البخيت لـ"المدينة نيوز": هناك من خرب الاعلام .. وبعض الاقلام خطر على البلد

تم نشره الأربعاء 20 أيّار / مايو 2009 08:57 صباحاً
البخيت لـ"المدينة نيوز": هناك من خرب الاعلام .. وبعض الاقلام خطر على البلد

  الملك ضمانتنا .. وهو الفيصل والحكم على اداء رموز الوطن ومؤسساته

تواصلت مع هنية بعد فوز حماس ... واكتشاف الاسلحة في اربد كان طعنة في الظهر

هناك من خرّب الإعلام الاردني ويعمل على تخريبه وبعض الأقلام التي تنقاد بسهولة تشكّل خطراً على البلد وسمعته

اوباما لن يحل للعرب مشاكلهم دون جهد منهم وسيواجه لوبيات تدافع عن الطرف الاخر .. اسرائيل
 

مبادرة السلام العربية .. واقعية والمستوطنات الاسرائيلية غير شرعية ويجب العمل على وقفها

 

المدينة نيوز - اجرى اللقاء الزميل عمر عبنده رئيس التحرير المسؤول -

.. وأخيراً خرج معروف البخيت عن صمته الذي ناهز الثمانية عشر شهراً.. صمت كان يثير حفيظة محبيه الذين زاملوه وعاشروه عن قرب ويعرفون صفاء سريرته وصدق اخلاصه ... صمت كان يبعث الطمأنينة في نفوس من يخشون كلماته ورباطة جأشه .. فالرجل لديه افكار واسرار  ..
د. معروف البخيت .. رئيس الحكومة الاردنية رقم 90 في تاريخ الاردن ''إمارةً ومملكة'' .. والخامس في عهد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين .. تقلّب في المناصب العسكرية والاكاديمية والسياسية بمهارة وكفاءة فائقتين.
ولد في ماحص في 18/3 من عام 1947 في اسرة مشهود لها بالولاء للقيادة والغيرة على الوطن .. بدأ حياته العملية عام 1964 عندما التحق طالباً في الكلية العسكرية ليتخرّج منها برتبة ملازم ثانٍ عام 1966 ... تدرّج ابن الطبقة الوسطى- كما يصنّفه المراقبون-  في المهام والرتب العسكرية الى ان تقاعد عام 1999 برتبة لواء ركن.
ومن استاذ ونائب لرئيس جامعة مؤتة في جناحها العسكري الى سفير في تركيا لمدة ثلاث سنوات تقريبا انتهت عام 2005 عندما عين سفيرا في تل ابيب وبعد اشهر مديراً بالانابة لمكتب جلالة الملك ونائباً لمدير الامن الوطني .. ثم رئيسا للوزراء في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر عام 2005 ولغاية 22 تشرين الثاني / نوفمبر 2007 .
المدينة نيوز - واسبوعية المدينة التقتا د. البخيت الذي وصفه الملك بانه كان مثالاً يحتذى في حب الوطن والنزاهة والاستقامة ومثالية الجندية في الالتزام والانضباط ..وكان الحوار التالي :
- وصفتم مؤخراً مشروع الاقاليم بانه ذو طابع اصلاحي وتنموي في آن معاً الا انه يحتاج الى التروي والتطبيق التدريجي.. فهل صحيح ان له مخاطر على الكيان الاردني كما حاول ان يروّج البعض? وهل فكرة اللامركزية ستكون البديل الملائم او المناسب?
*  أنا يا سيدي ومن خلال عملي مديراً لمكتب جلالة الملك .. ورئيساً للوزراء وبحكم قربي من جلالته اعرف كيف يفكر ..  جلالة الملك مسكون بهاجس مشاركة الناس في صنع القرار وترتيب واقتراح اولوياتهم التي تعود عليهم بالنفع .. وكان جلالة الملك وعلى الدوام وعند لقائه ممثلي مختلف المناطق في المملكة يدعوهم لكتابة اولويات مناطقهم المشتركة في ورقة على ان تكون ضمن المعقول والمستطاع  .. وكان يرمي جلالته من ذلك حفز الناس على  المشاركة  ..  وللأسف كنت أفاجأ اثناء متابعتي لهذه المجموعات انها لم تستجب باستثناء مجموعة واحدة فقط  .. وعندما قرأت اولويات هذه المجموعة وجدت ان موازنة الدولة لا تغطي نفقات ما طلبوا لانها طلبات غير واقعية ومبالغ فيها الى ابعد الحدود .
