شبان صغار يشاركون في الانتفاضة السورية

المدينة نيوز - كان سمير قطيني (17 عاماً) يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، لكن في انتظار ان يتحقق حلمه، حمل رشاش «كلاشنيكوف» ليقاتل الى جانب المعارضة في حلب كبرى مدن شمال سورية.
وهو لا يشعر بالأسف على المدرسة التي غادرها من قبل ليعمل في محل والده لبيع الهواتف النقالة. والشيء الوحيد الذي يفتقده هو مباريات كرة القدم مع رفاقه.
وقال قطيني: «كنت لاعب خط وسط وأعرف جيداً كيف أسجل الأهداف. حلمي ان ألعب مع ميسي (ليونيل) وأندرياس (اينيستا)» لاعبي فريق برشلونة الشهيرين.
وتوقف الفتى عن الحديث عندما دوى انفجار. وضع سلاحه جانباً ليدفىء يديه قرب فرن. ومنذ فترة قصيرة اصبح محل تجاري مغلق في حي صلاح الدين مركزاً له.
ويقع حي صلاح الدين غرب مدينة حلب التجارية. وقد استهدفته غارات جوية وشهد مواجهات يومية منذ تموز (يوليو).
وهذه المنطقة من المدينة خلت من سكانها تماماً وتحاول القوات النظامية ان تطرد منها مقاتلي الجيش السوري الحر الذين تمركزوا فيها.
ومنذ ان غادر سمير ذويه، كوّن لنفسه عائلة جديدة تضم فتية آخرين مثله، اصغرهم سناً عبدالقادر زيدان (15 عاما) وأكبرهم محمود بصار (18 عاما).
ويقول عبدالقادر وقد لف وجهه بمنديل احمر: «لا تهتم بعمري فانا اقاتل منذ خمسة اشهر وقتلت العديد من الجنود»، وذلك بعدما اغلقت مدرسته بسبب اعمال العنف التي تهز سورية منذ آذار (مارس) 2011.
واوضح: «كنت اشاهد على التلفزيون كيف يقتل الجيش المدنيين. لم اكن اريد البقاء في المنزل ليقتلوننا نحن ايضا».
وتابع عبدالقادر: «اذكر اليوم الذي قررت فيه الذهاب الى القتال. اخذ اهلي يبكون. اتصل بهم مرة كل اسبوع لاقول لهم انني في حالة جيدة لكن امي تبكي دائما عندما نودع بعضنا». اما محمود، الاكبر سناً بينهم والاكثر تجربة، فلا يحب الحديث عن الحرب.
وقال: «لا أعرف اذا قتلت أحداً ام لا وهذا لا يهمني. اعرف اننا نطلق النار عليهم وهم يطلقون النار علينا والله يوجه الرصاص». واضاف محمود: «قبل ان اتطوع لم اكن قد امسكت اي سلاح ولم افكر يوما انني ساستخدم سلاحاً»، مؤكداً انه يريد بعد انتهاء الحرب، العودة الى المدرسة ثم الى الجامعة ليدرس الطب او التمريض. ولم يكن والداه موافقين على مشاركته في القتال.
لكنه رأى انهما «فخوران بي وان لم يقولا ذلك، وخصوصا ابي الذي كان في سني» عندما تمرد على الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد في الثمانينات.
وقال سمير الذي يهوى لعبة فيديو حربية اسمها «نداء الواجب» (كول اوف ديوتي) ان «الناس يموتون (...) لكن في نهاية المطاف الامر يشبه لعبة فيديو». واضاف: «اتقن هذه اللعبة وخصوصا القنص» فيها، عارضا بندقية مزودة بمنظار تصويب مكبر.
الا ان محمود اكد انه في الحرب الحقيقية وخلافا لالعاب الفيديو «ليست لنا فرصة ثانية ولا نعيش سوى مرة واحدة».
( الحياة اللندنية )