إسرائيل أبلغت المسؤولين الأمريكيين بمسؤوليتها عن اغتيال قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني

تم نشره الخميس 26 أيّار / مايو 2022 01:21 مساءً
إسرائيل أبلغت المسؤولين الأمريكيين بمسؤوليتها عن اغتيال قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني
خدايي

المدينة نيوز :- نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته فرناز فصيحي ورونين بيرغمان، كشفا فيه أن إسرائيل أخبرت الولايات المتحدة أنها قتلت العقيد في الحرس الثوري الإيراني، صياد خدايي؛ لأنه كان قائدا سريا لوحدة مهمتها اختطاف وقتل إسرائيليين وغيرهم من الأجانب حول العالم. ولم تعترف إيران بوجود هذه الوحدة أصلا.

وقالت الصحيفة إن مشيعين لجنازة خدايي، اصطفوا في الشوارع المحيطة بالمقبرة التي دفن فيها وهم يهتفون “الموت لإسرائيل” وطالبوا بالانتقام لدمه. وشارك في الجنازة قادة الحرس الثوري وفيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية من بين المشيعين، مما يشير إلى أهمية العقيد. وقتل خدايي (50 عاما) خارج منزله في حي هادئ بطهران يوم الأحد الماضي، عندما تقدم مسلحان على دراجتين ناريتين من سيارته وأطلقا خمس رصاصات، وذلك حسبما أوردت الصحافة الرسمية في إيران. وحمّلت طهران إسرائيل المسؤولية، كما حمّلتها من قبل المسؤولية عن سلسلة من عمليات القتل التي تعتبر جزءا من حرب الظل الدائرة منذ سنين في البحر والجو والبر وعلى الفضاء السيبراني بين الدولتين.

وقال الجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري: “سنجعل العدو يندم على هذا، لن يمر أي عمل شرير للعدو بدون رد”. وقال عضو في مجلس الأمن القومي، مجيد ميراحمادي، إن القتل “كان بالتأكيد من عمل إسرائيل” وأكد أن الانتقام سيتم، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي. ورفض المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على الحادث، ولكن حسب مسؤول اطلع على الاتصال، فإن إسرائيل أبلغت المسؤولين الأمريكيين أنها هي من قامت بعملية القتل.

ووضعت الولايات المتحدة الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وهي النقطة الحساسة التي تعرقل العودة للاتفاقية النووية التي وقعت عام 2015. وتطالب إيران بشطب الحرس عن القائمة قبل موافقتها على العودة للاتفاقية والالتزام ببنودها، ولكن الولايات المتحدة رفضت بشكل قاطع المفاوضات. وتعارض إسرائيل بشدة إحياء الاتفاقية النووية، ويقول محللون إيرانيون إن الهجوم قُصد منه قتل المفاوضات التي تشهد مرحلة حاسمة، وتقويض أي صفقة محتملة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الحرس الثوري.

وتقول الصحيفة إن الإسرائيليين أخبروا الولايات المتحدة أن عملية الاغتيال كانت تحذيرا لإيران كي توقف عمليات وحدة سرية داخل فيلق القدس تعرف باسم “الوحدة 840” حسب مسؤول استخباراتي تحدث بدون الكشف عن هويته. وكُلفت الوحدة 840 بمهمة اختطاف واغتيال أجانب حول العالم بمن فيهم إسرائيليون حسب مسؤولين عسكريين واستخباراتيين.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن العقيد خدايي كان نائبا لقائد الوحدة 840 وشارك بالتخطيط لعمليات خارجية ضد الأجانب، من بينهم إسرائيليون. وقالوا إنه كان مسؤولا عن العمليات في الشرق الأوسط والدول الجارة لإيران، وشارك في العامين الماضيين بعمليات إرهابية ضد الإسرائيليين والأوروبيين والأمريكيين في كولومبيا وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وقبرص. ولم تعترف إيران بوجود الوحدة 840. وصورت بدلا من ذلك العقيد بأنه شهيد بطل انضم للحرس الثوري كشاب ومتطوع وجندي في الحرب الإيرانية- العراقية، وتدرج في سلك الحرس ليلعب دورا في فيلق القدس وشارك في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

ولم يعلق المسؤولون الإيرانيون على الاتهامات ضد خدايي ولعبه دورا بالتخطيط لعمليات خارجية. إلا أن محللين إيرانيين قالوا إن الاتهامات قُصد منها منع الولايات المتحدة من الموافقة على شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، وبالتالي منع أي صفقة تفتح المجال للعودة إلى اتفاقية 2015.

وقال غيث قريشي، المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية: “نحن نعيش في حرب تضليل إعلامي مع إسرائيل” مضيفا: “يقصد من هذه الاستفزازات الضغط على كل الأطراف لوقف الصفقة النووية أو دفع إيران للرد بطريقة مدمرة، ولكنها عادة ما تفضل الطريق الطويل المحسوب”. ولا توجد أي إشارات إلى أن العقيد كان معروفا خارج دوائر الدفاع، ولم يكن لديه بروتوكول أمني -حرس، سيارة مصفحة وبيت محروس- وهو أمر معروف لقادة الحرس الثوري البارزين، وذلك حسب شخصين مرتبطين بالحرس.

ونشر الإعلام الرسمي الإيراني صورا من مكان الحادث أظهرت رجلا خلف معقد القيادة في سيارة إيرانية الصنع، وقالت إنه العقيد خدايي، وكان لا يزال يرتدي حزام الأمان وينزف الدماء. ولكن هناك أدلة أخرى تشير لأهميته في فيلق القدس، فعادة ما يستخدم قادة الفيلق أسماء مستعارة في البلدان التي يعملون فيها، وهناك قناة على تيليغرام تقول إن العقيد كان معروفا داخل الميدان باسم “العقيد شيكار” أي الصياد بالفارسية.

وقال رجلان مرتبطان بالحرس طلبا عدم الكشف عن هويتهما، وقدما وصفا مختلقا للعقيد عن الذي قدمه الإسرائيليون. وقالا إنه كان خبيرا لوجيستيا ولعب دورا في عمليات نقل المسيرات والصواريخ للمقاتلين في سوريا وحزب الله اللبناني. وكان مستشارا تكتيكيا للميليشيات التي تقاتل في سوريا التي دربتها إيران.

وحضر قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني الجنازة يوم الثلاثاء، مما يُظهر أنه تعامل مع مقتل واحد من قادته على أنه أمر خطير. ولدى إسرائيل تاريخ طويل في استهداف الباحثين النوويين من خلال عمليات قتل بالدراجات، وكذا استهداف البنى العسكرية والنووية الإيرانية، إلا أن ملاحقتها لمسؤول في الحرس الثوري أمر نادر في ردّ كما تقول على ملاحقة الحرس لمواطنيها.

واغتالت إسرائيل في عام 2020 أحد كبار الباحثين النوويين عن بعد، وهو محسن فخري زاده. ويعود التخطيط لعملية قتل خدائي إلى تموز/ يوليو 2021، عندما قام عناصر في الاستخبارات الإسرائيلية باختطاف مزارع اسمه منصور رسولي من، من بلدة أرومية في إيران، وذلك حسب مسؤولين استخباراتيين وأمنيين.

وقال المسؤولون إن الحرس الثوري جنّد رسولي، تاجر مخدرات للقيام بعمليات قتل خارج إيران. وقال المسؤولون إن العملاء الذين اختطفوه كانوا يريدون الحصول على معلومات عن سلسلة القيادة في وحدة 840 التي تقول إسرائيل إن خدائي كان مسؤولا عنها. وأفرج العملاء عن رسولي بعد ذلك، كما زعموا.

لكن إسرائيل سربت قصة اختطاف رسولي لصحيفة تمولها السعودية في لندن، وقناة إيران الدولية بالفارسية بداية شهر أيار/ مايو. وقال مسؤول إسرائيلي إن التسريب قُصد منه إرسال رسالة لإيران أن إسرائيل لديها القدرة على اختراق الدوائر الأمنية الإيرانية، وأن عليها وقف عمليات وحدة 840.

وفي رسالة بالفيديو على منصات التواصل و”بي بي سي” بالفارسية، نفى رسولي الاتهامات الموجهة إليه. وزعم أن عصابة من الرجال رشوه بالغاز المسيل للدموع ووضعوا كيسا على رأسه وقيدوا يديه ورموه بعنف في سيارة ونقلوه بسرعة إلى مكان مجهول. وقال إنه تعرض للتعذيب على يد الخاطفين وهددوا بقتله وعائلته إن لم يعترف بتلقيه المال من الحرس الثوري بغرض القيام بعمليات في أوروبا. وقال رسولي: “أُنكر هذا. أخذوا هاتفي مني بالقوة وربما نشروا صورا أخرى لي، فهم قادرون على ذلك”.

وفي وقت نشر القصة، اعتبرتها السلطات الإيرانية “خيالية” و”أكاذيب” وبعد مقتل خدايي، نشر التلفزيون الرسمي خبرا بعد يوم من الاغتيال عن اعتقال السلطات عصابة إجرامية متهمة بالتجسس لصالح إسرائيل، واختطاف وانتزاع اعترافات بالقوة من إيرانيين.

القدس العربي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات