عائلة الطالبة التي فقدت وعيها من الجوع تتنفس الحياة بعد نشر قصتها في "المدينة"

المدينة نيوز – خالد الخواجا و علي الزينات – واخيرا .. تنفست عائلة "ابو محمد" الصعداء في حي الدينارية قرب قرية المزار الشمالي في محافظة اربد. فبعد ان اوصلت مجموعة "المدينة" الاعلامية عبر اذاعتها وصحيفتها الالكترونية وصحيفتها الاسبوعية، قصة جوعها الى المسؤولين، اكتشفت امس ان المرض ايضا اجتاح بعض افراد العائلة.

وفي الزيارة الميدانية التي نفذتها "المدينة" الى منزل الاسرة "العفيفة" التي يتناوب افرادها على تناول وجبات الطعام، وكشف عوزها  فقدان ابنتها وعيها في المدرسة شرحت ربة الأسرة "ام محمد " الوضع المأساوي الذي يعيشونه ووحل الفقر الذي غاصوا فيه.

وقالت إن ابنتها تذهب يوميا إلى مدرستها دون طعام لعدم توفره. واشارت الى أن رب الأسرة يعمل ويتلقى راتبا صافيا شهريا مقداره 170 دينارا لا يلبي احتياجات الأسرة المكونة من 7 أفراد.  وأشارت إلى أن ابنها قد عمل مؤخرا وبصعوبة ويتلقى راتبا يبلغ 100 دينارا .

وأضافت إنهم يعيشون في بيت متواضع جدا ولا يتسع لعددهم ، واضطروا نتيجة لذلك أن يبنوا غرفتين على سطح بيتهم من" اللبن " بدون حمام .

اما المنزل فهو مبني من الطوب ويوجد فيه اثاث قديم وخزانة مكسورة وتالفة وحمام خارجي بلا ابواب وشبابك مكسورة .

والجديد الذي اكتشفه فريق المدينة ان لابن الاكبر محمد20 عاما مصاب بثقب خلفي في سقف الحلق ولا يقدر على نطق الكلمات والاحرف بشكل سليم.

كما ان ابن ثان للعائلة ويدعى عادل لديه فتحة في القلب واجري له عملية قلب مفتوح ويعاني من ضعف البصر وضيق التنفس وصعوبة النطق.

اما منزل "ام محمد" فهو عبارة عن تسوية تسير فيه المياه اثناء الشتاء ولها مصرف داخل غرفة النوم بصورة مكشوفة عدا عن انهم يضطرون الى قطع مسافة سيرا على الاقدم للوصول الى اقرب نقطة تنتعش بالمواصلات والسرافيس.

وفي لقاءات مع المجاورين لمنزل ام محمد فقد اكدوا تردي حالة هذه العائلة انسانيا واجتماعيا وتعاني من الفقر المدقع.

ونتيجة للوضع الصحي الماساوي الذي تعيشه العائلة فقد اجرى برنامج صباح المدينة اتصالا مع رئيس قسم جراحة وامراض القلب في مستشفى البشير الدكتور فخري العكور والذي تكفل باكمال معالجة عادل. كما تكفل رئيس جمعية الابتسامة الدكتور محمد البطاينة بمعالجة محمد "20" من التشوه الخلقي الذي لازمه منذ ولادته.

وكان الديوان الملكي الهاشمي العامر هب كعادته لانهاء مأساة الطالبة التي أفقدها الجوع وعيها ومعاناة أسرتها في مدينة اربد والتي تابعتها "المدينة " وتناولتها إذاعة صوت المدينة في برنامج "صباح المدينة" معلنا تحركه لإعانتها وتقديم كل ما يلزم لإعانتها ، من خلال المستشار في الديوان الملكي رئيس لجنة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية يوسف العيسوي الذي أبدى اهتمامه البالغ في مأساة الطالبة.

واكد العيسوي في اتصال هاتفي مع البرنامج عن تبني أوضاعها ومد يد العون لها .

وتلق البرنامج  سيلا من الاتصالات من المسؤولين والمواطنين لنجدة الطالبة التي أفقدها الجوع وعيها في المدرسة ونشل أسرتها من الوضع المأساوي الذي يحيق

بهم.

كما قامت وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف بالاتصال مع صوت المدينة مصدرة تعليماتها للتوجه إلى تلك الأسرة وإنقاذها ، كما عبرمدير صندوق المعونة الوطنية محمود الكفاوين ومحافظ اربد علي الفايز اهتمامهم وتحركوا لنجدة الأسرة العفيفة وتقديم المعونة لها .

وتأثرا بقصة الأسرة التي طلبت عدم ذكر اسمها لعفتها وعزة نفسها ، استجاب العديد من المواطنين خلال اتصالهم بصوت المدينة لتقديم يد العون والمساعدة لتلك الأسرة .