الاردن يشارك العالمين العربي والاسلامي غدا الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية الشريفة

تم نشره الجمعة 25 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 12:59 مساءً
الاردن يشارك العالمين العربي والاسلامي غدا الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية الشريفة

المدينة نيوز - يشارك الاردن غدا السبت العالمين العربي والاسلامي الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية الشريفة التي غيرت بمعانيها الجليلة مجرى التاريخ وحققت أهدافاً عظيمة وأوجدت موطئ قدم للدعوة الاسلامية وانعكست أمنا واستقرارا على شتى مجالات الحياة.

وبهذه المناسبة العطرة قال عدد من علماء الدين لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان الهجرة النبوية الشريفة التي نتفيأ ظلالها هذه الايام تمثل منحى هاما في الدعوة الاسلامية أسهم في نصرتها وتعزيز امتدادها لتصل الى أرجاء العالم قاطبة وترسخ اسس العدل والمساواة والحرية بالحكمة والموعظة الحسنة. وقال مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة ان اليوم الذي ابتدأت به الهجرة النبوية الشريفة يوم مبارك متميز لا يُنسى مهما تعاقبت الأيام، فرّق الله به بين الحق والباطل، وانبلج من بعده ضياء فجر الإسلام، وفتح للدنيا عصراً جديداً مجيداً تزهو به الحياة، وتاريخاً مشرقاً مليئاً بالتضحيات والبطولات الرائعة التي لم يسبق لها مثيل.

واشار الى ان يوم الهجرة استحق من تقدير المسلمين له ما جعلهم يعتبرونه بداية تاريخهم في هذه الحياة، فلم يؤرخوا بميلاد نبيهم صلى الله عليه وسلم، ولا ببعثته، وإنما أرخوا بهجرته لما تحمله هذه الذكرى من معانٍ وأهداف سامية.

وبين ان الدعوة الإسلامية انتقلت من الضيق إلى السعة، ومن الضعف إلى القوة ومن استهتار المشركين بالمسلمين إلى سيادة المسلمين، مشيرا الى ان الامة العربية بدأت تنتقل من الفوضى والتشتت إلى النظام والوحدة حيث أخرجت الناس من الظلمات إلى النور وجعلت المسلمين خير أمة أخرجت للناس، لقوله سبحانه وتعالى "كنتم خير امة أخرجت للناس".

واضاف ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في مكة المكرمة تعرضوا لضروب من الأذى والقسوة والشدة، فصبروا وصابروا، ولاذوا إلى الله المعين النصير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، والقدوة المثلى في التحمل والصبر، مؤكدا أن النصر مع الصبر، وأن الصبر مفتاح الفرج، وأن مع العسر يسراً.

واشار الى ان الهجرة الشريفة لم تكن رحلة على أرض معبدة وطريق ممهدة، بل صاحبها معاناة نفسية وجسدية تحيّر الحليم وتأخذ لب الرشيد، اذ أجمع الكفار على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمبادرته بالهجرة، واختاروا لذلك أقوى شباب البغي من أهل مكة اذ قال الله تعالى واصفا مكرهم "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"صدق الله العظيم.

وتابع إن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج من بينهم بثقة وهدوء وهو يتلو كتاب الله "يس والقرآن الحكيم.." إلى قوله تعالى "وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ".

ومن صور المعاناة التي واجهت الرسول صلى الله عليه وسلم في هجرته الشريفة انه وفي غار ثور أنصت الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى صوت أقدام المطاردين وقد بلغتهم، فأخذ الروع أبا بكر وهمس يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال صلى الله عليه وسلم "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما.. يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا".

وقال سماحته ان من وحي معاني الهجرة النبوية الشريفة ان حب الوطن والانتماء إليه شعور راق ونبيل، والإيمان يُخْرِجُ حب الأوطان من صورته البسيطة من حب الطين إلى حب الطاعة لرب العالمين ولذا كان حب الوطن من الإيمان.