واضاف د. البخيت  .. اما مشروع الاقاليم فهو مشروع اصلاحي بامتياز  .. وعندما قرأته في حينه ومع احترامي لواضعيه رئيسا واعضاء فهم من خيرة الناس كفاءة ولكنهم كبشر يخطئون ويصيبون  .. وقد وجدت ان هناك استعجالاً في اعادة تركيبة المجتمع الاردني وخاصة على صعيد الادارة المحلية  .. وكانت وجهة نظري ان نبدأ من المحافظات مع مراعاة اعداد السكان فيها حتى يتولد  لدى الناس  نوع من الشعور بالعدالة على صعيد تمثيلهم  .. اذ لا يعقل ان يكون مجلس اربد من عشرة اشخاص مثل مجلس محافظة الطفيلة وعجلون  .. وطبعا انا ادرك لماذا اختاروا الرقم عشرة  .. ولانه سيكون هناك اقليم وبالتالي توازن في المحافظات في الصوت والتمثيل  .. ولكن وطالما رجعنا الى المحافظات لا بد من اخذ اعداد سكانها بعين الاعتبار  .. على غرار فكرة البلديات  .. فهناك بلديات من 7 اعضاء  .. وهناك بلديات من 30 عضوا . وهكذا .. وسيكون في المحافظات مجالس منتخبة  من صلاحياتها اقرار الاولويات التنموية ومراقبة تنفيذ المشاريع ومحاسبة الاجهزة التنفيذية في المحافظات  .. وهذا سيكسبنا الخبرة والتعلّم شيئاً فشيئاً .. فاذا وجدنا ان هناك مشاريع تنمويه تهم محافظتين فمن الممكن ان يجتمع مجلسا المحافظتين في مجلس تنسيقي يترأسه وزير دولة لشؤون المحافظات ..  وهذا هو اقتراحي  .. بدلا من تعيين مفوضين  .. فاذا وجدنا ان هناك حاجة لثلاث محافظات في بعض المشاريع فيمكن ان تجتمع مجالسها الثلاثة في مجلس تنسيقي ايضا برئاسة وزير الدولة واذا وجدنا ان الفرصة ملائمة  لدمج المجالس في اقليم ندمجها  ..  ومع التجربة قد نجد من الافضل ان ننشئ اقليماً واحداً في الاغوار كلها نظرا للتماثل البيئي  .. ووجود سمة اجتماعية ثقافية مشتركة فالطبيعة المختلفة في بلدنا من منطقة الى منطقة تفرز مع الايام سمة اجتماعية وثقافية مختلفة وبالتالي اولوية مختلفة  .. وعلينا الا ننسى ان عمان وحدها تشكل مشكلة  .. يضاف الى ذلك اشكالية عدم توفر القدرات الفنية والادارية الكافية في المحافظات لان مثل هذه الكفاءات تصب في عمان بسبب الهجرة من الارياف الى المدن  .. ولذلك اسبابه التاريخية الطويلة المعروفة للجميع
اذاً لا بد من التدرج والتروي خاصة ان المحافظة وحدة تنموية وادارية راسخة منذ سنوات طويلة في وجدان المواطن الاردني ولا يحتاج الامر الى تعديلات تشريعية كثيرة  .. بل تعديلات طفيفة  .
وزاد د. البخيت  .. كذلك علي ان اشرح للناس التغيرات المحتملة والمتوقعة عندما أقرر الخوض في مشروعات كبيرة  .. لان مثل هذه التغيرات تكون مدعاة للتخوف والقلق عندهم  .. فانت لو اردت تغيير وظيفتك من مكان الى مكان تجلس وتفكر مليا ومن هنا تأتي اهمية التدرج في التطبيق في مثل هذه القضايا .
وحمدا لله  .. فقد حسم جلالة الملك الامر فجلالته على ما اظن كان يرصد مشاعر وردود افعال الناس وبالتالي انحاز الى رأي الاغلبية.
- من يقرأ كتاب استقالة الحكومة الى جلالة الملك ينتبه الى أناقة المفردات والمعاني التي تضمنتها دون الخوض في الانجازات التي حققتها على مدى سنتين رغم انها قدمت الكثير مما عجزت عنه حكومات اخرى?
* يا سيدي استقالتي كانت استقالة جندي  .. كانت له مهمة فأداها  .. ولا يعقل ان استعرض انجازات حكومتي فانا اعرفها واحفظها وواكبتها  .. انما اترك ذلك للناس  .. فكثير من المشاريع التي نراها اليوم كانت في عهد حكومتي بما فيها المشاريع الاستراتيجية كلها  .. فسكة الحديد  .. جر مياه الديسي  .. حسمناها في وقتها وما يجري من اشكاليات الان هو في كيفية المتابعة  .. سمعنا عن انسحابات لبعض الشركات ولكن القرارات الاستراتيجية الحاسمة تقررت في وقتنا  .. اضافة الى منظومة شبكة الامان الاجتماعي والاسكان الذي استبدل بما يسمى بالسكن الكريم.
 لقد كان لدينا مشروع متكامل للاسكان وباسلوب واقعي اخر يحقق الهدف  .. زد على ذلك التأمين الصحي .. ولكن على ما يبدو ان بعض الناس ينسى انه حدث وقتي فقد تهيأت الفرصة للاردني من سن 65 فما فوق واينما كان للانضمام الى التأمين الصحي .. وفي السنة الثانية خفضنا السن واصبح ابن الستين فما فوق مؤمنا صحيا وقد وصلت نسبة التغطية اليوم الى اكثر من 85 بالمئة.
ويستدرك العين البخيت فيضيف قوله : بالمناسبة كنا نعمل على انشاء هيئة وطنية للتأمين الصحي  .. لقد اعدت الاعتبار للمجلس الصحي العالي بعد ان كان معطلا مدة تسع سنوات  .. وكلّف المجلس  ببحث انشاء هذه الهيئة لتغطية الاردنيين كافة صحيا وكان ذلك سيساعد ابناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة (اللي مثل حالة اهلنا وقرايبنا).
- ما هي حكاية الديسي? وماذا يمكننا ان نقول عن العقبة الاقتصادية الآن?
* الديسي  .. هذا المشروع لا بد ان يُنفذ وعندما طرحناه .. طرحناه بمنتهى الشفافية وعلى الملأ من خلال مختلف وسائل الاعلام وكذلك الامر بالنسبة لسكة الحديد وتوسعة مطار الملكة علياء  ..  حتى اعلان اسم الشركة التي فازت بعطاء الديسي اعلن امام الاعلام..  ولكنني اسمع الان ان شركة سكة الحديد تعرضت لمشكلات مالية بسبب الغلق المالي وهناك لجنة تحكيم بينها وبين الحكومة لانها كما علمت رفعت دعوى على الحكومة وهناك اخبار لست متأكدا منها تقول ان المستوى الاول اي لجنة التحكيم ستغرّم الحكومة وتطالبها بمصاريف الشركة في الدراسات الاولية التي اجرتها وتقديم العطاءات  .. وسمعت ايضا ان الشركة الثانية قد انسحبت لانها لم تتمكن من الاغلاق المالي  .. وربنا يستر فكل ما نريده هو تنفيذ هذا المشروع .
