جنازة شيرين أبو عاقلة

تم نشره الأحد 15 أيّار / مايو 2022 12:04 صباحاً
جنازة شيرين أبو عاقلة
د.فطين البداد

الإعتداء على جنازة شيرين ابو عاقلة من قبل قوات الإحتلال الجمعة (هي الشهيدة 55 من الصحفيين الفلسطينيين ) لا يكشف طبيعة هذا الإحتلال ولا طبيعة المأزق الذي وقع فيه  عقب اغتيالها    بعد هذا التعاطف العالمي غير المسبوق والإدانة التي تكاد تكون إدانة العصر .

هو بالتأكيد لا يكشف شيئا ، فهذا الإحتلال العنصري الفاشي  يرتكب كل يوم مجازر واعتداءات وملاحقات وجرائم   لم تنقطع منذ احتلال فلسطين  التاريخية إلى الآن .

نقول ذلك ، لأن الإحتلال ، وكما هو واضح ، والذي تعمد اغتيال شيرين  تعمد أيضا  أن يتصرف هكذا في اعتدائه على الجنازة ،  وهو يعلم بأن كل كاميرات العالم  تقوم بنقل الحدث ،   ما يؤكد بأن الصلف الذي وصل إليه شذاذ الآفاق هؤلاء  لم يبلغ مداه أحد قط  ،  وطالما أن الإدارة الأمريكية  ، لن تسمح بمحاسبة هذا الكيان على جرائمه فسيستمر في سلوكه المتغطرس  ، وعن ذلك قال تعالى " وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا - 4 الإسراء﴾ وها هو لسان  حاله يقول : أقتل    الصحفيين وأعتدي على جنازاتهم وليشرب العالم  ماء البحر " .

مثقوب ضمير هذا العالم المنافق ، مثقوب حد الفضيحة ،  ونتحدث هنا  عن حكومات وليس عن شعوب هي مغلوبة على امرها في كل أصقاع الدنيا  ، ولقد جربنا في حادثة سابقة تعمد الغرب والشرق  أن يتناساها عندما وقع الإعتداء على كنيسة المهد قبل عقدين من الزمن وتحديدا في الثاني من ابريل إلى العاشر من مايو 2002  ، حين تم حصار الكنيسة التي ولد فيها المسيح عليه السلام 39 يوما متواصلة ، بعد أن زعم الجيش  بأن مسلحين فلسطينيين يحتجزون   200 من الرهبان وهو ما كذبته الكنيسة رسميا معتبرة بأن الفلسطينيين الذين كانوا بداخلها  إنما لجأوا اليها للدفاع عن أنفسهم ، وبعد أن تبين للعالم أجمع كذبة الصهاينة وانحطاط روايتهم   ، نسي   كل ذلك مع ما تعنيه كنيسة المهد لكل مسيحيي العالم ،    ومن أجل ذلك ، فإننا لن نعول كثيرا على أن  يتحرك أحد  أمام اعتداء إجرامي على نعش الشهيدة في كنيسة الروم  الكاثوليك في القدس ، لأن الكيان  متيقن بأنه سيفلت من العقاب  وبان  بإمكانه فعل أي شيء وأمام الكاميرات دون أن يطاله عقاب .

وحدهم الفلسطينون يعرفون كيف يجب التعامل مع هؤلاء الغزاة  ، ولقد رأى الصهاينة، وهذا أشد ما يؤلمهم ، كيف أن الذي رفع في جنازة شيرين كان العلم الفلسطيني فحسب ، ولم ترفع أي راية أخرى لأي فصيل ،  وكيف أن الفلسطينيين - بجميع فئاتهم وطوائفهم  من مسلمين ومسيحيين  -  توحدوا وأرسلوا رسالة مفادها : بأن  هذا الشعب لن يهزم ، وبأنه المنتصر لا محالة  .

لقد فضحت شيرين بجنازتها طبيعة هذا الإحتلال المفضوح  وعلى مرأى من الدنيا بأسرها ، وإذا كان قاتلوها نشدوا إسكات صوتها إلى الأبد ، فها هي جنازتها تقاتلهم بكل رجولة  لتقول لهم  شيرين  من نعشها ومن مدفنها في القدس المحتلة  : أنا شيرين أبو عاقلة ، لم أمت ، وسألاحقكم حتى النصر ايها القتلة !.

جى بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات