بسبب روسيا.. الضبابية تحيط بتحالف “أوبك+”

المدينة نيوز :- يعقد تحالف “أوبك+” اجتماعه الشهري، الأربعاء لبحث آلية خفض الإنتاج لشهر أبريل/ نيسان المقبل، بمشاركة يُفترض أن تضم جميع الأعضاء الـ23، بقيادة روسيا والسعودية.
إلا أن العمليات العسكرية الروسية الدائرة في أوكرانيا تهدد تماسك تحالف “أوبك+”، بسبب تطورات الهجوم العسكري الذي تشنه القوات الروسية على الجارة أوكرانيا.
وفي 24 فبراير/ شباط الجاري، شرعت روسيا في شن هجوم عسكري على أوكرانيا، ما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
نجاح للتحالف
وتشارك روسيا في اتفاقية خفض الإنتاج الحالية منذ مايو/ أيار 2020، ونجحت رفقة السعودية في تأسيس أقوى تكتلات الطاقة التقليدية حول العالم.
ونجح التكتل منذ ذلك الحين، في إعادة استقرار سوق النفط العالمية، بعد أن شهد برميل نفط برنت مستويات دون 16 دولارا في أبريل/ نيسان 2020، بسبب تفشي جائحة كورونا، وانهيار الطلب على المشتقات.
وبينما تشير التقديرات إلى قيام التحالف بتخفيف أكبر في قيود خفض الإنتاج لشهر أبريل المقبل، إلا أن روسيا قد يكون لها موقف مغاير، للضغط على مستهلكي الطاقة، كورقة لتحقيق مكاسب سياسية في أزمتها مع كييف.
ويقضي اتفاق تخفيف قيود الإنتاج الحالية والمتبعة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، بتخفيف القيود بمقدار 400 ألف برميل يوميا، وصولا إلى خفض يبلغ صفر برميل بحلول سبتمبر 2022.
زيادة ضخ الخام
ويتوقع محللو سوق الطاقة، أن يقترح التحالف بتخفيف قيود الإنتاج بمقدار 600 – 800 ألف برميل، اعتبارا من أبريل، وربما خلال مارس/ آذار الجاري، إن كانت التوقعات تشير لاستمرار أزمة شرق أوروبا.
وقد تستخدم روسيا ورقة قوتها في التحالف، وتعارض ضخ كميات إضافية عن المتفق عليه، لتحقيق عوائد مالية مقابل الخسائر المتلاحقة التي تكبدتها بسبب العقوبات الغربية.
تدخلات خارجية
وسيفتح هذا الرفض باب المعارضة في التكتل، من جانب بعض الأطراف، الذين قد يتأثرون بأي ضغوطات غربية (أمريكية أو بريطانية) لزيادة كميات الإنتاج.
وهذه النقطة (التدخل الأمريكي) التي قد تعمق أية خلافات داخل التكتل، حيث تحاول واشنطن لعب دور محوري في اتخاذ قرار يوم الأربعاء، يخالف اتجاه موسكو.
وتعي موسكو أن قوى أخرى خارج التحالف، قد يكون لها رأي مؤثر على أي من الأعضاء الـ23، وهو ما سيدفعها نحو رفض أية مقترحات بعيدة عن الخطة المنفذة اعتبارا من سبتمبر الماضي.
ويبلغ متوسط سعر برميل النفط حاليا، قرابة 96 دولارا للبرميل، وهو مستوى ترفضه واشنطن وتطالب منذ شهور (عندما كان سعر البرميل 80 دولارا)، بضرورة قيام التحالف بضخ مزيد من الخام للأسواق لخفض الأسعار.
وتعيش الأسواق العالمية حالة من ارتباك في سلاسل الإمدادات، وإعادة تقييم مخاطر مرتفعة، دفعت أسعار النفط لتجاوز 105 دولارات لبرميل برنت.
وروسيا، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة، بمتوسط يومي 10.2 ملايين برميل يوميا، وتصدر يوميا قرابة 4.5 ملايين برميل إلى جانب 2.5 مليون برميل من المشتقات.
كمان أن موسكو أكبر مصدّر للغاز الطبيعي في العالم، بمتوسط سنوي يتجاوز 220 مليار متر مكعب، بينما تنتج 635 مليار متر مكعب سنويا.
(الأناضول)