اما العقبة الاقتصادية فهي قصة نجاح وحققت نقلة نوعية ..
وفيها مشروعات طموحة واستقطبت استثمارات كبيرة وعديدة  .. والعقبة اليوم غيرها عقبة زمان  .. الا ان اي مشروعات كبرى تؤثر سلبا عادة على بعض الناس كما حدث مع اهل حي الشلالة وهو من الاحياء الفقيرة  .. فاخذوا يشوشون ويتساءلون ماذا استفادوا من العقبة  .. ! لكن احيانا ليس بالضرورة ان تكون الفائدة لاناس بعينهم  .. وانما يكفي ان تكون الفائدة للوطن برمته  .. وحسب ما اقرأ واسمع واتابع فان العقبة الاقتصادية  .. تقيم مشروعات وخدمات عديدة للمجتمع المحلي كالمنح  الدراسية والالوية في التوظيف والتشغيل  ..
- ما هي حكاية كازينو البحر الميت .. وهل صحيح ان الاردن كاد ان يدفع مليار دينار كتعويض للمستثمر محمد رشيد (خالد سلام) مستشار عرفات الاقتصادي السابق , وهل صحيح ان الغاء الصفقة اضطر الحكومة اللاحقة الى تقديم 150 دونما للمستثمر لاقامة مشروعات سياحية بدلاً من الكازينو?
* أولا, لا بدّ أنك,كإعلامي , لمست ما لمسه المتابع العادي , بأن هدف إثارة هذه القضيّة , كان واضحاً , باتجاه الاساءة لسمعة الحكومة السابقة, والتشويش على حجم منجزاتها , ونوعيها. وقد تمت الاشارة,اما تصريحا او تلميحا , بان الحكومة السابقة وافقت على الاتفاقية والحكومة التالية الغتها .. وهذا ليس صحيحا بالمرة, وتوضيحه لا يحمل اساءة لأحد , اما الصحيح ,  وما هو ثابت في الوثائق والتواريخ والمعطيات كافة; ان الحكومة السابقة هي نفسها التي اوقفت العمل بالاتفاقية , وبعد فترة وجيزة جدا على توقيعها .
لقد سمعت ان رئيس الوزراء السيد نادر الذهبي تحدّث عن هذه الحقيقة, وكذلك بعض وزرائه .. ولكن , في الغرف المغلقة, بينما كانت التقارير تتسرّب , ومن مصادر أخرى, الى ايدي بعض الصحافيين بغير ذلك . وبالرغم من ان رئيس الوزراء , نفى على الملأ ان تكون هناك أيّة شبهة فساد في القضية .. لكن , كما هو واضح فان الهدف, لدى ''آخرين'' ; كان التشويش والتشويه.. وربما : اغتيال الشخصية!
والقصة الحقيقية, والمغيّب الجزء الاهم منها, وباختصار شديد, تمثلت بقيام مجموعة من الجهات بالتقدّم بطلب اقامة مشاريع سياحية تتضمن فنادق ومنشآت سياحية ومرافق أخرى, ومن ضمن ذلك كله كان عنصر الكازينو .. وعندما نظر مجلس الوزراء في الطلب , وقد استطاع الوزير المعني ان يقنع زملاءه, من خلال التأكيد على حقيقة ان هذا العنصر (اي الكازينو) هو لغير الاردنيين, بمعنى انه لن يكون مسموحا لأي اردني بدخوله , وانه سيرفد خزينة الدولة بحوالي 100 مليون دينار سنويا; فضلا عن مردوداته غير المباشرة من حيث اطالة أمد اقامة بعض السائحين للمملكة, من هنا وافق مجلس الوزراء على تفويض وزير السياحة باجراء المباحثات مع الفريق الثاني وتوقيع الاتفاقية.. وبالمناسبة, فقد عززت هذا الاتجاه حقيقة انه تاريخيا كان هناك كازينوهات في الاردن.
فيما بعد, وبوقت قصير , عاد مجلس الوزراء نفسه, وقرر اعادة النظر في الموضوع ووقف العمل بالمشروع , لاسباب اخرى عديدة.
وفيما يخص الاسماء التي ذكرتها , اؤكد لك انني لم اقابل احدا منهم, ولا اعرف مدى دقة اي اسماء يتم تداولها, لسبب بسيط وهو ان المجلس تعامل مع اسماء شركات وليس مع اسماء افراد .
أما ما اثير من تسريبات او احاديث حول الغرامات والارقام المالية الضخمة, فهو كله غير صحيح ابدا, وانما يهدف الى تأكيد الاساءة للحكومة السابقة,وكما قلت ; لا يوجد هناك أسرار, وهناك مختصون وخبراء ووثائق يمكن العودة لهم, وتمحيص المسألة .. القصة كلها كانت مفتعلة تقوم على اجتزاء الحقائق وتشويهها, لاهداف دعائية وعلى حساب سمعة الحكومة السابقة , ومن خلال توظيف بعض الاقلام للاسف !
- تناقلت الصحافة ذات يوم انكم في احدى جلسات مجلس الوزراء اتهمتم بعض الوزراء بتسريب اخبار للصحافة .. واقسمت انك تستمع لمكالمات هاتفية بين عدد من الوزراء وبعض الصحفيين وانهم يتحدثون عن امور تخص مجلس الوزراء ,فهل هذا الزعم صحيح .. وهل فعلا يتعمد بعض الوزراء التخريب او تسريب الاخبار والمعلومات ?
