الأردن يخطط لبناء أربعة مفاعلات نووية

المدينة نيوز - أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان أن ثروة اليورانيوم هي ملك للدولة الأردنية، مشيرا الى أن اتفاقيات التعاون التي وقعت مع عدد من الدول والشركات هي للقيام بالدراسات المتعلقة بالتعدين وانشاء المناجم والتخطيط لاقامة المجمعات الصناعية وانتاج الكعكة الصفراء في اطار اتفاقيات مشتركة تحدد الشروط المالية والاقتصادية والحقوق والنسب وغير ذلك باتفاق ثنائي بين الحكومة والأطراف المعنية .

وقال طوقان أن هنالك مناطق جديدة قيد الدراسة لاستكشاف اليورانيوم فيها وهي وادي البهية ، ووادي السهب الأبيض ، والرويشد وأن مذكرة تفاهم وقعت مع شركة ( ريو تنتو ) العالمية وهي شركة بريطانية - استرالية لهذه الغاية وقال أن الهيئة بدأت بعمل دراسات مخبرية لانتاج عينات أولية من الكعكة الصفراء في مختبرات الهيئة نفسها .
وكشف طوقان عن أن التقديرات والدراسات تشير الى أن اليورانيوم الذي سيتم استخراجه من الفوسفات يستطيع تزويد المملكة بالطاقة الكهربائية لمدة زمنية تصل من 30-40 سنة قادمة.

وفيما يلي نص الحوار : -

 يرتبط الحديث عن البرنامج النووي الأردني بقضية التأثيرات البيئية المحتملة الناجمة عن انشاء محطة ومفاعلات نووية خاصة ما يتعلق بالمخرجات كالمياه ، كيف سيتم التعامل مع هذه المخرجات وهل لها تأثيرات محتملة؟
طوقان: لن تكون هنالك أي مخرجات من المياه من المحطة النووية في المنطقة سواء لمياه البحر أو اليابسة ، حيث سيتم توليد 80 مليون متر مكعب من خلال محطات التنقية تستعمل في الدورة المغلقة للتعويض عن المياه المتبخرة وكذلك للاستخدامات الداخلية وأيضا للتعويض عن الماء المتبخر داخل دورة التبريد المغلقة ، مشددا على عدم اخراج المياه من المحطة اطلاقا للمحيط الخارجي .

 ما هي التقنية المستخدمة في المحطة النووية ؟
طوقان : أولا يجب التوضيح أن المحطة النووية تنقسم الى ثلاثة أجزاء الاولى منطقة الجزيرة النووية التي يتم فيها انتاج الطاقة والمنطقة الثانية جزيرة التوربينات التي يتم فيها توليد الطاقة الكهربائية والثالثة تحوي باقي المحطة التي تحوي المحولات وأنظمة التوزيع الكهربائي ، مبينا أن التقنية المستخدمة في المحطة لن يستخدم فيها التبريد المباشر والتي حتى لو استخدمت لا تدخل فيها المياه الى الجزيرة النووية ولكن تدخل الى منطقة التوربينات ، عموما فان التقنية المنوي استخدامها تتلخص بأسلوب الدورة المغلقة حيث سيتم تدوير المياه في دورة مغلقة كاملة داخل المفاعل باستخدام ابراج تبريد يبلغ ارتفاع البرج الواحد 200 متر وهنا تحدث عملية التبريد المباشر في الأبراج والتخلص من الحرارة من خلال مراوح التبريد .

ما هي مواصفات الموقع الذي ستقام عليه المحطة النووية ؟
طوقان : الموقع المحدد الواقع في العقبة يبعد خارج المدينة لمسافة 25 كيلو متر جنوب شرق وقد سيتم التعاقد مع شركة لاجراء الدراسات الميدانية والمسحية للموقع ستبدأ اعتبارا من تموز القادم تستمر لمدة 18 شهرا وفي حال عدم ملاءمة الموقع للمشروع سيتم التوجه لموقع آخر على الأغلب سيكون في خليج العقبة حيث نتقيد بضرورة وجود مصدر مائي قريب في منطقة اقامة المحطة النووية ، مستدركا أنه مستقبلا مع وجود مشروع ناقل البحرين للمياه اصبح بالامكان البحث عن مواقع أخرى خارج محيط خليج العقبة .
وأضاف بموازاة بدء الدراسات لموقع المحطة النووية فقد تم طرح عطاء للاستعانة بخبير دولي لدراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع المحطة النووية ووضع الاطار التشريعي والقانوني لانشاء شركة الكهرباء النووية ، ويتم حاليا وضع مواصفات العطاء واستدراج العروض والمساهمة في اختيار التكنولوجيا المناسبة للمفاعل النووي ، بالاضافة الى تفاصيل دراسة ادارة النفايات المشعة وتأمين خدمات الوقود النووي المستقرة، فاستراتيجية الهيئة تقوم على عدم ترك أي تفصيل له علاقة بالمشروع دون بحث أو اجراءات واستعداد حتى لو لم يكن من ضمن مخرجات المشروع في الوقت الحالي مثل النفايات المشعة .

