نساء الصّومال يتخلين عن أبنائهن في الطرقات بسبب الجوع

المدينة نيوز - الاجتماع الوزاري بإيطاليا فشل في جمع 1.6 مليار دولار لإنقاذ ملايين البشر
المجتمع الدولي سارع لضرب ليبيا حماية للمدنيين.. فماذا عن الصومال؟
صدم العالم للمشاهد المروعة التي نقلتها الفضائيات حول الوضع الإنساني في القرن الإفريقي، خاصة الصومال، التي ضربتها مجاعة هي الأخطر منذ 60 عاما، وكان أكثر تلك المشاهد خطورة ومأساوية، اضطرار النساء في الصومال إلى ترك أبنائهن على قارعة الطرقات، نحو مراكز الإغاثة، بعد أن خارت قواهم من شدة الجوع، حسبما نقلته وكالة رويترز للأخبار.
انتهى الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو"، الذي عقد بإيطاليا، دون أن ينتهي إلى أية خطة لمواجهة أخطر مجاعة تضرب الصومال والبلدان المجاورة لها، كما فشل في جمع مبلغ 1.6 مليار دولار، كان الأمين العام للأمم المتحدة قد طلبها لتقديم مساعدة عاجلة لإنقاذ ملايين البشر من الموت جوعا.
وقد كشفت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، جوزيت شيران، عن تفاصيل مروعة يواجهها الصوماليون أثناء تنقلهم إلى مراكز الإغاثة القليلة بقولها "الكارثة تحالفت فيها الطبيعة والنزاعات الإقليمية، مما جعل أمهاتٍ صوماليات يجدن أنفسهن أمام خيار كريه، هو ترك أطفالهن الموتى على قارعة الطريق، التي تقودهم إلى مراكز إطعامٍ، ازدحمت عن آخرها كما هو حال معسكر داداب الكيني، الذي ضجّ بـ400 ألف شخص، بينما لا يتسع إلا لتسعين ألفا".
وحسب خبراء منظمة التغذية والزراعة، فإن الأمر الذي أدى إلى هذه الموجة غير المسبوقة من المجاعة، هو توالي موسمين من الجفاف في القرن الإفريقي، يضاف إلى ذلك النزاع المسلح في الصومال بين القوات الحكومة وقوات حركة الشباب الإسلامية، التي سبق لها أن طردت منظمات الإغاثة الدولية من الصومال، بحجة أن أفرادها يقومون بعمليات التجسس.
وقد فر مئة ألف صومالي إلى العاصمة مقديشو خلال شهرين، هربا من المجاعة التي تهدد حوالي أربعة ملايين في الصومال وحده، من بين 12 مليونا بالقرن الأفريقي.
ويتعامل المجتمع الدولي ببرودة ولا مبالاة مع الكارثة الإنسانية التي تضرب القرن الإفريقي، ما يكشف عن أزمة ضمير كبرى، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار السرعة الفائقة التي تحرك بها مجلس الأمن والدول الكبرى مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا عندما تعلق الأمر بآبار البترول الموجودة في ليبيا، حيث سارع المجتمع الدولي إلى ضرب ليبيا تحت عنوان حماية المدنيين. ( الشروق اون لاين ).