المجلس العلمي الهاشمي الثالث في الزرقاء يبحث النهضة والتطور الحضاري

المدينة نيوز- بحث المجلس العلمي الهاشمي الثالث الذي نظمته مديرية اوقاف الزرقاء الثلاثاء في قاعة غرفة تجارة الزرقاء موضوع النهضة والتطور الحضاري.
وحضر المجلس الذي اداره استاذ الفقه في جامعة آل البيت الدكتور محمد علي العمري، محافظ الزرقاء سامح المجالي ومدير الاوقاف جمال البطاينة وممثلو المؤسسات الرسمية والاهلية والعديد من الائمة والوعاظ والمهتمين.
وقال استاذ العقيدة في جامعة آل البيت الدكتور محمد خير العمري ان الاسلام جاء وفي العالم ركام من التصورات والافكار والفلسفات والاساطير والتقاليد التي اختلط فيها الحق بالباطل والفلسفة بالاسطورة والحقيقي بالزائف.
واوضح ان الانسان لا بد له من عقيدة تفسر له ما حوله وتبين مكانته وتركز على مركزيته وسط هذا التيه، مشيرا الى ان القرآن الكريم بين ان كل ما في الكون مسخر لخدمة الانسان، وان الله خلق الانسان ليستخلفه في الارض.
واشار الى ان الغرب استطاع صناعة كل شيء للانسان الا انه لم يستطع النهوض بالانسان في ظل غياب قيم الفضيلة والحق والامان، لافتا الى ان النهضة الحقيقية ينبغي ان تبدأ من النفس الانسانية.
وبين ان البشرية الآن تمارس القتل على الانسان لمضاعفة الانتاج وزيادة الثروات لعدم وجود رادع اخلاقي حيث ان ما يجري في الصومال الان هو بمثابة امتحان لإنسانية الانسان.
وزاد ان اصحاب عقيدة التوحيد يستطيعون ان يقدموا للبشرية المنهج الذي تفتقده انطلاقا من تكريم الانسان وتحرير يده وعقله وضميره وروحه من كل عبودية.
من جهته تحدث استاذ الفقه الاسلامي في جامعة آل البيت الدكتور انس ابو العطا عن حاجتنا للنهضة ومدى استعدادنا لها وموقفنا الحضاري منها.
وبين ان احصائيات عام 2009 تدل على ان معدل عمل الموظف العربي الفعلي في اليوم الواحد لا يزيد على 12 دقيقة فيما لا يزيد معدل قراءة العربي في السنة على دقائق، كما ان عدد المؤلفات المطبوعة في دولة مثل اسبانيا يفوق ما يتم طباعته في العالم العربي اجمع.
ولفت الى ان الامة لها مهمة نهضوية في قيادة الكون، حيث اننا اننا بحاجة الى الصحوة واليقظة اللازمتين للدخول في عصر النهضة، مبينا اننا كأفراد بحاجة الى تفعيل قناعاتنا وقدواتنا واهتماماتنا وممارساتنا لتأدية دورنا النهضوي في الامة.
من جانبه قال استاذ الاديان المقارنة في جامعة آل البيت الدكتور عامر الحافي اننا لا بد ان نقف امام نقد الذات بجرأة وشجاعة حيث هناك ازمة حضارية ونهضوية وهي لا تقتصر على الجانب الديني بل تتعداه الى كافة جوانب الحياة.
واضاف ان مكانة الانسان يشوبها الخلل اذ اننا خالفنا المنهج الاصلاحي والتنويري للاسلام ولم نتصالح مع التاريخ، حيث ما زلنا نسلط الاضواء على جوانب محددة من التاريخ ونغفل جوانب اخرى كثيرة غيرها.
واوضح ان نظرتنا الى التاريخ لا تتصف بالشمولية كما ان هناك خللا واضحا في فهم التدين من خلال تركيزنا على الامور الثانوية واهمالنا للقضايا الجوهرية واللازمة للتقدم الحضاري.
وتناول بعض افكار العالم الجزائري مالك بن نبي الذي انفتح على الحضارة الغربية، مبينا اننا نبالغ في انتقاد الغرب بينما نعيش في الحقيقة على منتجاتهم ونستهلك معارفهم الحضارية.
وتابع اننا اختزلنا الآخر في الغرب فقط في حين يمثل الغرب جزءا من هذا العالم، لافتا الى ان الانسان يجب ان يعرف نفسه ويعرف الآخر، كما لا بد من التعلم وعدم احتقار الامم الاخرى.(بترا)