* يا أخي لم يعد هناك اسرار فكل حكومة لها اعداء واناس يحاولون المشاغبة عليها واستهدافها سواء من بعض الوزراء او ومن بعض اصحاب مراكز القرار الذين يدخلون في تنافس مع الحكومة وباعتقادي الشخصي ان مثل هذا التنافس يجب ان يكون ايجابيا وليس هناك ما يمنع ان يكون التنافس لكسب تعاطف وتفهم جلالة الملك تجاه اي قضية  .. ولكن التنافس الذي ارحب به في كل الاحوال هو الذي يكون على القضايا التي تنفع الوطن وتخدمه  .. اما اذا كان التنافس لترويج او افتعال شائعات لتحقيق اغراض شخصية فهذا هو العيب بعينه  .. وقد كنت اترفع عن الخوض في مثل ذلك واترفع عن الدخول في مهاترات  .. لقد جندوا بعض الاقلام والصحفيين لنهش الحكومة وانت تعرف وغيرك يعرف انني لم اتحدث طول السنتين من عمر الحكومة الا مع ثلاثة صحفيين اثنان للتعزية والثالث للاطمئنان عليه من حادث سير  .. لم يسجل عليّ انني طلبت من احد ان يكتب باتجاه معين او ان يمتنع عن الكتابة بل كان الجميع يكتبون عن الحكومة وبمطلق الحرية ما يشاؤون  .. لكن, هذا يعني ان أطرافا أخرى, وفي اكثر من موقع , كانت تتصل بالصحافيين لغايات عديدة, اما للتشويش على أداء الحكومة, او لممارسة الضغط باتجاه قرارات ومصالح اخرى, أو .. لحساب الصالونات الاستيزارية (ولا اقول السياسية) ,والتي تعرفونها جيدا.
بالنسبة للوزراء ; لا بد من التفريق بين علاقات بعض الوزراء مع صحافيين او كتاب, بدأت وامتدت قبل دخولهم الوزارة واثناءها. واستفاد منها الصحافيون والوزراء, بشكل أو بآخر .. وهذه العلاقة يمكن فهمها, بحكم ان الوزير بالاساس شخصية عامة ,ولا يمكن قطعه عن سياق علاقاته , وبما لا يشكل افشاء لاسرار الدولة او خصوصية بعض القضايا او حتى المداولات داخل مجلس الوزراء .. اما الحالة الثانية, والتي لا يمكن تبريرها ,فهي في قيام بعض الوزراء بالتسريب للصحافيين للتشويش او الاساءة الى زملائهم الوزراء, او الى المجلس كاملا . وبالمناسبة , فليس كل ما كان يُسرّب صحيحا. وفي احيان كانت مصداقية الصحافي تقع ضحية لعلاقة غير سليمة.
أرجو ان اؤكد, هنا, أنني سعيت لتوفير كل الضمانات التشريعية والعملية, لخدمة قطاع الاعلام الذي يريده جلالة سيدنا وكيلا للمجتمع, وسلطة رابعة حقيقية, وشريكا في المسؤولية. وأي تحفظ لي, انما كان لحماية طبيعة العلاقة والمسافات اللازمة بين اطرافها ,حتى لا يتحول احدها ادارة بيد الآخر.
- وهل فعلا دولة الرئيس كنت تتنصت على مثل هذه المكالمات..?
* ضحك وضحك وقال  .. طبعا لا لان هذه ليست مهمتي  .. ولا يعقل ان اكون راصدا لمثل هذه الامور  .. ولكن هذا لا يمنع انني كنت اعرف الكثير من التفاصيل والحيثيات .
- ذات يوم وعلى خلفية تشكيك حركة الاخوان المسلمين (وحزب جبهة العمل الاسلامي)في نزاهة الانتخابات البلدية حذرتم الحركة بانها تتبع مساراً غير وطني وتأمرياً وانتهازياً .. وانها تسعى لتفجير العملية الانتخابية لدرجة ان البعض فسّر هذه العبارة بمثابة التلويح بحل الحركة .. وبشكل عام يمكن القول ان الود بينكم وبين الحركة كان مفقوداً?
* ''الاخوان المسلمين'' يا أخي تنظيم اردني  .. وجزء من نسيجنا الوطني  .. وفيهم من ا لشخصيات التي اكن لها التقدير والاحترام ولي علاقات ودية معها  .. لكن عليك ان تتذكر الظروف التي رافقت الفترة التي كنت رئيسا للوزراء فيها  .. وابتداء من فوز حركة حماس بالانتخابات الفلسطينية حيث انتعشت امال بعض من رموز جماعة الاخوان المسلمين في الاردن وبدأوا بمحاولة اسقاط التجربة وتخيّل ان تجربة حماس في فلسطين ممكن ان تحصل في الاردن ولعلك تتذكر تصريحات احد قياديي الاخوان المسلمين التي قال فيها بانهم جاهزون لاستلام السلطة  فقلنا له  .. سلطة بأي معنى تقصد  .. فاذا اردتم تشكيل حكومة في الاردن فأهلا وسهلا ولكن عليكم اولا ان تفوزوا باغلبية المقاعد البرلمانية  .. وذكرتهم بحجمهم وانهم يتّبعون تكتيكات تستقطب تعاطف الناس في الشارع..
واضاف د. البخيت .. هذا هو اسلوبهم .. نهج رافض يتماشى احيانا مع الغوغائية  .. وللعلم فقد اتصلت بعد فوز حماس بالسيد اسماعيل هنية وباركت له وكان بيننا اتصالات لكن اكتشاف الاسلحة المخبأة في منطقة اربد كان بمثابة الصدمة لي وشعرت ان هناك من يريد ان يطعنني من الخلف بينما امد يدي للمصافحة  .. وكان زيارة محمود الزهار لعمان على بعد ايام  .. للاسف لقد مارسوا باطنية .
- لقد قيل يا سيدي ان هذه الاسلحة كانت معدّة  للتهريب الى الاراضي الفلسطينية وليس لاستخدامها داخل الاردن?
* لا سيدي  .. لقد كانت مخبأة بطريقة تحفظها لمدد طويلة تحت الارض ونحن كعسكريين نفهم ونعرف مثل هذه الاساليب فالاسلحة المعدة للتهريب لا تخزّن بهذه الطريقة .. وتكون مثل سلاحك الشخصي الذي لا يحتاج الا الى عناية عادية  .. كل هذه الامور زادت في توتير العلاقة مع الاخوان المسلمين  .. ولا اغفل هنا ما جرى من تشويش على الانتخابات البلدية وكنت اعلم ان هناك توجهاً لتفجير الانتخابات  .. التي انسحبوا منها حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر رغم ان بعض مرشحيهم نال اعداداً هائلة من الاصوات وكان من الممكن ان ينجحوا لو استمروا  .. بل ان اثنين منهم نجحا لانهما رفضا الانسحاب كما ان ثالثا نجح رغم انسحابه  .. وفازوا ببلديتين  .. ولكن ما استفزني هو تعريضهم بالقوات المسلحة  .. ومن هنا جاءت تصريحاتي لوكالة الانباء الاردنية .
- هل صحيح انك كنت عازما على حل الحركة ?
* لا  .. كنت فقط اذكرهم بانهم جمعية واقول لهم ان حزب جبهة العمل تابع لهم واذكرهم باصلهم كجمعية بقيت منذ عام 1946 الى ان غيروا اسمها مطلع الخمسينات الى جماعة .. بعد ذلك هدأوا   .. فتهيأ المجال للعودة للحديث معهم وكما قلت لا شك ان فيهم عناصر خيّرة كثيرة  .. ولكن للاسف فيهم أيضا عناصر متشددة .
- تحدث الكثيرون عن خلافات واشكاليات في العلاقة بين رئاسة الديوان الملكي والحكومة من جهة .. والعلاقة بين دائرة المخابرات العامة والحكومة من جهة ثانية .. ماذا تقول دولتكم في هذا الشأن ?
* أنا اميّز دائما بين الاختلاف والخلاف . ما كان يجري أحياناً هو اختلاف في الرؤى والتصورات والاختلاف في الرأي أمر مشروع وطبيعي  .. وكان اختلافي دائما اختلاف مواقف لا علاقة له بالاشخاص  .. وعندما كنت اختلف معهم على قضية كان ذلك يكون علنا وعلى الطاولة واقول رأيي بصراحة بانني لا اوافق على هذا الامر او الطرح او اوافق على امر وطرح اخرين وكان رأيي دائما مسببا  .. وبالتالي كنت ارحب  بالتنافس والاختلاف اذا كان يصب في  الصالح العام .
كنا نختلف كثيرا ومرات عديدة مع رئاسة الديوان الملكي ومع دائرة المخابرات العامة, ولكننا كنا حريصين دائما على روح الفريق الواحد , وعلى أن يكون الاختلاف ضمن الاطار الايجابي والمقبول.
- هل كانت خلافاتكم شخصية ?
* في البداية لم يكن الاختلاف شخصيا وانما على مواقف وقضايا معينة لكن الاخرين كانوا يأخذونها على انها شخصية وهذا امر غير مقبول عندي وفي كل الاحوال الامر متروك للتاريخ ولمن يتابعه .
 .. انظر الى تلك الشخصيات ماذا جرى بينها فيما بعد  .. فبعدما كانوا ينسقون مع بعضهم (اختلفوا بشدّة ) ! واعتقد ان جلالة الملك كان هو الفيصل وهو الحكم على اداء هذه المؤسسات وهؤلاء الاشخاص .
وارجو ان اؤكد انني على الصعيد الشخصي أكن لهذه الشخصيات كل احترام ومودة .
وكل من يعرفني يعلم جيدا انني في حياتي لم أخض مع الناس في قضايا شخصية .
- هل تعتقد ان قضية تلوث المياه في المفرق (المنشية) الذي ذهب ضحيتها وزيرا الصحة والمياه والري آنذاك بالاستقالة وكذلك الطعن بنزاهة الحكومة في الانتخابات البلدية كانت فخا نصب للاطاحة بالحكومة او الاساءة اليها?
* اولا من المهم ان يعلم الجميع ان موضوع منشية المفرق تم المبالغة فيه جدا جدا  .. ولا يوجد ادنى شك عندي بانه لم يكن هناك ايد معينة كانت تعمل على تضخيمه  ..
ولعلك كمتابع تذكر انه والحمد لله لم يتوفَ اي مواطن جراء تلوث مياه منشية بني حسن وانما كان الاعلام والتقارير تبالغ فذكرت ارقاما لمواطنين اصيبوا باسهال وارقاما راجعت المستشفى وارقاما خرجت منها  ..
- اذا ما دام الامر بهذه الصورة البسيطة  .. لِمَ استقال وزيرا الصحة والمياه?
* الوزيران مميزان في ادائهما وعملها وكانا من جماعة الميدان وقد امتدحت اداءهما وجهودهما  .. لكننا اردنا تقديم نموذج من المسؤولية الادبية فالكل يعرف انه ليس من مسؤولية وزير المياه مثلا تفقد المواسير في الشوارع وبين المدن والقرى لان ذلك من مهام فرق الفنيين والاداريين والمختصين  .. لكنني اردت تأسيس ثقافة جديدة لم تعهدها الحكومات في الاردن ألا وهي المسؤولية الادبية للوزير ومع ذلك شكلنا هيئة تحقيق وتم اتخاذ الاجراءات المناسبة بحق المقصرين من الكوادر المعينة .
- هل هذا يعني ان الوزيرين كانا ضحية لهذه المسؤولية الادبية?
* لا  .. لكنهما وبشهامة الفارس ادركا انه يجب ان يستقيلا وفهما هذا المعنى من خلال احاديثي معهما وخاصة انني قلت ذات مرة انه اذا انتشر التلوث الى مناطق اخرى فسأقدم استقالتي فالتقطا الاشارة وقدما استقالتيهما .
