ليبيا.. أطراف معارضة لتغيير الحكومة تعقد اجتماعات بطرابلس قبيل جلسة للبرلمان

المدينة نيوز :- عقد المجلس الأعلى للدولة ونواب يمثلون المنطقة الغربية في ليبيا اليوم الأحد اجتماعات بالعاصمة (طرابلس) لبحث خريطة الطريق والوضع السياسي العام، في حين يستعد مجلس النواب لاختيار رئيس جديد للوزراء على الرغم من معارضة أطراف عدة تغيير الحكومة الحالية.
وبدأ المجلس الأعلى للدولة جلسة في طرابلس للاستماع لإحاطة لجنة خريطة الطريق المشكلة من المجلس وحصيلة اجتماعاتها مع نظيرتها في مجلس النواب.
وكانت لجنة خريطة الطريق في مجلس الدولة طالبت نظيرتها في مجلس النواب بأن يقرّ المجلس تعديلات دستورية لضمان نجاح خريطة الطريق المقترحة للمرحلة المقبلة، والتي تشمل تحديد إطار زمني للانتخابات التي تعذر إجراؤها أواخر العام الماضي.
وقال المكتب الإعلامي لمجلس الدولة إن الجلسة ستبحث آخر المستجدات السياسية، وتنظيم آليات التواصل مع مجلس النواب. وتأتي جلسة المجلس الأعلى للدولة قبل يوم من جلسة البرلمان التي سيستمع خلالها إلى مرشحين لرئاسة الوزراء، وكان المجلس الأعلى للدولة عبّر سابقا عن رفضه تغيير حكومة عبد الحميد الدبيبة.
وبالتزامن، تعقد في طرابلس جلسة لأعضاء مجلس النواب عن المنطقة الغربية، الغرض منها مناقشة تنسيق موقفهم بشأن الملفات التي ستطرح في جلسة مجلس النواب يومي الاثنين والثلاثاء.
وهناك توجه لدى عدد من نواب المنطقة الغربية نحو عدم ضرورة تغيير الحكومة الحالية إلا بعد إقرار خريطة طريق جديدة تتضمن مواعيد محددة للمرحلة الانتقالية وخطوات موازية متعلقة بالمصالحة الوطنية والوضع الأمني والمسار الدستوري، بالتوازي مع مسار السلطة التنفيذية.
كما عقد اليوم الأحد بالعاصمة الليبية اجتماع ضمّ عددا من المترشحين للانتخابات الليبية بشقيها الرئاسي والبرلماني.
وقد استمع الاجتماع لكلمة مسجلة لمستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز، وكلمة أخرى لرئيس مفوضية الانتخابات الليبية عماد السائح.
وقال مراسل الجزيرة أحمد خليفة إن كل هذه الاجتماعات تصب في المخاض السياسي الذي تشهده ليبيا، مشيرا إلى مخاوف من حدوث انقسام مؤسساتي يفضي إلى وجود حكومة في الشرق وأخرى في الغرب إذا مضى مجلس النواب في تشكيل حكومة جديدة.
وأضاف أن المجلس الأعلى للدولة -وهو هيئة استشارية منبثقة عن الاتفاق السياسي لعام 2015- يرفض تغيير الحكومة كطريق وحيد لمنع تفاقم الأزمة، ويفضل أن تكون هناك مسارات متعددة لمعالجة الأزمة، مشيرا إلى أن النواب المجتمعين في طرابلس عن المنطقة الغربية سيسعون للخروج بموقف موحد يرفض تغيير الحكومة الحالية.
جلسة البرلمان
ومن المقرر أن يعقد مجلس النواب غدا الاثنين جلسة في مدينة طبرق (شرقي ليبيا) للاستماع إلى المرشحين لرئاسة الوزراء، بالإضافة إلى استكمال مناقشة خريطة الطريق التي أعدّتها برلمانية مكلفة بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة.
وينتظر أن يختار النواب يوم الثلاثاء أحد المرشحين لمنصب رئيس الوزراء، وفق ما قاله قبل أيام المتحدث باسم المجلس عبد الله بليحق.
وكان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح رأى أخيرا أنه لم تعد هناك شرعية لحكومة الوحدة الوطنية الليبية الحالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
بيد أن الدبيبة نفسه، وأطرافا أخرى بينها المجلس الأعلى للدولة، أعلنوا رفضهم تغيير الحكومة الحالية قبل إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل سلطة تنفيذية جديدة.
خروج المرتزقة
في هذه الأثناء، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إن الليبيين ينتظرون من الاتحاد الأفريقي أن يدعم آلية وخطط إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
وأكد المنفي، خلال كلمته في قمة الاتحاد الأفريقي أمس السبت، في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)، دعوة الأطراف الليبية لتسهيل التوصل إلى توافق يقود إلى انتخابات حرة ونزيهة ومقبولة النتائج، ويجنب البلاد الدخول في أزمة جديدة.
كما دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى دعم عقد مؤتمر المصالحة في ليبيا والاستفادة من التجارب الأفريقية المماثلة، مشيرا إلى إنشاء مفوضية عليا للمصالحة الوطنية قبل أشهر.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا توصل اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) إلى اتفاق في القاهرة على إنشاء آلية اتصال وتنسيق فعالة لإخراج المقاتلين والمرتزقة والقوات الأجنبية.
وقبل ذلك، أكد مؤتمر "برلين 2" في يونيو/حزيران الماضي ضرورة سحب جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا من دون تأخير، وتنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر/تشرين الأول 2020 في جنيف، وهو الموقف نفسه الذي عبّر عنه مجلس الأمن الدولي بالإجماع.
ونص الاتفاق على انسحاب المرتزقة من ليبيا خلال 90 يوما، ولكن بعد عام من توقيع الاتفاق لم ينسحب سوى عدد محدود منهم، وفق ما أكدته وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشير التقديرات إلى وجود آلاف المرتزقة في ليبيا، وبين هؤلاء تشاديون وسودانيون، فضلا عن عناصر مجموعة فاغنر الروسية، وهؤلاء قاتلوا ضمن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الهجوم على طرابلس ومناطق أخرى في الغرب الليبي بين أبريل/نيسان 2019 ويونيو/حزيران 2020.
المصدر : الجزيرة + وكالات