واكد انه لا لوم على من يحب وطنه ويتفانى في خدمته والدفاع عنه وعن مقدراته وخيراته ويحافظ على هويته ويكون فرداً صالحاً فيه، ولكن اللوم والعتب فيمن يبخل عن الانتماء لوطنه أو الدفاع عنه إنكاراً منه للمعروف، ونسياناً للجميل، مشيرا الى أن المسلم الواعي والمتدين الصادق يدرك قيمة الوطن ومعاني الوطنية والانتماء.

 

 

وقال مدير عام المحاكم الشرعية فضيلة الشيخ عصام عربيات ان الهجرة النبوية الشريفة بداية انطلاقة للدعوة الاسلامية، ومن هنا نظر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى اهمية الهجرة فعقد مؤتمرا جمع فيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا الى ان من نتائج هذا المؤتمر اعتماد الهجرة النبوية تأريخا للامة الاسلامية انطلاقا من ذكرى الهجرة الشريفة التي شكلت بداية التكوين للامة الاسلامية وبداية لاستقلالها.

واشار الى ان هجرة الرسول صلى عليه وسلم جاءت ليكون عليه الصلاة والسلام بين اتباعه من الصحابة والمؤمنين، لأن تحقيق اهداف الاسلام الكبرى لا يتم الا بوجود جماعة مؤمنة ومنظمة من اجل استكمال الهيكل التنظيمي للدعوة المصطفوية.

واوضح انه ومن خلال الهجرة النبوية الشريفة اسس النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع الاسلامي على دعائم وأسس راسخة كان اولها المؤاخاة بين المهاجرين والانصار من جهة والمؤاخاة بين الانصار انفسهم من جهة اخرى كتلك التي حدثت بين قبيلتي الأوس والخزرج اللتين كانت بينهما حروب طاحنة قبل الهجرة كتأكيد على ان الاخوّة هي الاساس الذي يجب ان يقوم عليه المجتمع في كل وقت وحين.

وبين ان الهجرة النبوية الشريفة لم تكن انتقالا ماديا من بلد الى آخر فحسب بل هي انتقال معنوي من حال الى حال، اذ انتقلت الدعوة الاسلامية من حالة الضعف الى القوة ومن الجمود الى الحركة، لافتا الى ان سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تحد بحدود الزمان والمكان لذا فإن ما نتج عن الهجرة النبوية الشريفة هي احكام ليست منسوخة بل صالحة للتطبيق على مدى العصور.

واشار فضيلة الشيخ عربيات الى ان الهدف من الهجرة النبوية هو الانتقال بالرسالة الاسلامية من مرحلة الدعوة الى مرحلة الدولة ومن دعوة كانت عقيدة وفكرة لتصبح شريعة ومنهاج حياة، مبينا ان الهجرة بذلك هي ثورة عقائدية لأنها بدلت احوال المسلمين بشكل جذري وعززت قوتهم التي شملت كل المناحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

واضاف ان الهجرة الشريفة الى جانب انها كانت بداية لنصرة الاسلام فهي الصورة المثلى للتعامل مع اهل الاديان، فقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم اليهود على دينهم ولم يجبرهم على الدخول في الاسلام لكنهم نقضوا عهودهم فأخرجهم النبي من المدينة المنورة التي اصبحت عاصمة خالصة للدولة الاسلامية لتمثل مصدر انطلاق لنور دين التوحيد في العالم.

واشار الى ان النبي عليه الصلاة والسلام وفي السنوات العشر ما بعد الهجرة استطاع ان يهدي قبائل الجزيرة العربية الى تعاليم الدين الاسلامي السمح فامتد نور الاسلام في عهده عليه الصلاة والسلام عن طريق التواصل السلمي بمراسلات الى ملوك زمانه هيأ من خلالها عليه السلام الظروف لنشر الدعوة الاسلامية في بقاع الارض كافة.

 

وقال عميد كلية الدراسات العليا في الجامعة الاردنية الدكتور محمد المجالي ان الهجرة النبوية الشريفة هي نقطة تحول كبرى في تاريخ المسلمين حيث الانتقال من مرحلة الخوف والتكوين الى مرحلة الاستقرار وتأسيس الدولة.

