"دكتاتور مثير للشفقة".. "عمل احتجاجي كبير" بموقع إخباري مؤيد للكرملين

المدينة نيوز :- نشر صحفيان روسيان، الاثنين، مقالات مناهضة للحرب الروسية على أوكرانيا، على موقع إلكتروني شهير مؤيد للكرملين، في وقت احتفلت فيه روسيا بيوم نصر الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

ووصفت صحيفة "الغارديان" ما قام به الصحفيان الروسيان اللذين يعملان في الموقع بـ"نوع من المعارضة النادرة" التي يقل حدوثها، ولفتت إلى أن المقالات التي نشرت على موقع "لينتا" (Lenta.ru) وصفت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه "دكتاتور ومصاب بجنون العظمة" و"مثير للشفقة" واتهمته بشن "الحرب الأكثر دموية في القرن الـ21".

وعن توقيت نشر هذه المقالات، قال إيغور بولياكوف (30 عاما)، وهو أحد الصحفيين: "كان علينا أن نفعل ذلك اليوم. أردنا تذكير الجميع بما حارب أجدادنا من أجله حقا في يوم النصر الجميل هذا - من أجل السلام".

وخلال خطابه السنوي، الذي ألقاه أمام 11 ألف جندي في الكرملين، الاثنين، سعى بوتين إلى "تبرير غزوه لأوكرانيا، وربط القتال الحالي بالنصر السوفيتي في الحرب العالمية الثانية".

وقال بولياكوف في مقابلة مع الغارديان: "ليس هذا ما يعنيه يوم النصر. الناس العاديون يموتون، والنساء والأطفال المسالمون يموتون في أوكرانيا. وبالنظر إلى الخطاب الذي سمعناه، لن يتوقف هذا (القتل). لم يعد بإمكاننا قبول ذلك بعد الآن. وكان هذا هو الشيء الوحيد الصحيح الذي يمكننا القيام به (نشر المقالات)".

وأشار بولياكوف، وهو مراسل متخصص بأخبار الاقتصاد والأعمال في لينتا، إنه وزميلته "ألكسندرا ميروشنيكوفا" نشرا أكثر من 40 مقالا ينتقد الكرملين وأفعاله في أوكرانيا.

وتشير الصحيفة إلى أنه "تم حذف هذه المقالات" بعد نشرها، ولكن "يمكن الوصول إليها من خلال موقع متخصص بأرشيف الويب (web.archive.org)".

وتضمنت عناوين المقالات التي كتبها ونشرها بولياكوف وميروشنيكوفا، الاثنين، "فلاديمير بوتين كذب بشأن خطط روسيا في أوكرانيا"، و "تبين أن الجيش الروسي جيش من اللصوص"، و"روسيا تتخلى عن جثث قتلى القوات في أوكرانيا".

وأضاف بولياكوف أن مصدر كل مقال هو "المعلومات المتاحة على الإنترنت"، والتي قال إنه لم يسمح له عادة باستخدامها، نظرا "للخط التحريري، وقواعد الرقابة الصارمة التي تجرم في الواقع التقارير المستقلة".

ونشر بولياكوف وميروشنيكوفا أيضا "رسالة شخصية" على الموقع، قالا فيها للقراء: "لا تخافوا! لا تكونوا صامتين! دافعوا! أنتم لستم وحدكم، هناك الكثير منا! المستقبل لنا!".

ويعتبر ذلك "أول عمل احتجاجي كبير" في وسائل الإعلام الحكومية الروسية، منذ أن دخلت مارينا أوفسيانيكوفا، محررة في القناة الأولى، على ستوديو الأخبار المسائية في منتصف مارس وهي تصرخ: "أوقفوا الحرب. لا للحرب".

وفي إشارة إلى القوانين الأخيرة التي تهدف إلى "خنق المعارضة المناهضة للحرب"، قال بولياكوف إنه أصبح الآن "قلقا" على سلامته.

وأقرت روسيا عددا من القوانين التي تجعل نشر معلومات "مزيفة" عن الجيش الروسي جريمة يعاقب عليها بغرامات مالية أو بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما.

ووجهت السلطات الروسية اتهامات بالفعل إلى 46 شخصا بموجب هذه القوانين، 14 منهم الآن خلف القضبان.

وقال بولياكوف: "بالطبع أنا خائف. لا أخجل من الاعتراف بذلك. لكنني كنت أعرف ما كنت أفعله، وماذا يمكن أن تكون العواقب".

يذكر أن لينتا، هو أحد أكبر المواقع في روسيا، مع أكثر من 200 مليون زائر شهريا، ويعتبر "جزءا من آلة الدعاية (...) لتبرير الغزو الروسي لأوكرانيا"، وهو مملوك لـ"رامبلر" (Rambler)، وهي مجموعة إعلامية تم شراؤها عام 2020 من قبل "سبيربنك"، وهو أكبر بنك في روسيا، ومملوك للدولة، ويخضع لعقوبات أميركية وبريطانية.

الحرة