 ما مساحة المنطقة التي ستقام عليها المحطة ؟
طوقان : الموقع الموضوع تحت الدراسة في العقبة تبلغ مساحته 4 كيلو متر مربع ، علما بأن المنشأة النووية الواحدة تتطلب مساحة مقدراها 200 دونم لاقامة المفاعل النووي الواحد وجزيرة التوربينات وكافة ملحقات المحطة ، وبناء على ذلك فان الموقع المقترح يمكن أن يستوعب مستقبلا لغاية 4 محطات وكما أشرت كل محطة تحتاج لمساحة 200 دونم .

 هنالك عدم وضوح أو تضارب في التصريحات حول طبيعة عمل المحطة النووية وتأثيرها على المحيط خاصة الوقود المستخدم في المحطة والذي سيكون بطبيعة الحال اليورانيوم ،هل من توضيح بهذا الخصوص؟
طوقان : جميع محطات توليد الطاقة سواء كانت طاقة كيميائية عن طريق حرق الوقود الثقيل ، أو باستخدام الغاز الطبيعي لانتاج الطاقة ، وفي المفاعلات النووية بدلا من عمليات حرق الوقود الثقيل والغاز يتم حرق الوقود النووي والذي هو( اليورانيوم المخصب بنسبة تبلغ 4% ) ، وفصل أن الحرق في هذه الحالة يكون عن طريق الانشطار النووي الذي يولد الطاقة في النهاية وبالمحصلة فان الطاقة المولدة سواء كانت من محطة تقليدية أو من محطة نووية فهي عملية واحدة لانتاج الطاقة عن طريق تسخين بخار لدرجات حرارة عالية وزيادة ضغطه ومن ثم استخدام هذا البخار لادارة التوربينات التي تنتج الطاقة .

يقودنا هذا الشرح لموضوع اليورانيوم المستخدم في المفاعلات النووية في المحطة المستقبلية ، هل هنالك اي مخاطر من استخدام اليورانيوم كوقود وحيد للمفاعلات ؟
طوقان : يجب أن أوضح أن الوقود المستخدم في المفاعلات هو وقود مخصب بنسبة تتراوح من 3-4% وعند حرق هذا الوقود في المفاعلات ينتج عنه ما يسمى بالوقود المستهلك الذي يحتاج لعمليات متخصصة لادارة ومعالجة الوقود النووي المستهلك ، حيث يتم استخلاص المواد النووية شديدة الاشعاعية ومعالجتها بحيث تبقى نواتج الانشطار النووي التي يتم حفظها في مخازن خاصة لفترة تمتد من 100-200 عام قبل التخلص منها نهائيا .
وبين ان القانون الناظم للأنشطة النووية يسمح للبلاد الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية القيام بتخصيب اليورانيوم ضمن النسب السالفة تحت اشراف مباشر ورقابة من وكالة الطاقة الذرية الدولية ضمن نظام ضمانات الوكالة ، علما بأن الأردن من الدول الموقعة على هذه الاتفاقية .

 هل معنى ذلك أنه سيصار الى تخصيب اليورانيوم داخل المملكة ، أو سيتم استخدام اليورانيوم المخصب في الخارج ؟
طوقان : سيتم انتاج الكعكة الصفراء من اليورانيوم المستخرج من مناجم المملكة أو المستخرج من حامض الفوسفوريك بعد تصنيعه (اليورانيوم المستخرج من الفوسفات ) ثم سيتم التعاقد مع شركات عالمية متخصصة لانجاز خدمات تخصيب اليورانيوم في الخارج ومن ثم اعادتها الى المملكة ، أي أن الخام المستخدم سيكون من مناجم الأردن الا أن عمليات التخصيب لغايات استخدامه في المفاعلات النووية ستتم في الخارج ، مشيرا أنه وفي هذا الاطار سيتم التعاقد مع شركات عالمية من خلال طرح عطاءات لانجاز خدمات تخصيب الوقود من قبلها في الخارج أي أنه لا تخصيب لليورانيوم داخل المملكة .