واضاف ان مظاهر الاستقرار تمثلت بتركيز الرسول صلى الله عليه وسلم عند هجرته على مختلف مناحي الحياة واهمها الجانب الروحي حيث بناء المسجد الاول في الاسلام اضافة الى الجانب التعاوني الذي مثل الاستقرار الامني حيث المؤاخاة بين المهاجرين والانصار، كما وضع وثيقة المدينة التي تكفل حقوق اهلها جميعا بصرف النظر عن انتماءاتهم او دياناتهم.

وتابع إن الرسول صلى الله عليه وسلم ركز على الناحية الاقتصادية التي تمثلت في بناء وتأسيس السوق الاسلامي، مشيرا الى ان الهجرة النبوية الشريفة مثلت اهم تحرك في الدعوة الاسلامية باعتبار ان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو قدوتنا يعلمنا المسؤولية تجاه الدين والتضحية من اجله ببذل الجهد وتقديم النفس وترك الوطن احيانا خدمة للدعوة ونشر الدين الاسلامي الحنيف.

وبين الدكتور المجالي ان الله سبحانه وتعالى انزل في محكم آياته اثناء هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام الى المدينة "ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد" وهي آية مبشرة للرسول عليه الصلاة والسلام بعد ان ودع مكة حزينا وخاطبها بأنها خير بقاع الله سبحانه وتعالى ولولا ان قومها اخرجوه منها ما خرج، مشيرا الى ان هذه الاية جاءت لتطمئنه عليه الصلاة والسلام بأنه سيعود اليها ثانية عودة الفاتح المنتصر وكان هذا بعد ثماني سنوات من الهجرة.

واكد ان الهجرة النبوية الشريفة تشكل للمسلمين درسا في التضحية والامل والعمل من اجل رفعة هذا الدين والانسانية جمعاء.

وقال ان الهجرة النبوية الشريفة هي بداية الانطلاق للدولة الاسلامية الحقيقية والتي من خلالها استطاع المسلمون تنظيم امورهم ونشر دعوتهم الى بقاع الارض خاصة بعد ستة اعوام عليها والذي شهد صلح الحديبية الذي مكن المسلمين من الدعوة سلميا حيث ازداد عددهم وانتشرت دعوتهم الى مختلف بقاع الارض.

وقال استاذ الدراسات الاسلامية في جامعة اليرموك الدكتور احمد ضياء الدين بني ياسين اننا نعيش هذه الايام ذكرى عزيزة على قلوب المسلمين جميعا وهي ذكرى الهجرة النبوية الشريفة التي تعتبر فيصلا بين مرحلتين من مراحل الدعوة الاسلامية هما المدنية والمكية، مشيرا الى انه كان لهذه الذكرى العطرة اثر كبير على المسلمين ليس فقط في عصر النبوة ولكن امتد هذا الاثر ليشمل حياة المسلمين بعد عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الى ان شمل الانسانية جمعاء.

وقال ان الحضارة الاسلامية قامت على العدل والحق والحرية والمساواة وقدمت وما تزالت تقدم للبشرية اسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة التي تنظم حياة الفرد والمجتمع على حد سواء.

واشار الدكتور بني ياسين الى ان هدف الهجرة الشريفة كان الانتقال من مرحلة الدعوة الى مرحلة الدولة وايجاد موطئ قدم للدعوة ينعم بالامن والاستقرار، مبينا ان الهجرة النبوية الشريفة جاءت لتزرع الامل في قلوب اليائسين الذين ماتت في اعينهم وافئدتهم كل الانوار نتيجة طغيان الضلالة والتشويه.

واوضح ان الهجرة الشريفة جاءت كذلك لتبشر الانسان المسلم في كل مكان بأن النصر قادم وأن الله عز وجل مع المظلومين وسوف ينصرهم ولو بعد حين، كما جاءت لتؤكد ان الحق يعلو دائما وإن مرت عليه ظروف وايام عصيبة، داعيا العرب والمسلمين الى ان يتحملوا هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة لأن الله عز وجل سيرفع عنهم الظلم بإذنه تعالى. ( بترا )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات