أرباح صناعة النقل الجوي للعام الحالي تتراجع مقارنة بالعام الماضي

المدينة نيوز - قال نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا الدكتور مجدي صبري، إن أرباح صناعة النقل الجوي للعام الحالي تراجعت بشكل ملحوظ مقارنة مع العام الماضي نتيجة لارتفاع أسعار النفط وتراجع الطلب المتأثر بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

لكن صبري أكد انه على الرغم تباطؤ النمو العالمي فقد سجلت حركة النقل الجوي بالمنطقة نموا خلال السبعة أشهر الاولى من العام الحالي في حركة الركاب بواقع 1ر8 في المائة مقابل نسبة نمو عالمية بحدود 5ر6 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كذلك أكد صبري ان هذا النمو جاء بالرغم من التطورات السياسية التي شهدتها عدة دول عربية والتي أدت الى تراجع حركة النقل الجوي في هذه الدول بشكل ملموس.

وبين انه على الرغم من نسبة النمو مرتفعة نسبيا الا أنها تبقى دون متوسط معدلات النمو التي تحققت في المنطقة خلال العشر سنوات الماضية والتي تراوحت بين 12-14 في المائة سنويا، حيث كانت المنطقة من أكثر مناطق العالم نموا وازدهارا . ولفت الى ان شركات طيران المنطقة التي تعتمد على الحركة السياحية من وإلى المناطق التي شهدت تطورات سياسية تأثرت كثيرا وتراجعت عملياتها التشغيليلة بسبب تلك التطورات.

وفي ما يتعلق بمعدلات الشحن الجوي بيّن صبري انها تراجعت في شهر تموز لأول مرة خلال العام الحالي على مستوى العالم بما فيها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع المديونية والركود الاقتصادي العالمي.

وقال صبري لوكالة الأنباء الاردنية (بترا) ان حركة الشحن الجوي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا نمت خلال السبعة أشهر الاولى من العام الحالي بنسبة 7ر8 في المائة مقارنة بنسبة نمو عالمي متواضعة جدا، والتي تأثرت بانخفاض ملحوظ في حركة الشحن الجوي انعكاسا للتباطؤ النمو الاقتصادي، فقد انخفضت حركة الشحن الجوي في مناطق أميركا اوروبا وآسيا بنسبة 8ر3 في المائة خلال شهر تموز الماضي. توقع ان تحقق صناعة النقل الجوي ربحا يصل الى 9ر6 مليار دولار للعام الحالي مقابل 16 مليار دولار العام الماضي، لافتا الى انه من المتوقع ان تنخفض هذه الارباح الى 9ر4 مليار دولار خلال العام القادم 2012 بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي المتوقع ان يتراجع من 5ر2 في المائة الى 4ر2 في المائة.

واشار الى ان صناعة النقل الجوي تأثرت كذلك بارتفاع اسعار النفط حيث ارتفع سعر البرميل الواحد من 25 دولارا في عام 2002 الى 110 دولارات للبرميل هذا العام، مبينا أن نفقات الوقود تشكل في المتوسط 32 في المائة من الكلفة التشغيليلة لشركات الطيران.

ولأن هناك صعوبة كبيرة أن تعود أسعار النفط الى سابق عهدها، قال صبري ان شركات الطيران تسعى جاهدة لزيادة فعالية التشغيل وتخفيض النفقات العامة لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار الوقود، كما تعمل هذه الشركات حاليا على إعادة النظر في استراتيجيتها التشغيلية واجراءاتها بهدف تحديد المجالات التي يمكن فيها زيادة فعالية استهلاك الوقود.

وحول خدمات أياتا لشركات الطيران بيّن صبري، انها تقوم بمساعدة شركات الطيران على تحليل الثغرات في استهلاك الوقود وزيادة فعالية التشغيل بهدف تخفيض كميات الوقود المستهلكة وكانت الملكية الاردنية من أوائل الشركات التي استفادت من هذه الدراسات وطبقتها بشكل فعال ما ادى الى زيادة فعالية استهلاك الوقود على شبكة خطوطها.

و تتابع الأياتا مع شركات الطيران تقييم نتائج الاجراءات التشغيلية التي تطبقها شركات الطيران في المنطقة مما أدى إلى تحقيق وفر مالي لهذه الشركات على مدى الخمس سنوات الماضية تجاوزت 500 مليون دولار.

وقال ردا على سؤال حول تأثير التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة منذ بداية العام الحالي على صناعة النقل الجوي: إن منطقة الشرق الأوسط لم تتأثر كثيرا بل ان التأثيرات تركزت على منطقة شمال افريقيا حيث تراجعت أعداد الركاب الى الدول التي شهدت الأحداث السياسية كما تأثرت الحركة السياحية الى المنطقة بصورة عامة نتيجة لهذه التطورات أكثر الدول تأثرا كانت مصر وتونس وسوريا اما بالنسبة لليبيا فقد توقفت الحركة تماما بسبب فرض منطقة الحظر الجوي التي لا تزال سارية والتي قرر الناتو تمديدها لفترة ثلاثة أشهر اضافية، حيث يسمح حاليا فقط للرحلات الانسانية بالتشغيل الى بنغازي فقط.

ويقدم مكتب الاياتا في عمان خدماته الى 26 شركة طيران تعمل في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا من أصل 235 شركة طيران تعمل على مستوى العالم, ومن بين الشركات الاعضاء في الاعضاء شركتا طيران الملكية الاردنية والاردنية للطيران.

ولفت صبري الى ان نظام التسويات المالية بين شركات الطيران ووكلاء السياحة والسفر في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ارتفع الى 18 مليار دولار ويجري اتمام هذه العمليات من قبل مكتب الأياتا الاقليمي في عمان.(بترا)