مكب الاكيدر : امراض وتلوثات بيئية ومسؤولون يتهاونون بالحلول

المدينة نيوز- يعتبر امين عام وزارة البيئة احمد القطارنة ان مكب الاكيدر من البؤر الساخنة، وان حل مشكلته تسير بصورة بطيئة ، معلنا عن النية لاعادة تأهيلية بمدة اقصاها سنتان وتأهيل وتبطين البرك .
وكشف عن توصيات عديدة بايقاف توريد المياه السائلة ، وتوسعة الموقع مع تبطين برك النفايات، وان الوزارة بمساعدة من الاتحاد الاوروبي بطنت بركة وحيدة تستخدم لمخلفات عصر الزيتون (الزيبار ) بكلفة 175 الف دينار.
وزارة البيئة منذ سبع سنوات حسب قوله اشترطت لحل مشكلة المياه العادمة ، تزويد المصانع بمحطات تنقية لغايات الترخيص ، واغلاق المخالف منها " علما بان الارقام تشير الى عكس ذلك ، فلا يوجد محطة تنقية في أي من مصانع مدينة الضليل الصناعية ال 26 ، ولم يغلق أي مصنع كما يقول القطارنة ، واقتصر الامر على توجيه خمس انذارات " .
ويؤكد ان مشكلة مصانع مدينة الحسن الصناعية ، التي تبعد 15كيلومترا عن المكب ، حلت بوضع محطتي تنقية لمعالجة المياه الصناعية والملونة . يقلل المهندس المهيدات من احتمالية انفجار الغازات التي تتولد بالمكب من عملية الطمر وتراكم النفايات على شكل تلال ، لوجود تشققات وانهيارات في جوانب المكب مما يقلل من خطورة بقاء الغازات المضغوطة .
التحسينات في المكب بطيئة ..........................
يرى مدير مديرية البيئة لمحافظة اربد المهندس خلف العقلة ان الوضع البيئي الحالي للاكيدر أفضل من ذي قبل ، الا انه يعتبر " ان التحسن بطيء "، ويجد ان هناك احتمالية حدوث تلوث في المياه الجوفية ، التي تتسرب الى باطن الارض وتأتي من عصارة النفايات ، الا انه يستدرك القول " المياه الجوفية بعيدة عن المكب ".
وحسب العقلة " ان ما اتخذته الجهات المعنية من إجراءات عقب الدراسة (الوحيدة ) ، انشاء بركة لتجميع مخلفات مادة ( الزيبار ) الناتجة عن عصر الزيتون ، والتي لا تف بالغرض ولا تحل المشكلة ، وان الحل يتحدد بخفض نسبة المياه العادمة التي تصل إلى المكب عن طريق المخلفات الناجمة عن المصانع .
يكشف وزير الشؤون البلدية الدكتور حازم قشوع عن دراسة ستنفذ في شهر ايلول المقبل بالتعاون مع بنك الاستثمار الاوروبي لتوسعة المكب وتأهيله بطرق فنية حديثة ، وتجهيزه بخنادق جديدة مبطنة تحت منسوب الأرض ، لاستخدامها لطمر النفايات المتزايدة وكون الخلايا الموجودة غير كافية .
وفي الوقت الذي ينفي فيه وزير الشؤون البلدية وجود أي نية لتغيير موقع المكب ، لأن اختياره تم بشروط ومواصفات مهنية وفنية محددة يؤكد امين عام وزارة البيئة ان الاشتراطات لاقامة المكب كانت عامة وعشوائية وأعتمدت على اختيار مكان بعيد عن الكثافة السكانية ، ووضعت بناء على وجهات نظر اعضاء اللجنة المشرفة على اختيار الموقع ، ودون اجراء دراسة الأثر البيئي الذي اعتمد في التسعينيات من القرن الماضي ، فيما تأسست وزارة البيئة في عام 2003 .
انتهاء العمر الأفتراضي والأجراءات متوقفة ..........................................
