تهريب المخدرات: حرب الأردن غير المعلنة ضد المهربين

تم نشره الإثنين 18 نيسان / أبريل 2022 03:20 مساءً
تهريب المخدرات: حرب الأردن غير المعلنة ضد المهربين
الجيش الاردني

المدينة نيوز :- شاب في العشرينات من عمره حليق الشعر يسير مضطربا في ممر وحدة إعادة التأهيل من تعاطي المخدرات، بينما يصارع معاناة “الانسحاب المبكر”.
في غرفة التلفزيون، امرأة شابة ترتدي ملابس أنيقة في مرحلة لاحقة من التعافي تدخن سيجارة بضجر، ثم تضع رأسها بين يديها.

ربما يكون القتال في الحرب التي استمرت عقدا من الزمان في سوريا قد تلاشى، لكن تحول البلاد إلى دولة مخدرات يزرع بذورا جديدة للبؤس في جميع أنحاء هذه المنطقة.

تبدو الغرف في مستشفى الرشيد في العاصمة الأردنية عمَّان وكأنها إقامة فندقية، لكن تسجيل الوصول إلى هنا تصرف يدل على اليأس.

تقول الممرضة هديل بيطار وهي تتجول معي لتريني المكان: “إنها عملية طويلة. يبقى المرضى لمدة شهر على الأقل، وأحيانًا ثلاثة أشهر”.

يأتون من الأردن ودول الخليج العربية، حيث أصبح المنشط الأمفيتاميني المسمى كابتاغون – المصنوع بثمن بخس في سوريا ولبنان والمعروف أيضًا باسم “كوكايين الرجل الفقير” – هو المخدر المفضل في السنوات الأخيرة.

يقول الدكتور علي القم، استشاري الطب النفسي والمدير الإكلينيكي، “إن عواقب تناوله خطيرة للغاية. ويمكن أن تشمل العنف والذهان”.

“إنه يسبب الإدمان أيضًا. يبدأ الناس بقرص واحد ثم يزيدون بمقدار اثنين أو ثلاثة، ثم ينتقلون إلى عقار أكثر خطورة مثل الكريستال ميث”.

صناعة ضخمة


وفي ذروة الصراع في سوريا، استغل المهربون والجماعات المسلحة الفرصة لتزويد المقاتلين بالكابتاغون – الذي غالبًا ما يكون مليئًا بالكافيين – لتعزيز شجاعتهم ومساعدتهم على البقاء في حالة تأهب على الخطوط الأمامية.

ومع قلة فرص العمل المشروعة والفقر المتزايد، انخرط العديد من السوريين العاديين في تجارة المخدرات.

يتم ضبط الملايين من حبوب الكابتاغون في الأردن كل عام، وهي في طريقها إلى دول الخليج العربية
والآن، مع تحطم الاقتصاد السوري بسبب عقد من الحرب فضلا عن أنه لايزال مخنوقا بسبب العقوبات الدولية، فقد تحول الكابتاغون إلى صناعة بمليارات الدولارات، تساوي أكثر بكثير من أي صادرات قانونية.

وعلى الرغم من النفي العلني من حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ربطت تقارير بين الشخصيات القوية في دائرة الأعمال التجارية والجيش وبين تصنيع وتوزيع الكابتاغون.

ويقول إيان لارسون – المحلل في الشأن السوري في مركز البحوث والتحليل العملياتي (COAR)، وهو شركة استشارية مقرها قبرص – “إن المناطق التي يتجلى فيها إنتاج الكابتاغون هي تلك التي يسيطر عليها نظام الأسد والعلاقات الأسرية الوثيقة للنظام”.

“الآن، لا يزال هذا رابطًا ثانويا، لكنه ارتباط ذو دلالة”.

وأشار تقرير كتبه عام 2021، إلى مستوى ضخم لكمية إنتاج الكابتاغون، بقيمة سوقية تقدر بنحو 3.5 مليار دولار للعام السابق، بناءً على الكميات التي تم اعتراضها.

وتظهر حبوب هذا المخدر بانتظام في الموانئ والمطارات ونقاط العبور – غالبًا ما تكون مخفية بخبرة. ويتم العثور عليها داخل حاويات الآلات والفواكه. وقد نشرت السلطات الأردنية لقطات مصورة لإستخراج حبوب مخفية في ذبائح.

إطلاق النار بقصد القتل

في وقت ما ،كانت موجة تلو موجة من اللاجئين السوريين تتدفق عبر الحدود إلى الأردن. أما الآن فتتدفق المخدرات.

وأصبحت المناوشات بين الجيش الأردني وتجار المخدرات أكثر تواترا، مع تنفيذ عمليات ضبط أكبر.
ويعتبر الأردن إلى حد كبير طريق عبور إلى أكبر سوق للمخدرات: دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية.

وقال العقيد زيد الدباس من الجيش الأردني والذي اصطحبني في جولة “أخطر ما لاحظناه مؤخرًا هو وجود مجموعات مسلحة إلى جانب المهربين”.

ويقدِّر أن هناك نحو 160 جماعة تعمل في جنوب سوريا. ويقول إن لديهم “تكتيكات جديدة مثل تلك الخاصة بعصابات الجريمة المنظمة”، ويستخدمون طائرات بدون طيار ومركبات مخصصة باهظة الثمن.

وأدت الزيادة في هذا النشاط غير القانوني، إلى جانب مقتل جندي أردني، إلى تغيير قواعد الاشتباك في الجيش: لديه الآن سياسة إطلاق النار بقصد القتل.

وفي 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش مقُتل 27 مُهربا عندما أحبط محاولة منسقة للعبور إلى الأردن في عدة نقاط على طول الحدود. كما قتل أربعة آخرون في عمليات منفصلة.

ويطالب الجيش بالمزيد من الدعم لما وصفه ضابط آخر بـ “حرب غير معلنة” على حدود الأردن.

ويقول العقيد مصطفى الحياري: “نحن نقاتل نيابة عن الدول الأخرى في المنطقة والعالم بأسره”. “المخدرات تدمر عائلاتنا وأخلاقنا وقيمنا”.

بي بي سي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات