أوكرانيا تعترف بخسائرها اليومية في المعارك وزيلينسكي يفرض عقوبات على بوتين

المدينة نيوز :- اعلنت أوكرانيا -اليوم الجمعة- تحقيق تقدم في بعض الجبهات جنوبي البلاد وشرقها، لكنها اعترفت بالتفوق الروسي الميداني وحجم خسائرها البشرية. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فرض عقوبات على نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وفي آخر التطورات الميدانية، قالت القوات المسلحة الأوكرانية إنها نفذت هجوما مضادا -وصفته بالناجح- على بعض المواقع التي يسيطر عليها الجيش الروسي في خيرسون جنوبي البلاد.

وأضافت القوات الأوكرانية أنه نتيجة للهجوم المضاد، خسرت القوات الروسية جزءا من الأراضي وتكبدت خسائر في الأرواح والعتاد.

ومن جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني إن بلاده تخسر كل يوم 100 قتيل و500 جريح في صفوف الجنود الأوكرانيين.

قصف في سيفيرودونيتسك

أما في الجبهة الشرقية وتحديدا في مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية، فقد قصفت القوات الروسية آخر المناطق التي تتحصن فيها القوات الأوكرانية داخل المدينة.

وقال عمدة سيفيرودونيتسك إن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على جزء من المدينة، وتحديدا على المنطقة الصناعية والمناطق المجاورة.

وفي الجبهة الشرقية أيضا، أعلنت قيادة الأركان الأوكرانية أنها صدت 7 هجمات للقوات الروسية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك خلال الـ24 ساعة الماضية. كما تعرضت مدينة كراماتورسك لقصف صاروخي لم تحدد القوات الأوكرانية موقعه.

في المقابل، قالت القوات الروسية إنها دمرت مركزا لتدريب من وصفتهم بالمرتزقة الأجانب في مدينة جيتومير بصواريخ عالية الدقة.

أنباء إيجابية
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هناك أنباء وصفها بالإيجابية من منطقة زاباروجيا جنوب شرقي البلاد.

وفي كلمة مصورة ألقاها مساء أمس الخميس، أضاف أن القوات الأوكرانية تحقق نجاحا هناك في صد القوات الروسية. كما ذكر أن قوات بلاده تتقدم تدريجيا في مقاطعة خاركيف شرقي البلاد.

وذكر الجيش الأوكراني أن قصفا صاروخيا روسيا استهدف إحدى المنشآت في مدينة دنيبرو (وسط البلاد)، وأن الدفاعات الجوية أسقطت صواريخ روسية استهدفت مناطق أخرى بالمدينة.

معركة خاسرة
في الشأن ذاته، قال نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية -لصحيفة "غارديان" (The Guardian) البريطانية- إن المعركة مع روسيا الآن معركة مدفعية، وإن الخطوط الأمامية هي التي ستقرر المستقبل، وإن قواتهم خاسرة أمام القوات الروسية لجهة سلاح المدفعية.

وأضاف المسؤول العسكري أن الجيش الأوكراني لديه مدفعية واحدة مقابل كل 10 أو 15 مدفعية روسية، وأن قواتهم استنفدت تقريبا كل ذخائرها المدفعية وتستخدم الآن قذائف حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO).

وقال مسؤولون محليون في مقاطعة دونيتسك الأوكرانية، إن حدة المعارك في جبهات القتال تعرقل إخراج المدنيين وتزيد المخاطر على من بقي منهم في مناطق المواجهات العسكرية.

وتقدر السلطات الأوكرانية أن رُبع السكان ما زالوا يقيمون في المدن والبلدات قرب مناطق النزاع، ومعظمهم من كبار السن.

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم قيادة عمليات الجنوب في أوكرانيا، فلاديسلاف نازاروف، إن سفنا روسية تواصل تدريباتها في البحر الأسود، وإن هناك 3 سفن وغواصة واحدة على استعداد لاستهداف عدد من المواقع الأوكرانية، وفق قوله.

اتهامات متبادلة
وفي آخر تطورات أزمة شحن الحبوب، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى طرد روسيا من وكالة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

وحمل زيلينسكي روسيا المسؤولية الكاملة عن أزمة النقص الحاد في المواد الغذائية، وأزمة الطاقة التي تعاني منها أوروبا.

في المقابل، نفت موسكو هذه التهم وحمّلت الغرب مسؤولية العقوبات المفروضة عليها في الأزمة الغذائية التي تهدد حاليا أكثر من 94 بلدا.

وكان الكرملين أوضح أن المحادثات مع أنقرة مستمرة بشأن التوصل إلى اتفاق لاستئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا إلى تركيا.

وفي هذا الخصوص، حض الرئيس السنغالي ورئيس الاتحاد الأفريقي، ماكي سال، أوكرانيا على نزع الألغام من مياه ميناء أوديسا لتسهيل تصدير الحبوب التي تحتاجها أسواق العالم.

وقال سال -لوسائل إعلام فرنسية- إنه إذا لم تُستأنف صادرات القمح من أوكرانيا فإن أفريقيا "ستكون في وضع مجاعة خطرة جدا يمكن أن تزعزع استقرار القارة".

تصريحات بايدن وبوتين
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن -ما سمّاه- حرب بوتين الوحشية على أوكرانيا أدت إلى اضطرابات اقتصادية أثرت على العالم بأسره.

وأعلن بايدن -في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة التاسعة للأميركتين- عن مساعدة بقيمة 645 مليون دولار لمواجهة انعدام الأمن الغذائي في المنطقة وزيادة القدرة على مواجهة الكوارث، فضلا عن تدفق اللاجئين والهجرة.

في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التضخم وارتفاع الأسعار في الدول الغربية سببه سياسات تلك الدول التي اختارت نهج فرض العقوبات والقيود ضد روسيا.

وحذر بوتين -خلال لقائه ورواد الأعمال والمستثمرين الشباب في موسكو- الدول الغربية من أن الأوضاع ستزداد سوءا إذا واصلت سياسة العقوبات وخلق المشاكل.

وأدت الحرب الروسية على أوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة على موسكو إلى تعطيل عمليات تصدير الحبوب من البلدين.

وارتفعت أسعار الحبوب في الدول الأفريقية الأكثر فقرا في العالم، مما زاد من حدة تأثير النزاع في أوكرانيا وأثار مخاوف من اضطرابات اجتماعية.

فرض عقوبات
وفي سياق متصل، وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسوما بفرض عقوبات، تشمل تجميد أصول وحظر سفر، على نظيره الروسي فلاديمير بوتين وعشرات من كبار المسؤولين الروس الآخرين.

ومن بين المسؤولين الذين شملتهم العقوبات ونشرت أسماؤهم على الموقع الإلكتروني للرئيس الأوكراني، ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس بوتين، ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو.

وفي المراحل الأولى من الحرب، كان زيلينسكي يسعى لعقد لقاء مع الرئيس بوتين، وهي فكرة قلل الكرملين من أهميتها، قائلا إنه لا يزال هناك الكثير من مفاوضات السلام التمهيدية التي يتعين على وفود البلدين القيام بها.

المصدر : الجزيرة + وكالات