وحرصا من وزارة الشؤون البلدية على صحة العاملين ، وكما يقول وزيرها ، بدأت العام الماضي باجراء فحوصات دورية كاملة للموظفين ، واعطائهم مطعومي الكزاز والكبد الوبائي ، وتوزيع الكمامات عليهم والمعقمات ، وقطرات للعينين والأنف، والأدوية والإسعافات الأولية ،وصرف كمية ثابتة من الحليب والمياه المفلترة ، في الوقت الذي يعتبر فيه العمال ان هذه الاجراءات لم تنه الأعراض التي يعانون منها ، ولم يلمسوا تحسنا على حالتهم النفسية. يطالب العاملون بانشاء صندوق اعانة في حالات الوفاة ، ووحدة طوارئ تابعة للدفاع المدني، بسبب المخاطر الكبيرة التي تغض الجهات المعنية عن معالجتها ، خاصة بعد وفاة زميل لهم العام الماضي أمام أعينهم ، عجزوا عن انقاذه بعد تدهور سيارته في احدى البرك العادمة من المخلفات الصناعية .
وكشفت الحادثة عن عيوب كثيرة في المكب منها عدم تأهيل شوارعه ، وغياب الأسوار عن البرك والسدود ، ما أجبر المسؤولين على الموافقة لرفع علاوة بدل العدوى من 25 الى 40 دينارا شهريا ، ووضع حواجز واقية على جميع البرك .
الضمان : اتجاه لشمول العاملين بالمهن الخطرة ..................................................
استجابت وزارة الشؤون البلدية لمطالب العاملين ورفعت مذكرة الى المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي لاعتبار العمل في المكب من المهن الخطرة وفقا للدكتور قشوع ، الامر الذي اكده الناطق الاعلامي في المؤسسة موسى صبيحي بان هناك موافقات مبدئية لشمول العمال ضمن المهن الخطرة ، لتطبيقها في حالات التقاعد المبكر ، ورفعت للجهات المعنية .
" حصلت على كتب رسمية تظهر حصول عدد كبير من الموظفين على اجازات مرضية ، بعد اصابتهم بالتهاب الكبد الوبائي والقصبات الهوائية، والتهاب حاد في الرئة ، واثر ذلك اصدرت ادارة المكب قرارات متعددة منها ، إعادة موظفين إلى مكان عملهم أو نقل بعضهم بعد تلقي العلاج اللازم ، ونقل اخرين لظروف صحية ".
ويقلل رئيس المكب مهيدات من اهمية الاجازات التي حصل عليها الموظفون ويرى انها " بحدود المعقول " ، في الوقت الذي يقر به اثبات الفحوص المخبرية التي أظهرت وجود ثلاث إصابات بالتهاب الكبد الوبائي، وينفي تأكيد اثبات حصول الاصابة بعد التحاقهم بالعمل في الاكيدر. ومع تعدد المسؤوليات في المكب وخاصة ما يتعلق بالرقابة ، فان وزير الصحة الدكتور عبد اللطيف وريكات يعتبر ان دور الوزارة هو رقابي ، ولكنه لا يتخلى عن مسؤوليته في علاج المرضى بدعوته الموظفين الذين يشتكون من الاصابة بالأمراض بسبب عملهم في المكب إلى مراجعة مديرية الأمراض المهنية لاجراء الفحوصات الطبية اللازمة ، والحصول على تقارير طبية عن حالتهم الصحية .
ويطمئن الوزير العاملين والاهالي بان المكب لا يحتوى على نفايات طبية ، فيما يؤكد احد العاملين العثور على قدم فتاة بين النفايات تم تحويلها للبحث الجنائي والطب الشرعي ، ووجود حيوانات نافقة ، تم حرقها مع النفايات دون تقرير طبي يثبت خلوها من الامراض ، خوفا من ان تكون مصابة بامرض معدية .
بؤرة ساخنة ، واجراءات فاترة ..............................
رغم اقرار الحكومة بأن المكب من البؤر الساخنة ، والمطالبات المتكررة لإيجاد حل لمشكلات السكان في المنطقة، الا ان الاستجابات غير فاعلة ، وتسير ببطء شديد ، نتيجة تحميل المشكلة من طرف إلى آخر ، حتى وصلت إلى حد تقاذف المسؤولية بين الجهات المختلفة وتقليل حجم الاصابات التي لم يعترف بها بشكل واضح ما جعل العاملين في المكب يستسلمون للروتين والمرض .(بترا)