مزارعو وادي الهيدان يهجرون مزارعهم بسبب قلة المياه

مدينه نيوز- اضطر مزارعو وادي الهيدان الى هجر مزارعهم بعد ان بخل الوادي عليهم بمياهه وفاض بها الى غيرهم دون ان يجدوا من يعينهم من قريب او بعيد.

فوادي الهيدان في لواء ذيبان كان ذات يوم ينظر اليه سلة للغذاء نظرا لجودة اراضيه الزراعية ووفرة مياهه العذبة الا ان الحال تبدل منذ سنين بعد ان سحبت مياهه الى العاصمة عمان لغايات الشرب.

ولا يزال المزارعون في الوادي الذين التقتهم (بترا) في مزارعهم يصارعون لتامين لقمة عيشهم رغم جفاف مياه الوادي وانعدام الكهرباء، حتى أنهم محرومون من الاتصالات الخلوية لعدم وجود تغطية لها بالرغم من أن الوادي يعتبر منطقة سياحية ويرتاده الزوار وخصوصا في فصل الربيع.

ويقول المزارع مفلح البريزات ان المساحات الزارعية في الوادي اصبحت عبئا على اصحابها بدلا من ان تكون معينا لهم وللعائلات التي تعتمد عليها مستغربا تجاهل الجهات الرسمية لاستغاثات ونداءات المزارعين المتواصلة.

ويضيف ان مشكلة المياه اولى المشاكل واكبرها في الوادي حيث يعتمد نحو 40 مزارعا في ري مزارعهم على بئر ارتوازية تضخ المياه بقوة لا تتعدى الانش الواحد فقط والتي تقوم بإسالة المياه في الوادي وعلى امتداد من 10 الى 15 كليو مترا.

ويضيف البريزات انه علاوة على هم المياه المؤرق للمزارعين فان عدم ايصال الكهرباء للوادي يشكل معاناة كبيرة لهم نظرا لاستحالة الاقامة بالمنطقة والعيش فيها دون كهرباء.. فحتى الحراس يعزفون عن العمل في المزارع دون كهرباء ما جعل معدات المزارعين من مواتير وغيرها عرضة للفقدان والتلف والتي تقيد دائما ضد مجهول. ويقول المزارع جميل الدقس ان المياه التي تزود مزارعهم يمكن ان تستخدم لري مزرعة واحدة لساعة واحدة فقط نظرا لضعفها ما عرض قسما كبيرا من مزرعته للجفاف ،مشيرا الى انه هجر زراعة الخضروات لعدم كفاية المياه وتعرضه لخسائر طوال السنوات الماضية.

ويضيف الدقس انه عند حفر الابار الارتوازية في الوادي وبدء سحب مياهها للعاصمة عمان كان هناك تعهد لابناء الوادي بان لا يلحق بهم الضرر ويبقى لهم مصدر للمياه ولكن هذه الوعود ذهبت ادراج الرياح.

ويؤكد المزارع علي متروك السنيد ان الوادي قبل بدء عملية سحب مياهه للعاصمة عمان كان مساحة خضراء وينتج جميع اصناف الخضروات والفواكه والاشجار المثمرة ولكن الحال تبدل منذ اكثر من 15 عاما بعد سحب مياهه ولم يجد المزارعون كفايتهم من المياه للزراعة.

ويقول المزارع محمد ابو مقيبل انه في الموسم المنصرم زرع 180 دونما في وادي الهيدان باصناف البندورة والشمام ولكن نتيجة انقطاع المياه وعدم كفايتها تكبد خسائر فادحة وصلت الى 45 الف دينار مشيرا انه لم يبق مسؤول الا وطرق بابه دون جدوى .

وقال المزارعون أنه إضافة إلى مشكلة المياه والكهرباء فان الطريق المؤدي الى الوادي ضيقة ولا تتسع الا الى سيارة واحدة وفيه كثير من المنعطفات الخطرة والتي كانت سببا في وقوع العديد من الحوادث مطالبين وزارة الاشغال بتوسعة المنعطفات لكشف الطريق لسالكيها لتجنب الحوادث خصوصا ان توسعتها لا تكلف كثيرا.

من جانبه قال الناطق الاعلامي باسم وزارة المياه والري عدنان الزعبي ان هناك بئرين ارتوازيين يضخان 100 متر مكعب في الساعة وتفي بحاجات المزارعين لافتا إلى ان الوزارة لم تتلق أي شكوى من المزارعين في المنطقة سواء من ضعف المياه او استخدام مزارعين اثنين لبئرين اثنين فقط دون غيرهما.

وبخصوص الكهرباء قال مسؤول مشروع كهربة الريف المهندس محمد البريزات انه يجري حاليا اجراء الدراسات الفنية والمالية لايصال التيار الكهربائي الى مزارعي الوادي بالتنسيق مع شركة الكهرباء الاردنية مشيرا الى ان اقرب خط كهربائي في المنطقة خط خاص لسلطة المياه لفائدة آبار المياه في الوادي.

وقال مدير اشغال مادبا المهندس زايد الزينات ان المديرية ستعمل على معالجة وتوسيع المنعطفات قدر الامكان بالآليات المتوافرة نظرا لصعوبة المنطقة اضافة الى وضع سياج معدني عند اطراف الطريق والمنعطفات لمنع انقلاب المركبات في الوادي عند وقوع الحوادث.(بترا)