وسط استمرار الغموض حول مصير المواطنين البريطانيين أيدن أسلين وشون بينر، مع ارتفاع المخاوف من تنفيذ الحكم بإعدامهما من قبل السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك شرق أوكرانيا، أعلنت موسكو اليوم الثلاثاء أن بريطانيا لم تطلب منها التدخل والمساعدة في إنقاذ الأسيرين.
كما أردف موضحا أنه "ينبغي على الحكومة البريطانية تقديم مثل هذا الطلب إلى السلطات الانفصالية في منطقة دونيتسك، لأنها هي التي حاكمت أسلين وبينر بتهمة قتالهما في صفوف الجيش الأوكراني"، بحسب ما نقلت فرانس برس.
مزيد من القوات إلى دونيتسك؟
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت موسكو سترسل مزيداً من الجنود لدعم الانفصاليين في تلك المنطقة، رفض بيسكوف الإجابة، معتبراً أنها مسلة تخص وزارة الدفاع.
إلا أنه كرر مجددا مواقف بلاده السابقة التي ما فتئت تشدد على أن العملية العسكرية، في الشرق الأوكراني تهدف لحماية السكان الناطقين باللغة الروسية.
يذكر أن الأسيرين البريطانيين كانا اعتقلا في شرق البلاد مع مواطن مغربي يدعى إبراهيم سعدون، فجرت محاكمتهم في دونيتسك الأسبوع الماضي، بتهمة ارتكاب "أنشطة مرتزقة وأعمال تهدف إلى الاستيلاء على السلطة وإسقاط النظام الدستوري لجمهورية دونيتسك الشعبية"، وفق ما جاء في حكم المحكمة القابل للاستئناف، حينها.
ما دفع لندن إلى استنكار الأمر، وتوجيه انتقادات لاذعة إلى روسيا، معتبرة أنها تنتهك اتفاقيات جنيف لمعاملة الأسرى والجنود خلال الحروب.
موسكو: فتحنا ممراً إنسانياً بمصنع في سيفيرودونيتسك
في سيناريو مشابه لما حصل في مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول، تسعى روسيا لإخراج المقاتلين الأوكرانيين والمدنيين العالقين في مصنع آزوت بمدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية في شرق أوكرانيا والتي تدور فيها معارك ضارية منذ أسابيع للسيطرة عليها.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أنها ستفتح ممرا إنسانيا غداً الأربعاء لإجلاء المدنيين من مصنع آزوت، مشيرة إلى أن القوات الروسية وتشكيلات من انفصاليي لوغانسك مستعدون لتنظيم "عملية إنسانية لإجلاء المدنيين"، مضيفة أنه سيتم نقل المدنيين إلى منطقة لوغانسك الانفصالية.
فرصة للاستسلام
وكانت الوزارة قالت في وقت سابق اليوم إنها عرضت على المقاتلين الأوكران الذين يحتمون في مصنع آزوت للكيماويات في سيفيرودونيتسك فرصة الاستسلام غدا، بحسب وكالة إنترفاكس للأنباء.
كما أوضحت أن كييف طلبت إنشاء ممر آمن لمساعدة المدنيين على مغادرة المصنع، بعد تدمير جميع الجسور التي تربط سيفيرودونيتسك بالأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.
باريس: ماكرون حريص على إبقاء الحوار مع بوتين
فيما دخل النزاع الروسي الأوكراني يومه الـ 111 ، أكدت فرنسا أنها حريصة على إبقاء خطوط الحوار مفتوحة مع موسكو، على الرغم من اشتداد المعارك في الشرق الأوكراني.
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، آن كلير لوجاندر، في مقابلة مع العربية.نت أن الرئيس إيمانويل ماكرون حريص على إبقاء صلات التواصل مع بوتين
"حرب عالمية"
كما اعتبرت أن ما وصفتها بالحرب الروسية الأوكرانية، حرباً عالمية وليست فقط أوروبية، قائلة "من المهم أن نفهم أن هذه الحرب ليست فقط حرباً أوروبية بل هي أيضاً حرب لها تأثير كبير عالمياً وتضع على المحك التوازنات الدولية وتهدد بعمق الأمن الغذائي العالمي وصولاً إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
إلى ذلك، أردفت أن "ماكرون يحرص على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع الكرملين، لكي يعبر أمام بوتين بصراحة شديدة عن أهمية وقف هذا العدوان وانسحاب الوحدات الروسية من أوكرانيا كي نستطيع التقدم نحو حل دبلوماسي يسمح بإرساء الأمن في القارة الأوروبية" وفق قولها.
رغم خطأ بوتين
وكان الرئيس الفرنسي تعرض الأسبوع الماضي لانتقادات عدة من قبل كييف، بعد أن شدد في تصريحات سابقة على "أهمية ألا تتعرض روسيا للإهانة حتى يتسنى إيجاد حل دبلوماسي عندما يتوقف القتال، على الرغم من خطأ الرئيس الروسي".
كما أشار في حينه إلى أنه أكد لبوتين أنه "يرتكب خطأ تاريخيا وجذريا بحق شعبه، ونفسه والتاريخ". فيما أعرب بالوقت عينه عن سعي باريس للعب دور الوساطة من أجل إنهاء الصراع.
