنون بشكل يومي، من خبز ومحروقات بشتى أنواعها، خاصة مادتي البنزين والمازوت وأسطوانات الغاز.

"الأكثر ثراء"


الأزمة بدأت من تصريح لوزيرة في حكومة النظام الاثنين الماضي، أعلنت فيه أن الدولة استبعدت فئات عدتها "الأكثر ثراء"، من الدعم الحكومي للمواد الأساسية كالخبز، والغاز، والمازوت، والمواد التموينية، زاعمة أنها تشمل الفئات "الأكثر ثراء"، مع العلم أن دخل تلك الفئات لا يتجاوز الـ30 دولاراً أميركياً شهرياً.

وأعلنت معاونة وزير الاتصالات والتقانة في حكومة النظام، فاديا سليمان، أن من بين تلك الفئات الأسر التي تملك أكثر من سيارة، ومالكي السيارات السياحية التي سعة محركها فوق 1500cc طراز 2008 وما فوق، ومالكي أكثر من منزل في نفس المحافظة، ومالكي العقارات في المناطق الأغلى سعرا، إضافة إلى المغتربين الذين مضى على مغادرتهم البلد أكثر من عام، والمقدّر عددهم تقريباً بنصف مليون سوري، على أن يضطروا لشراء المواد الأساسية بسعر السوق الحرة، وخاصة الخبز ومواد المحروقات.

وبهذه الحالة، سيكون أمام المستثنى منهم الدعم شراء ربطة الخبز بـ1600 ليرة سورية تقريباً بدلاً من 200 ليرة.

وقد أثار هذا القرار سخطاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن اللافت بالأمر أن أصواتا مقربة من النظام واشتهرت بالدفاع عنه طيلة سنوات الحرب، قد علت مطالبة بتغيير القرار فوراً.

فقد أعلن شادي أحمدي، وهو خبير اقتصادي موالٍ للأسد، أنه سيتقدم بطلب لوزارة الداخلية من أجل الخروج بما سمّاها "مظاهرة سلمية"، أمام البرلمان وسط العاصمة دمشق من أجل التنديد بالقرار.

في حين، اعتبرت نهلة عيسى، وهي أستاذة في كلية الإعلام جامعة دمشق، وتشغل منصب نائب عميد الكلية، ولطالما اشتهرت بمواقفها ا"التشبيحية"، بأن ما يجري تعسفاً، وكشفت أنها لا تملك سوى سيارة موديل 2009، كانت بدأت تقسيطها منذ 12 عاماً، مع راتب شهري لا يتجاوز 200 ألف ليرة سورية، (50 دولارا أميركيا) شهريا، مؤكدة أنه مع قرار رفع الدعم ستنفق كل راتبها لشراء وقود.

وخاطبت الحكومة بأن ملء خزينة الدولة لا يأتي على حساب كرامات الناس، وفق تعبيرها.

وأضافت أصوات أخرى مؤيدة للنظام أيضاً، بأن قرار الحكومة الأخير، هو قرار ظالم بحق شريحة كبيرة من المواطنين، حيث إنها حرب سلاحها رغيف الخبز، وذكّروا الأسد بمقولات للأسد الأب حذّر فيها مراراً من الاقتراب من قوت الناس.

كما طفت مطالبات كثيرة بسحب الثقة عن الحكومة بعد قرار رفع الدعم، حيث ناشد البرلماني ناصر يوسف الناصر بحجب الثقة، مؤكداً أن قرار رفع الدعم قرار ظالم وغير مدروس ويجب إلغاؤه فوراً.

تحرك عاجل لم يأت بجديد

وبعد الجدل، أعلن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عمرو سالم، أن ما حصل هو "أخطاء تقنية وليس قرارا"، مضيفا في تصريحات إذاعية الثلاثاء، أن "وزارة الاتصالات

خصصت موقعا لتلقي طلبات الاعتراض من قبل المواطنين الذين أُزيل عنهم الدعم بشكل خاطئ".

في حين عقدت حكومة النظام السوري الأربعاء اجتماعا وصفته بـ"العاجل"، لبحث الاعتراضات التي تلقتها دون أي تغيير.

إلى ذلك، بررت بعض الأصوات الإعلامية القرار بأنه نتيجة "عجز الحكومة على تمويل المواد المدعومة، لانعكاس غليان الأسواق العالمية على الكميات المتاحة من المواد الغذائية".

يذكر أن الأمم المتحدة كانت أعلنت عن أن 90% من الناس في سوريا يعيشون في فقر، و60% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى 7.78 مليون لا يملكون أطباء أو مرافق طبية مستوفية للمعايير الدنيا المقبولة عالمياً.

وتعاني البلاد منذ سنوات من عدة أزمات شملت الوقود والطاقة والخبز إضافة إلى انهيار الليرة ما عاد بآثار كارثية على كل مفاصل الحياة فيها وجعل منها حياة متاحة بشق الأنفس.

العربية 

 


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات