الجامعة الاردنية تحتفل بيوم اللغة العربية

المدينة نيوز- دعا العلامة الدكتور ناصر الدين الأسد الزعماء والقادة العرب إلى التحدث أثناء خطاباتهم في المحافل الدولية باللغة العربية .

وأضاف خلال احتفالية كلية الآداب في الجامعة الأردنية (بيوم العربية) الذي يصادف اليوم الأحد أن الأمم المتحدة بدأت بالتراجع عن جعل اللغة العربية لغة عمل بسبب تحدث بعض القادة والمسؤولين العرب بلغات أجنبية إضافة إلى مخاطبة منظماتها ووكالاتها الفرعية بمراسلات رسمية غير اللغة العربية .

ويوم اللغة العربية تحتفل به منظمة الأمم المتحدة ويصادف في الثامن عشر من كانون أول من كل عام نظرا لأنها أكثر لغات المجموعة السامية متحدثين وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم إلى جانب أهميتها القصوى لدى المسلمين فهي لغة مقدسة (لغة القران الكريم).

وقال الأسد أن حاضر اللغة العربية بدأ مع بداية عصر النهضة الأدبية الحديثة أي مطالع القرن التاسع عشر حينما رأى محمد علي باشا والي مصر وهو غير عربي أن لا نهضة لبلد إلا بالعلم فانشأ عدد من الكليات وأطلق عليها (المدارس ) وكانت تتولى تدريس علوم الطب والهندسة والزراعة وغيرها من العلوم باللغة العربية .

وأضاف خلال الاحتفالية التي أدارها رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الدكتور محمد القضاة أن محمد علي استقدم عدداً من العلماء من دول أوروبية للتدريس في هذه المدارس وجعل مع كل مدرس مدرساً مصرياً ليتولى مهمة أعمال الترجمة وكان حصيلة هذه الترجمات التي جمعت زخم هائل من المؤلفات العلمية باللغة العربية .

وتابع أن محمد علي لم يكتف بذلك بل أوفد بعثات من مصر لبعض البلاد الأوروبية خاصة فرنسا للاستزادة من العلوم التطبيقية المختلفة وكان يرسل مع هذه البعثات أئمة ومن بين هؤلاء الأئمة رفاعة الطهطاوي الذي يعد أبو النهضة الفكرية والثقافية في مصر ولم يرض أن يكون فقد إماماً بل مترجماً للغة العربية واستطاع أن يؤلف كتاباً بعنوان: "تحلق الابريز في تخليص باريز" وهذا كتاب يتناول بوادر النهضة الفكرية في البلدان العربية.

وأشار الأسد إلى أن نهضة اللغة العربية استمرت حتى عام (1882) عندما احتل الانجليز مصر وبدأ بعد ذلك محاربة اللغة العربية بتحويل التدريس إلى اللغة الانجليزية لافتاً إلى تجربة المدرسة الأميركية التي أنشئت في بيروت عام (1866) وكانت تدرس الطب باللغة العربية.

وتحدث الأسد عن نجاح اللغة العربية في تدريس العلوم الطبية والعلوم التطبيقية والزراعية والفلك في سوريا بدءاً من العام 1910 عند قيام كلية الطب في الجامعة السورية والتي ما زالت تدرس مختلف العلوم باللغة العربية .

وأشار إلى المخاطر التي تهدد اللغة العربية خصوصاً المناهج الدراسية في التعليم العام التي أصبحت تخلو من كل ما يتصل بالتاريخ الإسلامي واللغة العربية.

ونوه الأسد إلى دور المجامع العربية ومنها مجمع اللغة العربية في دمشق الذي أنشأ عام 1919 والقاهرة الذي شيد عام 1933 والتي صدر عنها الآلاف من المصطلحات، مشيراً إلى أن مجمع اللغة في القاهرة نشر عشرة مجلدات ضخمة من المصطلحات وتم نشرها على شبكة المعلومات (الانترنت) لتمكين الباحثين من الاطلاع عليها.

وتحدث في الاحتفالية أستاذ اللغة العربية الدكتور جاسر أبو صفية الذي قدم محاضرة بعنوان "اللغة العربية أضواء جديدة على نشأة العربية وتاريخها القديم).

وعرض أبو صفية خلال المحاضرة التي أدارها الدكتور إبراهيم خليل بداية اكتشاف نقوش أثرية تدل على أحرف اللغة العربية بالصدفة في بلدة صغيرة في فرنسا عام 1924 من قبل فتى فرنسي.

وأضاف أن باحثين توصلوا إلى أن بعض هذه النقوش تمتد لحوالي (40) ألف عام في حين أن بعض النقوش تمتد لحوالي 7000-8000 عام قبل الميلاد.

وأشار إلى أنه تم استخدام أدوات لمعرفة النقوش ومنها(كربون 14) الذي فشل في إثبات عمر هذه النقوش إلى أن توصل بعض العلماء من معرفتها بوسائل تقنية أهمها استخدام الوهج الحراري لمعرفتها بالطرق العلمية.

وأوضح أبو صفية أن مضمون هذه النقوش تناولت أسماء حيوانات وأسماء الآلهة وأراء فلسفية في الموت والحياة ومعلومات حول السلوك الاجتماعي.

وقدم عدد من الطلبة قراءات شعرية نالت إعجاب الحضور .