- اخذ البعض على حكومتكم انها تلكأت كثيرا في رفع الاسعار وخاصة المشتقات النفطية رغم انها ضرورة ملحة .. وربما ما قامت به حكومة المهندس الذهبي من اجراءات لاحقة لاقت قبولا ورضا عند الناس , فهل انتقاد البعض لحكومتكم كان في محله?
* كانت فكرة رفع الاسعار واردة  .. لكن توقيتها كان غير مناسب فالعام الدراسي الجديد كان قد بدأ ورمضان على الابواب  .. وشبكة الامان الاجتماعي التي يجري تنفيذها الان - ما عدا السكن - لم تكن مكتملة ولو بقيت في الحكومة لرفعت الاسعار , ولكن نائب الرئيس وزير المالية ومجموعة معه كانوا يرغبون ويضغطون للرفع بنسب كبيرة لكن كما قلت كنت ارى ان التوقيت غير مناسب ولا بد من انجاز شبكة الامان الاجتماعي وتقديمها للناس  .. وكانت وجهة نظري تدعو للانتظار فترة حتى نهيئ الناس ثم نعوّم الاسعار  .. الا ان نائب الرئيس وبموجب موقعه ومسؤوليته عن سلامة الموازنة العامة, كان مصرّاً.
وهنا,  اود ان اقول ان نائب الرئيس كانت لديه شجاعة ادبية وقد دافع عن رأيه الى اخر لحظة وكان رايه صحيحا ودقيقا واقتصاديا  .. لكن البعد الاجتماعي كان في الدرجة الثانية. وهذا مفهوم .. ويجوز ان كل  ما قاله كان صحيحا  .. ولكن الامور ليست دائما تحكم بالارقام  ..


- هل خيّركم بين رأيه والاستقالة ? ام استقال فجأة ?
* في الحقيقة جالسته على مدى يومين وناقشته بالموضوع لكن جلالة الملك حسم الموضوع عندما اتضح لجلالته ان الامر لم يكتمل فانتصر جلالته لمنطقنا فرفض رفع الاسعار قبل اكتمال شبكة الامان الاجتماعي وتقديمها للناس.
- هل هذا يعني ان ذلك ما دفعه للاستقالة ?
* لا  .. واعتقد ان قراره كان فرديا وهذه شجاعة ادبية .
- ما حكاية تجاوزات تسويات الاراضي في بعض مناطق المملكة والتي وعدتم في جلسة مجلس الوزراء في الزرقاء بحلها ولو على حساب التضحية بالحكومة ? واحالة المتورطين الى القضاء ? فهل تم ذلك وهل احيل أحد الى القضاء بتهمة الفساد ?
* الحقيقة هناك مجموعة من الناس في بعض مناطق المملكة يبيعون بحجج واوراق خارجية اراضي اميرية للناس بالاحتيال والنصب  وكنت اشير في كلامي الى هؤلاء  .. فهناك اعتداءات على اراضي سلطة وادي الاردن في الشونة واليرموك وقد عملت بحزم على وقف هذه التجاوزات لان هيبة الدولة في غاية الاهمية .
- لماذا لم تتابعوا هذه القضية ?
* ربما بسبب ضيق الوقت .. وأنت تذكر طبيعة تلك المرحلة, وازدحام الواجبات والاولويات فيها, وماشهدته من صعوبات عديدة.
- الدور الكبير الذي قام به جلالة الملك في اقناع الادارة الاميركية في السعي لتحقيق فكرة حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية والموقف الايجابي للرئيس اوباما من هذه المسألة .. لا شك يُنبئان بتحول لافت للادارة الاميركية .. فهل تعتقدون ان ذلك الموقف سيتواصل ام انه سيخضع للضغوط الاسرائيلية والصهيونية في نهاية المطاف ?
* لا شك ان زيارة جلالة الملك كانت مفصلية وضرورية وكان توقيتها مهما سيما ان جلالته كان يتحدث باسم جميع الدول العربية  .. وبتقديري ان اداء جلالته كان مقنعا وكان خطابه قويا واضحا وكذلك كانت حجته واسلوبه في الطرح  وكان الملك اول رئيس عربي يتحدث مع الادارة الاميركية بهذا الوضوح ويبدو ان ادارة الرئيس اوباما اصبحت متعاطفة او لديها نوايا طيبة تجاه القضية  .. ولكن علينا ان نتذكر وان لا نتوقع الكثير فالرئيس اوباما لن يحل للعرب مشاكلهم وهم جالسون ولسواد عيونهم ودون جهد منهم خاصة انه سيواجه لوبيات ومصالح تدافع عن الطرف الاخر اسرائيل.
اما ما قام به جلالة الملك فشيء عظيم عندما وضع اولوية السلام والقضية الفلسطينية مرة اخرى في المقدمة بينما كان تركيز اسرائيل والقوى المساندة لها في الكونغرس واللوبيات في الايباك وقوى الضغط الأخرى على ايران بحجة عدم وجود شريك فلسطيني للتفاوض معه  .. الا ان جلالته اعاد هذا الملف ووضعه على الطاولة كاولوية امام الادارة الاميركية واقنع اوباما بطريقة ذكية وعلمية ان حل مشكلة الشرق الاوسط هو مفتاح الحل للقضايا كافة بما فيها ايران لانه اذا حلت القضية الفلسطينية حلا عادلا ومرضيا فانك تسحب الاوراق وتمنع ايران من التدخل في عملية السلام والسعي لامتلاك السلاح النووي.
ايضا حل القضية من الممكن ان يؤدي الى ربط الملف النووي الايراني مع الملف النووي الاسرائيلي لجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي.