 في العام 2008 تم الاعلان عن انشاء أول منجم لتعدين اليورانيوم في المملكة ، أين بلغت مراحل العمل في المنجم ؟
طوقان : بدأت الشركة الأردنية - الفرنسية ( الشركة الفرنسية هي شركة أريفا ) لتعدين اليورانيوم بالعمل في منطقة الامتياز وسط المملكة وتحديدا في منطقتي سواقة وخان الزبيب منذ شهر تشرين أول من العام 2008 وذلك بوضع الدراسات التفصيلية للمشروع وأعمال الحفر للخنادق وحفر الآبار بغرض تحديد كميات الاحتياطي بصورة دقيقة بالاضافة لاجراء دراسات الجدوى الاقتصادية ، علما بان المعسكر قائم حاليا في موقع العمل بمنطقتي سواقة وخان الزبيب ، ومن المتوقع الانتهاء من دراسات الجدوى الاقتصادية نهاية العام 2010 ، ليبدأ بعد ذلك بناء مرافق المنجم وانشاء الوحدة الصناعية لمعالجة الخام واستخلاص الكعكة الصفراء ومن المرجح الدخول في مرحلة الانتاج في العام 2012 .

هل هنالك مناطق استكشاف جديدة لخام اليورانيوم في المملكة خلافا لمنطقتي السواقة وخان الزبيب؟
طوقان : هنالك مناطق جديدة قيد الدراسة في المملكة بهدف استكشاف اليورانيوم فيها وهي مناطق وادي البهية ، ووادي السهب الأبيض ، والرويشد حيث تجري دراسات استطلاعية واستكشافية في هذه المناطق من قبل الهيئة ومن خلال مذكرة تفاهم مع شركة ( ريو تنتو ) العالمية وهي شركة بريطانية - استرالية لهذه الغاية ، كما أود الاشارة الى أن الهيئة بدأت بعمل دراسات مخبرية لانتاج عينات أولية من الكعكة الصفراء في مختبرات الهيئة نفسها .

 تقوم شركة الفوسفات وبالتعاون مع الهيئة بدراسات لاستخلاص الكعكة الصفراء ضمن اتفاقيات بهذا الخصوص ، ماذا عنها؟
طوقان : يجري حاليا عمل دراسات معمقة بالتعاون بين الهيئة وشركة الفوسفات الأردنية لاستخلاص الكعكة الصفراء من حامض الفوسفوريك ، حيث قامت شركة الفوسفات بالدراسة من خلال تعاقدها مع شركة عالمية في هذا المجال وبتمويل من شركة الفوسفات ، وهذه الدراسة تهدف بدورها لانتاج الكعكة الصفراء التي تستخدم لانتاج الطاقة في المفاعلات النووية . وبين الدكتور طوقان أن التقديرات والدراسات تشير الى أن اليورانيوم الذي سيتم استخراجه من الفوسفات يستطيع تزويد المملكة بالطاقة الكهربائية لمدة زمنية تصل من 30-40 سنة قادمة .

 نريد الاستفسار حول حقوق الامتياز المتعلقة بانتاج اليورانيوم فيما يخص حقوق الدولة؟
طوقان : لا بد من التأكيد أن ثروة اليورانيوم ملك للدولة الأردنية ، ولكن يوجد اتفاقيات تعاون للقيام بالدراسات المتعلقة بالتعدين وانشاء المناجم والتخطيط لاقامة المجمعات الصناعية وانتاج الكعكة الصفراء وذلك ضمن اتفاقيات مشتركة بين الهيئة والشركات تحددها الشروط المالية والاقتصادية والحقوق والنسب وما غير ذلك باتفاق ثنائي بين الحكومة والأطراف المعنية .

كميات اليورانيوم والاحتياطي الكبير المقدر في مناطق متعددة في المملكة ، ما هي التوجهات في التعامل مع هذه الكميات ؟
طوقان : يكفي أن نقول أن معدل انتاجنا من اليورانيوم من منجم منطقة الوسط فقط سيبلغ حوالي 2000 طن سنويا وهذا حجم انتاج ضخم عند الأخذ بعين الاعتبار الانتاج المستقبلي المتوقع في مناطق اخرى واعدة بالمملكة ، حيث سيصار الى استغلال جزء محدود من الكعكة الصفراء المستخلصة من اليورانيوم في المفاعلات النووية الأردنية فيما سيتم تصدير جزء آخر من تلك الكميات كرافد اقتصادي هام وضخم للمملكة.

