طلبة الثانوية العامة بين الرغبة في التخصص والخوف من البطالة

المدينة نيوز - "أشعر بالضياع ولا اعلم ماذا ادرس وعلى أي اساس احدد مستقبلي".. بهذه الكلمات بدأت الطالبة لجين الحنيطي حديثها لوكالة الانباء الاردنية.
واضافت كنت اعتقد ان الانتهاء من التوجيهي يعني ان كل الابواب قد تفتحت لي لكن الحقيقة ان المأساة بدأت بمجرد ظهور علامة الثانوية العامة فكل الاحلام تتلاشى ويبدأ ماراثون البحث عن التخصص الذي يتوافق والمعدل وليس ما يتوافق مع رغبتي.
والحقيقة ان القبول الموحد هو من يختار وليس نحن واعتقد ان هناك خللا في ذلك لأن الطالب يقف مذهولا امام قائمة التخصصات الواردة في نموذج طلب الالتحاق ويحتاج لمعجم ليفسر اسماء بعض التخصصات وماذا سأفعل بهذا التخصص مستقبلا او ماذا يمكن ان اعمل به وهل يكون مصيري الانضمام لقائمة العاطلين عن العمل.. ثم لتبدأ عملية النصائح والاقتراحات ويصبح الجميع خبراء ومتخصصين ويضيع الطالب بين رغبته في التخصص وخوفه من عدم وجود فرصة عمل.
وتقول الطالبة امل الخوالدة ان الثانوية العامة تحول الى مسلسل رعب في حياة المواطن الاردني فكل العائلة تشترك بالامتحان وتعاني كذلك من النتيجة ويصبح الامر كابوسا بمجرد ظهور النتيجة ويكون الضياع يوم بدء استقبال طلبات الالتحاق لتبدأ الأسرة بسؤال الاصدقاء والمعارف والبحث عن فلسفة وجود بعض التخصصات الواردة في القائمة وعشرات الآلاف يقفون في طابور البطالة.
وشكت من عدم وجود برامج توعية في المدارس او محاضرات او حتى حديث حول المستقبل او كيف يمكن ان يخطط الطالب لمستقبله.
اما الطالبة علياء المحيسن فتقول ان التعليم في الاردن اصبح للأغنياء فقط والدليل على ذلك وجود ما يدعى بالتعليم الموازي فمن احرز 6ر99 يتساوى مع من احرز 89 في قاموس الموازي لأن من يملك يستحق ان يختار ويحقق احلامه ورغباته وإن كان ذلك على حساب تعب وجهد الآخرين، مشيرة الى غياب التوجيه او الدليل.
وتساءلت عن دور وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل في توضيح ما هي التخصصات المطلوبة وكيف يمكن تجنب الاصطفاف في طابور البطالة وماذا يحتاج الاردن حاليا ولماذا يغيب التخطيط في اصعب مراحل حياة الطالب ومن المسؤول عن هذا الضياع الذي نعيشه.
وللإجابة عن بعض هذه التساؤلات قال عميد كلية العقبة الجامعية/ جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور فاروق العزام ان الحيرة التي يقع بها طلبة الثانوية العامة تتكرر في كل عام لغياب الوعي والتوجيه، مشيرا الى مسؤولية وزارة التربية والتعليم ودورها في توجيه الطلبة نحو التخصصات المطلوبة لسوق العمل وعمل محاضرات وورشات عمل حول ذلك، اضافة لدور النقابات المهنية وضرورة مشاركتها بتلك المسؤولية وطرح مسارات امام الطلبة يمكن من خلالها تحقيق رغبة الطالب ووجود فرص بسوق العمل.
وحول التخصصات المتوفرة في الكلية فرع العقبة قال العزام ان الجامعة تمنح درجة البكالوريوس في اربعة تخصصات هي المحاسبة ونظم المعلومات الادارية وعلم الحاسوب وادارة الفنادق، موضحا ان هذا التخصص يوفر عددا كبيرا من فرص العمل في العقبة وان عددا كبيرا من الطلبة يعملون في قطاع الفندقة وهم على مقاعد الدراسة.
واشار الى ان الرغبة في التخصص تفتح باب الإبداع والانجاز امام الطالب بعكس من يفرض عليه التخصص الذي يرافقه الإحباط والشعور بالفشل.
واكد مساعد رئيس فرع الجامعة الاردنية في العقبة وعميد كلية العلوم البحرية الدكتور احمد ابو هلال اهمية التأني في اختيار التخصص وان تكون الرغبة والقدرة العامل الرئيس عند الاختيار، مشيرا الى دور التوجيه والإرشاد من قبل الجهات ذات العلاقة اضافة الى دور الجامعة في توعية المجتمع المحلي والاستفادة من خبرات الكادر الاكاديمي.
وأوضح ان فرع الجامعة قام في العام الماضي بزيارة عدد من المدارس الثانوية وعقد محاضرات تعريفية حول بعض التخصصات المتوفرة في الجامعة، مبينا ان فرع الجامعة الاردنية في العقبة قام بانتقاء التخصصات الموجودة وفقا لحاجة العقبة والدول المجاورة .
وبين ان الجامعة تشتمل على خمس كليات هي اللغات وكلية الادارة والتمويل ومنها تخصص ادارة الاعمال والمحاسبة وادارة مخاطر التأمين اضافة لكلية العلوم البحرية وهي الاولى من نوعها في الاردن والوحيدة التي تدرس تخصصات البيئة الساحلية والتي تعطي طلبتها مواد في ادارة المناطق الساحلية وتقييم الاثر البيئي ونظم معلومات جغرافية واستشعار عن بعد، مشيرا الى ان غالبية الطلبة لا يعرفون بالضبط هذه التخصصات واهميتها في العقبة والمنطقة اضافة لوجود كلية السياحة والفندقة وكلية نظم وتكنولوجيا المعلومات وغالبية هذه التخصصات توفر فرص عمل متميزة .
وبين دكتور علم الاجتماع في كلية العقبة الجامعية الدكتور فيصل مطالقة ان الحيرة في اختيار التخصص تأتي من باب الرفض الشعبي او المجتمعي لبعض التخصصات رغم انها توفر فرص عمل مثل الفندقة اضافة لتمسك مجتمعنا بتخصصات محددة يفرضها اولياء الامور احيانا بعيدا عن رغبة الطالب وميوله كالطب والهندسة وغيرها من التخصصات العلمية وثقافة العيب التي تركزت بالذهنية الاردنية كالابتعاد عن التخصصات المهنية والهروب منها وإشعار من يلتحق بها بالدونية رغم انها من التخصصات المطلوبة لسوق العمل وتوفر دخلا مرتفعا مقارنة بغيرها من التخصصات اضافة لتدخل الأهل والاكراه احيانا لدراسة تخصص معين او اختيار جامعة بعينها.
واكد ضرورة اختيار التخصص وفق رغبة الطالب وقدرته على الابداع فيه، مشيرا الى ضرورة ان يكون للمدرسة دور في توجيه الطلبة من بداية المرحلة الثانوية العامة بحيث يتوجه الطالب بالاتجاه الذي يحدد مساره مستقبلا اضافة لضرورة توجيه طلبة الثانوية حول التخصصات المتوفرة في الجامعات الاردنية وتوضيح كل منها ومدى توفر فرص العمل في كل تخصص .(بترا)