مأمون ابو نوار يوضح لقراء المدينة نيوز كيف تم قطع الانترنت عن سوريا وما آثار ذلك على الثوار والثورة ( فيديو )

المدينة نيوز - خاص - مأمون أبو نوار - : يبدو ان وزير الاعلام السوري لم ينجح في محاولته لتضليل العالم عندما اتهم " الارهابيين " بقطع كوابل الانترنت وبعض مواقع الاتصالات الأرضية والخلوية في سوريا ، فلقد اكدت الشركتان الأميركيتان ( Akamai Tech In ) إكاماي وشركة ( Rene sys Inc ري نسيس ) المختصتان في مراقبة حركة مسارات الشبكة ومتابعة انقطاعات الانترنت عن الشبكة العالمية : بأنه ومن خلال متابعتهما لسوريا - فقد تم انقطاع الانترنت خلال ثلاث دقائق ، وبذلك انفصلت سوريا عن العالم والشبكة العنكبوتية ، وان 84 شبكة بسوريا لا تعمل منذ الخميس الساعة 12.26 بتوقيت دمشق .

إن الاحتمال ضئيل جدا في ان يتم قطع اربعة كوابل رئيسية في نفس الوقت وهي الكوابل الموجودة في اماكن مختلفة من البلاد ، وأعتقد أن الاحتمال الارجح هو ان النظام وشركة الاتصالات السورية المزود الوحيد لهذه الخدمة وكما تفيد الشركتان الامريكيتان هو - النظام - من قام بهذا الفعل من خلال اجهزته حيث قام بسحب الوصلات الخاصة بهذه الخدمة.

إن الانقطاع الذى حدث في سوريا يشبه تماما ما قامت به مصر ولمدة خمسة ايام من قطع الانترنت في بدايات الازمة ، والسؤال هنا : لماذا تأخر النظام السوري في قطع الانترنت بعد عشرين شهرا من الثورة ؟؟ ..

الاحتمال الارجح ان الشبكة كانت احدى وسائل النظام لمتابعة مواقع الثوار وفى بعض الاحيان تزويدهم بمعلومات خاطئة لتشتيت الجهد وافشال مخططاتهم بشكل عام واستدراجاهم لاماكن قتل.

ولا يغيب عن بال المراقب الحصيف أن النظام يسيطر على شبكة الاتصالات المحورية ، حيث يتم استخدامها من قبل المدنيين اضافة الى الاستخدامات العسكرية ومع ذلك ، فإن النظام لن يتأثر بقطع هذه الاتصالات كثيرا كونه يمتلك شبكات ومحطات وكوابل خاصة به اضافة الى الاتصالات اللاسلكية وبذلك فإن عملياته العسكرية لن تتأثر .

وبالمقابل ، فإن انقطاع الاتصالات والانترنت سيؤثر على الثوار من ناحية القيادة والسيطرة وعمليات التنسيق والتواصل مع بعضهم البعض اضافة انها كانت وسيلة لاطلاع العالم عما يحدث في سوريا ، ومن ناحية اخرى بث اليأس والمشاهد والبيانات التي تصور الهزائم العسكرية المتكررة التي يعانيها النظام وهي وسيلة للحرب النفسية وحرب الفيديوهات وتهدف إلى لتقوية الروح المعنوية وارادة القتال لدى الثوار .

لقد كان من المتوقع ان يقوم النظام بقطع هذه الوسيلة ، ولذلك فقد تم قبل شهر تزويد الثوار ب 2000 جهاز اتصال من قبل امريكا تعمل عبر الاقمار الاصطناعية كخطة بديلة لعملية الاتصالات خاصة ان بعض المحللين يتوقعون ان يكون هذا الانقطاع تمهيدا" لعمل عسكري كبير والتستر على المذابح التي من الممكن انتقع ، مع انى ارى ان النظام اصبح في حالة دفاع الان ولا يستطيع ان يقوم بعمليات عسكريه كبيرة للإحتفاظ بالارض وفرض سلطته مرة اخرى على البلاد لأنه باختصار لم يعد يحكم سوريا.

الفيديو التالي يبين كيف انقطع خدمة الأنترنت بالتدريج :