يذكر أن الحوار بين سيدي الإيليزيه والكرملين لم ينقطع منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي.
على الرغم من انتقاد بعض الشركاء في شرق أوروبا ومنطقة البلطيق، موقف ماكرون مرارا وتكرارا، معتبرين أنه يقوض الجهود الرامية للضغط على بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
الدفاع الروسية: أسقطنا مقاتلة ميغ أوكرانية في دونيتسك
مع استمرار المعارك العنيفة بين القوات الروسية والأوكرانية شرقاً، أعلنت موسكو إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز "ميغ 29" في دونيتسك، بالإضافة لمروحية من طراز "مي-24" في مقاطعة نيكولاييف المطلة على البحر الأسود.
كما أوضحت وزارة الدفاع اليوم الثلاثاء، أن العمليات العسكرية أسفرت خلال اليوم الماضي عن مقتل "أكثر من 350 قوميا وتدمير مراكز قيادة وإسقاط مقاتلتين".
تدمير ترسانة لسلاح المدفعية
وقال المتحدث باسم الوزارة، الفريق إيغور كوناشينكوف، في إفادة يومية، إن الجيش الروسي تمكن من تدمير ترسانة لسلاح المدفعية الأوكرانية وذخائر، عبر استهدافها بصواريخ "كاليبر" بعيدة المدى.
كما أشار إلى أن الطيران استهدف 101 نقطة ترتكز فيها القوات الأوكرانية والمعدات العسكرية، كما دمر 3 مراكز قيادة و13 دبابة وعربات قتال مصفحة أخرى، و6 قاذفات صواريخ "غراد" و14 مدفعية ميدانية و22 مركبة خاصة.
وكان مسؤولون أوكرانيون وعلى رأسهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي أكدوا أن الخسائر في المعارك التي يخوضها الجيش في إقليم دونباس شرق البلاد مروعة.
معارك عنيفة
يشار إلى أن القوات الروسية كانت سيطرت على العديد من المناطق في دونيتسك التي تشكل مع لوغانسك إقليم دونباس الشرقي، إلا أن المعارك اشتدت خلال الأسابيع الماضية بشكل عنيف في سيفيرودونينتسك.
ويسعى الجيش الروسي للاستيلاء على تلك المدينة الصناعية في لوغانسك، التي تُعدّ مهمة واستراتيجية، إذ يمهد سقوطها الطريق للسيطرة الروسية على كراماتورسك الكبيرة في منطقة دونيتسك، آخر معاقل القوات الأوكرانية في الشرق.
وتهدف روسيا إلى السيطرة على كامل حوض دونباس، بعدما سيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو جزئيا العام 2014، بهدف فتح ممر بري يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بنفس العام.
انفصاليون: مقتل 5 وإصابة 22 في هجمات أوكرانية بالمدفعية في دونيتسك
لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم يوم الاثنين في منطقة دونيتسك الانفصالية الأوكرانية المدعومة من روسيا فيما قال مسؤولون انفصاليون إنه تصعيد في القصف الأوكراني.
وأفاد مسؤولون انفصاليون ووكالات أنباء روسية بوقوع عدة ضربات بالمدفعية الأوكرانية، بما يشمل قصف سوق. وذكرت وكالات الأنباء الروسية في وقت لاحق أن قذيفة سقطت على مستشفى للولادة في مدينة دونيتسك، مما أدى إلى اندلاع حريق ودفع الموظفين إلى نقل المرضى إلى الطابق السفلي.
ولم يصدر تأكيد مستقل لأي من تلك الهجمات، ولم يتسن لرويترز التأكد مما إذا كانت قد حدثت أم لا. ولم يصدر رد فعل فوري من كييف على التقارير.
وقالت وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء إن مسؤولين انفصاليين أبلغوا عن مقتل خمسة. وتعهد الزعيم الانفصالي في دونيتسك، دينيس بوشلين، بحشد المزيد من القوات الروسية لمواجهة أوكرانيا.
وذكرت وكالات روسية أن طفلا بين القتلى وأن 22 شخصا على الأقل أصيبوا.
وقالت وكالة الإعلام الروسية “بفضل التحرك السريع للموظفين، لم تقع إصابات”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المسؤولين اطلعوا على التقارير عن الهجوم على المستشفى.
وقال دوجاريك “هذا مقلق للغاية”. “أي هجوم على البنية التحتية المدنية، خاصة المرافق الصحية، هو انتهاك واضح للقانون الدولي”.
وعرضت وكالة دونيتسك للأنباء في وقت سابق صورا لأكشاك محترقة في سوق مايسكي والعديد من الجثث على الأرض.
ونفت أوكرانيا مرارا تنفيذ أي هجمات على منطقتي دونيتسك ولوجانسك، حيث استولى الانفصاليون على مساحات شاسعة من الأراضي في عام 2014.
وتقول أوكرانيا وداعموها الغربيون إن روسيا تشن حربا غير مبررة على دولة ذات سيادة.
وتنفي روسيا استهداف مواقع مدنية في عمليتها العسكرية رغم أن التوغل تسبب في سقوط آلاف الضحايا وتدمير بلدات أوكرانية بأكملها.
العربية + رويترز
