خطط لجامعة اليرموك للتغلب على عجزها المالي البالغ 20 مليون دينار

المدينة نيوز - تمر جامعة اليرموك باوضاع مالية صعبة وضعتها على مفترق طرق فهي مطالبة بالاستمرار بتطوير برامجها بما يعزز مكانتها بين الجامعات وبين القدرة على الايفاء بالتزاماتها وتسيير امورها في ظل عجز مالي يزيد عن 20 مليون دينار.
القلق من انعكاسات الازمة المالية التي تمر بها الجامعة على مستقبلها تعدت اسوار الجامعة الى المجتمع المحلي الذي ينظر اليها كمحرك اقتصادي وتنموي شكل على الدوام الحافز والجاذب لمختلف الاستثمارات في مدينة اربد ومحيطها.
رئيس الجامعة الدكتور عبدالله الموسى اشار الى ان الجامعة شانها شان بقية الجامعات الرسمية تتعرض لمعاناة مالية صعبة وهي مطالبة في ذات الوقت التعامل مع الضغوط الممارسة عليها لقبول اعداد متزايدة من الطلبة لافتا الى ان الرسوم الجامعية تلبي 25% من نفقات الجامعة الثابتة فقط فيما تضطر الجامعة للبحث عن مصادر تمويل اضافية تسعفها بتامين متطلباتها على الصعد كافة.
واوضح الموسى ان الجامعة وضعت خطة ثلاثية مواجهة هذا التحدي بدات بتنفيذ الاولى منها والرامية الى تقليص وضبط النفقات ووقف الهدر المالي غير المبرر والذي بدأت ثماره تظهر في خفض معقول بحجم النفقات بنسبة زادت عن 30 % فيما يتصل المحور الثاني بزيادة مخصصات الدعم الحكومي ما امكن معربا عن امله في دعم عاجل للجامعة مؤكدا ان هذا التقنين في النفقات لن يطال باي شكل من الاشكال الجانب الاكاديمي من حيث توفير واستقطاب اعضاء هيئة التدريس المتميزين وعدم مساسه ايضا بنوعية واسس الابتعاث والبحث العلمي مشيرا الى البرنامج الزمني لهذه الخطة حدد باربع سنوات على ابعد تقدير.
ويرى الموسى ان الركيزة الاساسية في التغلب على هذه الضائقة تكمن في السماح للجامعة بطرح تخصصات مهنية جديدة تساهم برفد صندوق الجامعة في مقدمتها برنامج الصيدلة الصناعية والمهن التمريضية والهندسة المدنية وغيرها من البرامج المهنية لاسيما ان البنية التحتية لهذه التخصصات من مباني ومختبرات ومدرسين متوفرة قياسا على امكانات الجامعة البشرية لافتا ان تجهيزات الصيدلة الصناعية حصلت عليه الجامعة كمنحة من دار الحكمة للصناعات الدوائية بمبلغ خمسة ملايين دينار.
ونوه الى ان مساعي الجامعة ببلورة هذا التوجه وترجمته الى ارض الواقع اصطدم بما اسماه بتعنت مجلس التعليم العالي بالسماح بادراج هذه البرامج ضمن البرامج التي تطرحها الجامعة رغم تقديم كل المسوغات والمتطلبات اللازمة لاعتمادها من قبل المجلس دون تقديمه للمبررات التي تحول دون تحقيق هذه البرامج خصوصا انها من البرامج الفريد من نوعها على مستوى الاردن والمنطقة ومخرجاتها مطلوبة في سوق العمل بشكل لافت.
ولفت الموسى الى ان جامعة اليرموك ببرامجها المميزة وخريجيها المميزين تهدف من هذه البرامج علاوة على التغلب على ازمتها المالية الى تحقيق مفهوم الجامعة الشاملة نظرا لما تمكتلها من امكانات وخبرات بشرية ولوجستية منوها انها انشئت لمثل هذا الهدف قبل ان تتولد منها جامعة العلوم والتكنولوجيا مبينا ان مجلس التعليم العالي ما زال ينظر الى الجامعة على انها جامعة للبرامج الانسانية فقط معربا عن امله في تغيير هذه النظرة والسماح لها بالانطلاق نحو برامج العلوم التطبيقية لخلق حالة تنافسية ايجابية بين الجامعات التي تقدم مثل هذه البرامج لان البقاء في النهاية للافضل.
واشار الى وجود تضخم وظيفي في الجامعة يصل الى 30% كحمولة زائدة تستنزف جزءا كبيرا من ميزانية الجامعة التي تذهب للرواتب مؤكدا ان لن يصار الى المساس بها تحت أي مبرر الا انه نوه الى انه لن يتم التجديد لاي موظف بلغ سن نهاية الخدمة في الوقت الذي لن تتخلى فيه الجامعة عن دورها في خدمة السياسات العامة والمجتمع المحلي كمنارة ونقطة اشعاع حضاري وثقافي وسياسي ودعا موسى في اعقاب تصريحات صحفية القطاعين العام والخاص لتقديم المزيد من الدعم لجامعة اليرموك ومساعدتها في الخروج من ازمتها المالية لتبقى وفية لرسالتها نحو المجتمع الاردني والمحيط العربي والعلمي بتقديم خريج متميز ومطلوب كما هو معهود منها مؤكدا انها قادرة على تجاوزها اذا ما ابدى مجلس التعليم العالي مرونة وتفهم اكبر لاحتياجاتها من البرامج المهنية المختلفة.
ويقول رئيس غرفة تجارة اربد محمد الشوحة ان اربد المدينة والمحافظة تدين بالفضل الكبير لجامعة اليرموك في فتح افاق الاستثمار والتطور التجاري والتقني الذي شهدته منذ نشأة الجامعة محذرا من ان أي تراجع لدور الجامعة وطاقتها الاستيعابية ومخرجاتها سيلقي بظلاله على اربد.
ودعا القطاع الخاص الى ان يؤدي دورا رئيسا ومهما في دعم الجامعة والاسهام بتخفيف الاعباء المادية عن كاهلها جنبا الى جنب مع جهد رسمي وحكومي بتقديم الدعم المطلوب لتمكين الجامعة من البقاء كنواة مشعة للعلم والمعرفة اضافة الى ما تقدمه من خدمات نوعية للمجتمع المحلي.
وتتوافق دعوة الشوحة مع دعوة مماثلة من رئيس جمعية المستثمرين في قطاع الاسكان المهندس زيد التميمي في اهمية دعم الجامعة من القطاعين العام والخاص لاسيما وان العديد من المشاريع الاستثمارية في مجال الاسكان ما كانت لترى النور لولا وجود الجامعة بما تحتويه من اعداد كبيرة للطبلة الاردنيين والعرب والاجانب.(بترا)