هل سيتم تصدير وبيع كافة الكميات الفائضة عن حاجة المحطات النووية الأردنية ؟
طوقان : نحن نسعى ونسير في خطة لبناء مخزون استراتيجي محلي من اليورانيوم ، سيكون لدينا فائض في كميات اليورانيوم المستخدمة في المفاعلات النووية يتم استغلال جزء لغايات التصدير وجزء يخصص لانشاء مخزوننا الاستراتيجي من هذا الخام الذي تزداد قيمته ويرتفع ثمنه يوما بعد يوم .

صدرت عنكم تصريحات بأن الأردن سيتحول من بلد مستورد للطاقة الى مصدر للطاقة بحلول العام 2030 ، ما هي أفق تحقيق هذا الهدف خاصة وان المملكة تعتمد على الطاقة المستوردة بنسبة 96% من اجمالي الطاقة المستهلكة ؟
طوقان : بداية هذه التصريحات ليست من باب المبالغة فلدينا من الحقائق ما يدعم هذا التوقع ، ومن خلال بيانات متوافرة وواضحة يمكن ايجازها كما يلي : المملكة تقوم بتوليد طاقة كهربائية مقدراها 2400 ميجاواط سنويا حاليا من شركات ومحطات التوليد القائمة وستعمل المحطة النووية مستقبلا على انتاج ما مقداره 1000 ميجاواط من الطاقة الكهربائية وهذا الانتاج في المحطة النووية يتطلب كميات مقدارها 140 طنا من الكعكة الصفراء المستخلصة من اليورانيوم بالمقابل سيبلغ انتاجنا كما ذكرت من منجم الوسط لتعدين اليورانيوم ما مقداره 2000 طن سنويا ، كما أن الخطط المستقبلية تنصب باتجاه بناء 4 مفاعلات نووية خلال العقدين القادمين لغايات توليد وانتاج الطاقة وعند اضافة الفائض من اليورانيوم الذي يستهلك جزء بسيط منه في المفاعلات النووية يظهر انه سيتحقق لنا مستقبلا فائض كبير من الطاقة تحول المملكة بمشيئة الله الى دولة مصدرة للطاقة ودون أي مبالغة في التوقعات ، مع الاشارة أن بناء المحطة النووية تستلزم مدة 3 سنوات من الاعداد والتحضير ومن ثم من 5-6 سنوات لبناء المحطة وأول محطة نووية ستبدأ العمل في المملكة وفق التقديرات خلال الاعوام 2017-2018 .

هل من اتفاقيات جديدة تتعلق بالبرنامج النووي تتوقعونها قريبا ؟
طوقان : سيتم في تاريخ 22 من أيار الحالي توقيع اتفاقية تعاون بين الأردن وروسيا في موسكو تندرج في اطار التعاون النووي ، كما سيتم في حزيران القادم أيضا توقيع اتفاقية تعاون نووي مع بريطانيا بالاضافة للدخول في مفاوضات مع رومانيا واليابان واسبانيا والأرجنتين في اطار اتفاقيات التعاون النووي . وقال أنه خلال الصيف الحالي ستوقع الهيئة اتفاقية لبناء مفاعل نووي بحثي لغايات البحث والتدريب والدراسة الاكاديمية للطلبة .

 هنالك توقعات وترشيحات عديدة للدول المتوقع الاتفاق معها لبناء المحطة النووية في الاردن ، ما هي أكثر الدول المرشحة لبناء المحطة النووية الأولى بالمملكة ؟
طوقان : من أكثر الدول المرشحة لبناء المحطة النووية وتزويدنا بالمفاعلات النووية كوريا الجنوبية ، فرنسا، كندا ، وروسيا وأمريكا ، علما بأن استخدام الطاقة النووية يعمل على تخفيض كلف انتاج الطاقة لأكثر من 50% ، ولن ننسى أن نقر أن العالم أجمع يعيش حاليا فترة يمكن تسميتها بفترة انبعاث نووي فهنالك 60 دولة معظمها من دول العالم النامي والشرق تضع خططها للسير بمشاريع توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية .