"شيوخ الطرب" يسلطنون جمهور ليالي مهرجان جرش الرمضانية!

المدينة نيوز - خاص:  "سلطن" جمهور مهرجان جرش السادس والعشرين مع باكورة سهرات المهرجان الرمضانية والتي بدأت في المركز الثقافي الملكي بفرقة شيوخ الطرب القادمة من معقل الطرب الأصيل مدينة حلب السورية. ساعتان من الموسيقى الشرقية والغناء الذي بدأه منشدو الفرقة وأكمله وتجلى به المطرب محمد خيري سليل الاسرة الطربية. واستمتع الجمهور الذي ملأ القاعة الكبرى "العليا" بالمركز الثقافي الملكي والتي تتسع لألف شخص بعد تحويلها الى مسرح بباقة من الموشحات والقدود الحلبية والتي استحضرت بالذاكرة "أُستاذ" هذا اللون من الغناء الفنان الكبير صباح فخري والذي تربطه صلة نسب بمطرب الفرقة محمد خيري.المسؤول الاداري للفرقة بسام الحريري أكد أهمية مشاركة فرقة "شيوخ الطرب" في مهرجان جرش وقال اننا نقدم الطرب الحلبي بطابع جديد وعصري. كما اننا نخاطب الروح وليس الجسد ومستمعونا من كافة انحاء الوطن العربي وهم يعتبرون مهرجان جرش مهرجانهم وفيه يقدمون فنهم الملتزم.
البداية كانت موسيقية استخدمت فيها الفرقة آلات موسيقية شرقية.ومن خلال قالب سمعي وهو عمل خاص بالفرقة. فظهرت روعة العود والكمنجات والاقانون والناي والايقاعات  والكونترباص. وتألق العازفون الـ (13) في تقديم "وجبة" موسيقية دسمة وتجلى ذلك من الانصات التام للمعزوفات طيلة الثلث ساعة الأولى من الحفل.
بعدها قدم المنشدون الاربعة موشح " يا غزال الروض" وموشح "عذِّبوني ما استطعتم.. أنا صبّ في هواكم وأنا راضٍ بالذي ترضونه". كما قدمت الفرقة موشح " يا خفيف الروح" ومنه "إزي تهجرني وأنا قلبي يهواك. هات كاس الراح واسقني الاقداح" وهي من ضمن باقة القدود الحلبية. تبعتها الفرقة باستهلال موسيقي على آلة القانون، وتبارى المنشدون كل على حدة بأداء القدود مثل " هيا لنقضي بالوصال زمانا".
المطرب محمد خيري قدم النصف الثاني من الحفل وعبر عن سعادته بالمشاركة وقدم أولا " فوق النخل فوق" من التراث العراقي. واغنية " البلبل مال على غصن الفل" والتي منها "كنا ستة ع النبعة اجا المحبوب صرنا سبعة". كما غنى خيري لـ " اللؤلؤ المنظوم في فمك الجميل". وزادت حالة " السلطنة " عندما غنى " قدك المياس يا عمري". و"قل للمليحة في الخمار الأسود " واغنية " أول عِشرة محبوبي اهداني خاتم ألماس". وحان وقت " القراصية" وبحث عنها محمد خيري كما فعل من قبله الفنان صباح فخري " القراصية منين منين ". وختم خيري بوصلة تضمنت " ربّة الوجه الصبوحي أنت عنوان الامل" و" إن تجودي فصليني" ومعها كان الختام الجميل لحفل حضرته جمهور متميز بذوقه ومعظمه من السيدات والرجال " السّمّيعة ".
يمكن اعتبار فرقة شيوخ  الطرب التي نشأت في مدينة حلب الشهباء حديثة العهد نسبياً مقارنة بغيرها من الفرق الموسيقية والغنائية التي تعنى بإحياء التراث الموسيقي والغنائي سواء منه ذو الطابع المحلي السوري أو العربي، لكن بالرغم من حضورها القصير نسبياً شاركت في العديد من المهرجانات العربية كقرطاج وصفاقس وسوسة والحمامات والرباط الدولي ومهرجان وليلي في المغرب ومهرجان جرش.
فرقة شيوخ الطرب هي أول فرقة تتميز بمحاولات إدماج التراث الغنائي العربي مع السوري، حيث كانت البداية مع إدخال المالوف التونسي بأكثر من مشاركة.