واضاف قوله :
ولكن ما قدمه جلالة الملك من جهد على هذا الصعيد يتطلب جهدا عربيا متواصلا فالاسرائيليون لن يسكتوا فلديهم في اميركا مراكز ووسائل اعلام مستعدة لتقديم خيارات عديدة للادارة الاميركية قد تشوش الرئيس اوباما  .. رغم ان المعطيات حتى الان تشير الى  ان الجهد العربي ما زال متماسكا على الساحة الاميركية والاوروبية وان هناك قناعة لدى هذه الاطراف على اقامة الدولة الفلسطينية  .. وهو هدف ومصلحة وطنية اردنية عليا.
- هل تعتقد ان مبادرة السلام العربية ما زالت صالحة كأرضية لحل الصراع العربي الاسرائيلي?
- مبادرة السلام العربية هي اطار مبادئ لكيفية حل قضية الشرق الاوسط وحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام الدائم في المنطقة ولاول مرة يقدم العرب مبادرة واقعية خاطبت وعالجت اهتمامات اسرائيل الامنية وكان من الخطأ الحديث عن سحبها في قمة غزة في الدوحة والسبب اننا في مواجهة حكومة اسرائيلية يمينية وادارة اميركية معتدلة  .. فكيف ابادر بسحبها  .. وماذا ساقدّم للادارة الاميركية بديلا عنها خاصة ان البديل العسكري غائب وال 22 دولة عربية مقتنعة ان  خيار السلام هو خيار استراتيجي  لذلك كان لا بد من ابقائها والحديث عنها .
ويبدو ان الادارة الاميركية متحمّسة لها  .. فقد وصفها اوباما مرة بان فيها عناصر بناءة  .. ومرة اخرى قال بناءة جدا وهذا يدل على قناعة فيها وهنا يتساءل المرء مع كل ذلك  .. ماذا تريد اسرائيل اكثر من ذلك ?
ففي بند اللاجئين نصّ على (حل يتفق عليه ) بمعنى ان اسرائيل لها فيتو في هذه المسألة ومتفق عليه تعني من جميع الاطراف واستنادا الى قرار الامم المتحدة 194 .
نحن في الاردن يهمنا تأسيس هذا الحق اكثر من التنفيذ الذي يمكن ان يستغرق زمنا طويلا وقد يكون هناك فلسطينيون لا يرغبون في العودة لكننا في الاردن اسسنا هذا الحق بمعنى ان لك الحق في العودة  .. الا انه يظل من الممكن ان هناك اناس من اللاجئين الذين شاركونا في رحلة الحياة منذ حوالي 61 سنة لا يريدون العودة فيكون هذا قرارهم  .. ومن المهم ان نذكّر هنا بان قرار الوحدة بين الضفتين كان مشروطاً   بالمحافظة على الحق التاريخي للفلسطينيين في فلسطين وهذا الحق بطبيعة الحال هو حق العودة وفي حال اصبحت الظروف مهيأة لذلك , ساعتها نقول للاجئ  .. هذا حقك تفضل ان رغبت فمارسه  ويجب ان لا ننسى ان ثلث الاردنيين من اللاجئين والفئات الاخرى سيظلون يشعرون بالغبن طول العمر وسيصعب عليهم الاندماج في البوتقة الاردنية مستقبلا اذا الغي حق العودة بالنسبة لهم , لكن اذا اتيح هذا الحق فاعتقد ان اللاجئ حتى وان لم يمارسه وفضل البقاء هنا فان الامر بالنسبة له يصبح شخصيا وهو صاحب قراره.
وزاد د. معروف ايضاحا .. لو تساءلنا ما هو الفرق بين الاردني من اصل  شامي او شركسي, كلهم اردنيون .. وشركاء في النسيج والمستقبل, أما الاردني من اصل فلسطيني  فالمسألة مختلفة لانها سياسية فهو مواطن اردني بكل معنى الكلمة, ولكنه ايضا يشعر بالظلم فستبقى قضيته حية وعلينا في الاردن ان نتحمل هذه التناقضات وثنائية الاردنية الفلسطينية حتى تقام الدولة الفلسطينية المستقلة .
- ماذا عن حكومة نتنياهو .. واستفزازات ليبرلمان .. والخطة الاسرائيلية بتغيير ملامح القدس وتطويقها بالمستعمرات ?
* المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ومنها القدس غير شرعية ويجب العمل على وقفها  .. واذا كان العالم كله والشرعية الدولية غير قادرة على ايقاف الاستيطان فهذه هي المصيبة , وهي حافز للعرب للمزيد من العمل والجهد والتأثير.
اميركا ممثلة بمبعوثها للشرق الاوسط جورج ميتشل طلب من اسرائيل صراحة وقف الاستيطان وهو رجل محترم متوازن والاميركيون كانوا على الدوام ولغاية 1991 يصوتون ضد الاستيطان لكنهم توقفوا بعد ذلك التاريخ بعد بدء مؤتمر مدريد كي لا يستفزون اسرائيل واعتقد انه اذا كان هناك حل للقضية الفلسطينية فيجب ازالة المستوطنات  .. ولكن قد يقبل الفلسطينيون تعديل الحدود بحيث يأخذون اراضي من نفس النوعية والمساحة بدل الاراضي التي عليها كثافة استيطانية .
- هل دولتكم متفائل بان الدولة الفلسطينية ستصبح حقيقة على ارض الواقع?
* انا متفائل بانه يوما ما ستقام الدولة الفلسطينية  .. ولكن المسألة كصراع العض على الاصابع فمن ذا الذي سيتألم او سيتعب اولا ?
ولكن اود ان اذكر بأسف وألم موضوع الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني فعدم الاتفاق بين فتح وحماس يضيّع العنوان الفلسطيني وسيتبجح نتنياهو للادارة الاميركية  بانه لا يوجد شريك فلسطيني فمع من اتفاوض? بينما في حقيقة الامر سيكون نتنياهو مشكلة عند الاميركان لانه لا يوجد شريك اسرائيلي في عملية السلام وهذا هو الأهم .
