الصين تعمل بهدوء وتتكتم على ترسانتها العسكرية ( فيديو )

المدينة نيوز - بكين ترد بهدوء على قلق الولايات المتحدة من بعض السلوكات الصينية داعية إلى التعاون والشراكة، في ترجمة لسياسة صينية تقوم على تأجيل المواجهة إلى غاية استكمال عناصر القوة اللازمة لها.
بكين- تجسد عديد الأحداث والتحركات الدبلوماسية قلقا أميركيا من تصاعد القوة الصينية في عديد المجالات ولا سيما المجال العسكري، وذلك في ظل التكتم الصيني الشديد والإقبال على العمل بهدوء وتجنب التورط المباشر في عديد الصراعات والملفات الدولية.
وقال السفير الأميركي في بكين جاري لوك أمس إن الولايات المتحدة طلبت ايضاحات بشأن ما أعلنته الصين مؤخرا من أن الشرطة الصينية يحق لها اعتلاء السفن في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
وتزامن ذلك مع دعوة الزعيم الجديد للحزب الشيوعي شي جينبينج إلى "نوع جديد من الشراكة العالمية تكون أكثر عدلا وتوازنا"، ما يترجم السياسة الصينية القائمة على تجنب المواجهة والدخول في حرب باردة ضد الولايات المتحدة، أو بالأحرى تأجيلها حتى تستكمل الصين عناصر قوّتها.
وقال لوك لرويترز في مقابلة ان القواعد التي اعلنتها الصين الأسبوع الماضي غير واضحة فيما يتعلق بالمدى والأهداف.
وأضاف على هامش منتدى للاستثمار في بكين "الحكومة الاميركية تريد بشدة ايضاحات لما تعنيه هذه القواعد وكيف ستفسرها حكومة اقليم هاينان ووكالات انفاذ القوانين الملاحية والهدف من هذه القواعد."
واستطرد "الامر حقا غير واضح بالنسبة لأغلبية الدول. أولا نريد توضيحا عن مدى هذه القواعد وهدفها."
وتزعم الصين السيادة على كل بحر الصين الجنوبي تقريبا بينما تزعم فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي وتايلاند السيادة على مناطق فيه أيضا.
وبحر الصين الجنوبي الذي تمر عبره مسارات شحن هامة غني باحتياطيات النفط والغاز.
وقال مسؤول صيني أمس ان الاحكام الجديدة التي تسمح باعتلاء الشرطة الصينية للسفن التي يعتقد انها دخلت المياه الاقليمية لاقليم هاينان الصيني جاءت في اطار مبادرة على مستوى الاقليم وان كان من المرجح ان بكين أقرتها أيضا.
وقال وو شي كون رئيس مكتب الشؤون الخارجية في هاينان ان القواعد الجديدة التي أصدرها المجلس التشريعي لاقليم هاينان الاسبوع الماضي جاءت ردا على زيادة في عدد زوارق الصيد الفيتنامية العاملة حول جزر باراسيل التي تزعم كل من الصين وفيتنام السيادة عليها.
ومن جانب آخر قال زعيم الحزب الشيوعي الصيني، شي جينبينج، أمس إن الصين تأمل في عقد "نوع جديد من الشراكة العالمية تكون أكثر عدلا وتوازنا".
وقال شي خلال اجتماع في بكين مع خبراء وصحفيين أجانب إن الصين تتطلع إلى"قدر أكبر من الاعتماد المتبادل" وترغب في الاستفادة من تجارب التنمية في الدول الأخرى .
ولم يعرض شي فكرته بالتفصيل حول "النمط الجديد من الشراكة". وقال في بعض أولى تعليقاته العلنية بشأن السياسة الخارجية منذ خلافته لهو جينتاو كزعيم للحزب الشهر الماضي :"إننا منفتحون على العالم ونريد التعلم من العالم ".
وأضاف شي أن الصين "لا تزال دولة نامية" وستواصل سياسة "الإصلاح والانفتاح" التي تعطي أولوية للتنمية الاقتصادية على الإصلاح الاجتماعي والسياسي.
وقال :"لا يمكن أن ننجح خلف الأبواب المغلقة "، مضيفا أن الصين لن تسعى للهيمنة على دول أخرى أو الاستفادة على حسابهم. وأشار إلى أنه "عندما تحقق الصين فوزا، لا يعني ذلك خسارة الآخرين".
وأدى تنامي النزعة القومية والسياسات الأكثر حزما في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي إلى إثارة المخاوف من طريقة استغلال الصين لقوتها المتزايدة.
وقال الرئيس هو جينتاو في آخر خطاب له قبل تسليم المنصب لخلفه شي خلال مؤتمر الحزب في منتصف الشهر الماضي إن جيش التحرير الشعبي يتعين أن "يجعل من الصين قوة بحرية" ويطور قدرته لكي "يكسب حربا محلية في عصر المعلومات". كما أكد في رسالته لتهنئة الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى فوزه بولاية ثانية على أن أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم "تؤسسان الان نمطا جديدا من العلاقات بين القوى العظمى".(وكالات)
شاهدوا الفيديو :