"يقصفونا بكل ما يملكون".. جنود أوكرانيون يتحدثون من تحت الأرض في ماريوبول

المدينة نيوز :- أرسل عدد من المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين بمدينة ماريوبول المحاصرة رسالة يأس وأعربوا عن أملهم في أن يتم إنقاذهم وأن يوقف العالم حرب الكرملين الشرسة.

وتحدث عدد من الجنود الأوكرانيين إلى صحيفة "نيويورك تايمز" عبر مكالمة فيديو وسط استمرار القصف الروسي باتجاه المدينة المطلة على بحر آزوف.

وقال جندي عرف نفسه باسم جاسم "نحن محاصرون. إنهم يقصفوننا بكل ما يملكون"، مردفا: "خطتنا الوحيدة هي كسر الحصار من قبل قواتنا حتى نتمكن من الخروج من هنا".

وتواصل جاسم وزملائه الجنود مع الصحيفة الأميركية في منتصف الليل في وقت كانت القوات الروسية تقصف مصنع الحديد والصلب الذي يحتمي في مخابئ الواقعة تحت الأرض آلاف الجنود والمدنيين.

وفي حين أن جاسم والآخرين لم يؤكدوا أنهم كانوا في مصنع آزوفستال للصلب، قال المسؤولون إن هذا هو المكان الذي لجأ إليه المدافعون الأوكرانيون الأخيرون عن ماريوبول حيث يبدو أن معركة روسيا للسيطرة الكاملة على المدينة تدخل المراحل النهائية.

وتحاصر القوات الروسية المدينة وهي ميناء رئيسي منذ الشهر الماضي وقصفت معظمها وتحولت إلى أنقاض وشددت قبضتها ببطء.

ودعت روسيا، الثلاثاء، المقاتلين الأوكرانيين إلى "إلقاء السلاح فورا"، ووقف "مقاومتهم العبثية"، بعد 24 ساعة من إعلان مهلة جديد، ظلت دون رد.

وسيسمح الاستيلاء على ماريوبول لروسيا بأن يكون لها جسر بري بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014 والمنطقتين الانفصاليتين المدعومتين من موسكو في شرق أوكرانيا.

وكان الجنود يتحدثون إلى بعضهم البعض أثناء مقابلة صحيفة "نيويورك تايمز"، كما كان ضوء الهاتف يبرز وجوههم من حين لآخر في الظلام الحالك.

وبدا أنهم غير مدركين للاهتمام الذي جذبته معركتهم ورفضوا الكشف عن التفاصيل الأساسية حول عدد القوات ومواقعها التي وصفتها السلطات الأوكرانية بالفعل.

وتمثل المعاقل تحت الأرض آخر موقف لمدينة استراتيجية عانت من حصار لا هوادة فيه من قبل القوات الروسية منذ بداية الغزو على أوكرانيا يوم 24 فبراير. وحظيت محنة المدافعين في ماريوبول باهتمام عالمي حيث أوقفوا العدو لأسابيع.

قال قاسم: "بينما نتحدث إليكم، فإنهم يطلقون النار علينا من الجو ويسقطون القنابل. قل لأميركا مساعدتنا".

ومع ندرة الذخيرة والإمدادات، قال الرجال الذين تمت مقابلتهم إنهم يواصلون القتال ويرفضون الإذعان لمطلب الكرملين بالاستسلام. لكنهم أقروا بأن الوقت ينفد عليهم ووجدوا صعوبة متزايدة في ترك حماية ملجأهم بسبب القصف العنيف.

وقال جندي آخر عرف نفسه باسم كوستيا "نحن نخوض معركة صعبة مع العدو ونحمي بلدنا وشعبنا وثقافتنا، وحقنا في تقرير المصير".

بعد حوالي 15 دقيقة، قُطع الفيديو وفشلت محاولات أخرى من قبل الصحيفة للوصول إلى الرجال.

وجاءت المقابلات في الوقت الذي قصفت فيه القوات الروسية المصنع بوابل من الضربات الجوية وقذائف الهاون، فضلا عن نيران المدفعية البحرية من السفن في بحر آزوف.

وقالت متحدثة باسم " ميتينفيست" وهي الشركة المالكة لمصنع الصلب إن المخابئ الموجودة تحته كانت تستخدم كملاجئ من قبل عمال الصلب في عام 2014، عندما حاول الانفصاليون المدعومون من روسيا الاستيلاء على ماريوبول.

وذكرت رئيسة الاتصالات الدولية لشركة "ميتينفيست"، غالينا ياتسورا، أنه "منذ الغزو الأول، حافظنا على المخابئ في حالة جيدة وزودناها بالطعام والماء".

وأضافت أن الملاجئ يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 4000 شخص ومجهزة بما يكفي الطعام والماء تدوم ثلاثة أسابيع.

والاثنين، قال القائد الأوكراني كولونيل، دينيس بروكوبينكو، في مقطع فيديو تم تسجيله من داخل المصنع، إن مصنع الصلب يتعرض لقصف عنيف.

وقال: "إنهم يستخدمون قنابل السقوط الحر والصواريخ والقنابل الخارقة للتحصينات وجميع أنواع المدفعية البرية والبحرية على حد سواء للهجمات العشوائية".

وفي سياق متصل، يتواصل قتال الشوارع في مدينة ماريوبول الساحلية التي تحاصرها القوات الروسية منذ مطلع مارس، بحسب تأكيد كييف، في حين ترى واشنطن أن سقوط المدينة في يد الروس "ليس أمرا حتميا".

وقال حاكم منطقة دونيتسك، بافلو كيريلنكو، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، الثلاثاء، إن "القتال متواصل في ماريوبول. إنه قتال شوارع وليس فقط بالأسلحة الخفيفة، ولكن معارك بالدبابات في شوارع المدينة أيضًا".

وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، الثلاثاء، "لا نرى أن سقوط ماريوبول أو سيطرة القوات الروسية على منطقة دونباس بات أمرا حتميا".

وأشار المسؤول إلى أن 7 طائرات أميركية، محملة بمعدات وأسلحة، ستصل أوكرانيا خلال 24 ساعة المقبلة.

ومن شأن سقوط المدينة، بحسب وكالة أسوشيتدبرس، أن يمنح روسيا "نجاحا حاسما" في حملتها العسكرية في أوكرانيا بعد فشلها في اقتحام العاصمة كييف، وغرق سفينة هامة تابعة لبحريتها في البحر الأسود.

الحرة