- هل تعتقد ان تعاظم الدور الايراني في المنطقة سيكون مريحا للعرب .. وهل تعتقد ان ذلك سيؤدي الى احياء (محاذير) فكرة الهلال الشيعي من جديد?
- في المنطقة ثلاث دولة اقليمية اثنتان تحيطان في الوطن العربي هما ايران وتركيا والثالثة في قلبه هي اسرائيل  .. وادوار هذه الدول تتعاظم بينما النظام العربي بمرحلة شلل بيّن .
وقد سمحت اخطاء أميركا في العراق بتمدد ايران التي تعلن انها ضد عملية السلام  .. والفرق بين اسرائيل من جهة وايران وتركيا من جهة اخرى ان الاخيرتين قادرتان على الوصول الى الشعب العربي ومخاطبته مباشرة ولأسباب عديدة بينما اسرائيل لا تستطيع ذلك وتقفز عن رأس الانظمة العربية الى اميركا .
ان تمدد ايران له علاقة بالمنظومة العربية والامن العربي كله الذي يعاني كما اسلفت من الشلل  .. وفي ضوء ذلك وعلى الخلفية التاريخية التي تربط ايران وتركيا في الوطن العربي فانهما تتنافسان بحثا عن ادوار في المنطقة لكن ظهرت لهما اسرائيل كقوة اقليمية .. وعلينا كعرب الا ننسى ان هذه الدول الثلاث من اقوى دول المنطقة عسكريا واقتصاديا  .. فمعدل دخل الفرد فيها اعلى من دخل الفرد في الدول العربية كافة باستثناءات محدودة عند بعض الدول النفطية  .. يضاف الى ذلك ان اسرائيل دولة نووية وايران في الطريق الى ذلك كما يقال  .. وتركيا ستسعى الى ذلك لانها لن تسكت عن امتلاك ايران لهذا السلاح .. وكذلك لن يعقل ان دولة عريقة مثل مصر 80 مليونا لن تسعى لان تكون دولة نووية  .. وهذا يعني انه سيكون هناك سباق تسلح في المنطقة.
- لكن ما السر في دفء وتقدم العلاقة بين ايران وبعض الدول العربية مثل سلطنة عمان وقطر وسورية?
* يا سيدي هي علاقات تاريخية وطبيعية وعلى الدوام تقوم علاقات ودية بين الدول المتجاورة  .. وعلينا ان نتذكر ان في هذه الدول وخاصة المجاورة لايران مواطنين من اصول ايرانية وجاليات ايرانية وقد ساعد ذلك على تعزيز العلاقات وايران  .. ولكن اذكر انه لو كان النظام العربي قويا ومنظومة الامن القومي العربي قوية لما كان هناك حاجة عند هذه الدول للتحدث مع ايران  .. وعموما كل الدول تبحث عن مصالحها .
ودعني اقول لك شيئا  .. وهو ان ايران وتركيا دولتان اصيلتان في المنطقة وستظلان احتياطيا استراتيجيا للعالم العربي وعلينا كعرب خلق نوع من التفاهم والعلاقة معهما  .. ولن نصل الى ذلك ما لم نكن اقوياء وما لم نتحدث بلسان واحد.
- كيف ترى صورة الاردن الآن ?
* جلالة الملك هو ضمانتنا دائما  .. وحتى لو حدث اخطاء او تعثرنا هنا او هناك فهذا لن يعيقنا.. انظر الى العقد الاخير  .. لوجدت ان مشاكل متتابعة كانت تطفو على السطح  .. فعام 2001 هجمات نيويورك 11 ايلول وعام 2002 العدوان على جنين و 2003 الحرب على العراق و 2005 تفجيرات الفنادق و 2006 العدوان على لبنان  .. ناهيك عن القضايا الداخلية  .. فكان الله في عون جلالة الملك .
ولكن رغم كل ذلك نجح الاردن في الحفاظ على اتجاه البوصلة  .. اسمعوا ما يقوله الناس عن الاردن عندما يزورونه او من الناس الذين يغيبون عنه عدة سنوات ثم يعودون  .. انهم يتفاجأون بالتقدم الذي يحققه سنة بعد سنة لكننا ولاننا نعيش فيه لا نلحظ ذلك  .. ولا ننسى اننا أحيانا نبالغ بالتذمّر ونحب الكمال .
- ماذا يقول دولة الرئيس عن اعلامنا الاردني?
* بشكل عام يحرز تقدما  .. ولكن هناك من (خرّبه) ويعمل على تخريبه  .. ان بعض الاقلام التي تنقاد بسهولة خطر على البلد وسمعته  .. لقد مررنا في العام الماضي بتجربة غير مريحة  .. عندما قسموا الاعلام ووتروا المجتمع وكل ذلك تم بتأثيرات خارجية عن الاعلام انت تعرفها اكثر مني  .. واظهروا قدرا كبيرا من عدم المسؤولية ودار تراشق وسباب وتبادل للكلمات البذيئة مما اثر على صورة الاعلام عند الجميع .
ولكن يظل هناك اقلام نظيفة وشريفة وجريئة ومستقلة ومهنية وشجاعة نفخر بها  .. اننا نرفض ان يكون هناك اقلام تكتب باسم فلان او علان ليستتروا وراءها .. وان الاسماء التي سميتها لك لا تعلنها وانما هي لمعلوماتك وبامكانك ان تسأل هؤلاء من كان يمرر ويورد لهم المعلومات او من كان يكتبها لهم ?
- هل من شيء يرغب دولة الرئيس بالحديث عنه غير القضية التي طلب دولته تأجيل امرها ?
* مرحلياً لا .. ولكن هناك موضوعات عديدة قد يأتي الوقت المناسب للحديث عنها .
- اشكرك دولة الرئيس باسم مجموعة البداد للاعلام والاتصالات واسرة المدينة الاخبارية وجريدة المدينة الاسبوعية  على هذا اللقاء.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات