سوء البيئة المدرسية بين اهتمام المدراء وندرة النفقات

المدينة نيوز- كشفت مجريات الانتخابات النيابية الاخيرة تفوقا واضحا أظهرته مدارس الإناث في الاهتمام بالنظافة والبيئة المدرسية العامة من صيانة واضافة رسومات تعكس بيئة تعليمية جاذبة أكثر من مدارس الذكور.
وخلال زيارات ميدانية على عدد من مدارس الذكور في العاصمة عمان، والتي كانت مقرا لمراكز الاقتراع والفرز، اهمالا واضحا بالاهتمام بأعمال الصيانة والنظافة ما حول بعض المدارس الى بيئة غير صالحة للتعليم لكثرة العبث من قبل الطلبة على جدران الصفوف وابوابها.
وأرجعت مديرة أحدى المدارس المتميزة الاهتمام بجمالية المدارس الى اهتمام مسؤول المدرسة ومعلميها وحافزية الطلبة التي يشجعها الاهتمام من قبل المدرسة ذاتها.
واشارت مديرة مدرسة أخرى الى ان المدير يمكنه الاهتمام بصيانة مدرسته وادامتها في حال عدم توفر المخصصات من الوزارة، مؤكدة ان التبرعات المدرسية (الرسوم) توفر للمدير مبالغ يستطيع من خلالها تقديم صورة تعليمية حسنة عن مدرسته حتى لو كان عن طريق التطوع من قبل المعلم والطالب.
واوضح مدير ادارة الابنية والمشاريع الدولية في وزارة التربية والتعليم المهندس محمد النسور ان دور الإدارة المركزية هو تأمين النفقات اللازمة للمحافظة على ديمومة المدارس وصيانتها، اضافة الى توفير جميع المستلزمات لتوفير بيئة تعليمية آمنة.
وأكد أن ثمة تقصير من قبل مدارس الذكور بشكل خاص مقارنة بالإناث، مستدركا انها ظاهرة محدودة وجديدة تعبر احيانا عن عدم اهتمام المدير خصوصا، او عدم قدرته على ادارة الامور المالية وتوفير التمويل للصيانة او لتجميل مدرسته.
وقال ان بعض الادارات لا تقوم بالمتابعات اللازمة لملاحظة الاضرار التي تحدث بمدارسها، مشيرا الى وجود بعض الضوابط التي لا تسمح للمدير اتخاذ اجراءات سريعة لإزالة الضرر.
ولفت الى ان بعض المدارس تفتح ابوابها لأبناء المجتمع المحلي لاستخدام مرافقها من ملاعب وساحات ما يشكل عبئا اضافيا لكثرة الاضرار الى جانب عدم كفاية المخصصات لإزالة الاضرار باستمرار.
وأشار الى ان الكثير من المدارس غير محمية بأسوار، اضافة الى ان اغلبها تعاني من كثافة طلابية تزيد على طاقتها الاستيعابية ما يزيد العبء المالي لإدامتها بشكل مناسب.
وشدد النسور ان الاساس بالاهتمام هو مدير المدرسة، ويمكنه بطرق عدة توفير بيئة تعليمية مناسبة على الاقل لا تعكس عدم مبالاة او عدم اهتمام، ملخصا رأيه بعبارة "اعطني مديرا، اعطيك مدرسة" في إشارة الى ضعف بعض الادارات المدرسية.
وعن صلاحيات مدير المدرسة الإنفاقية، اوضح النسور ان الصلاحيات تمكن المدير من الانفاق على اعمال الصيانة ونفقات المدرسة عموما بمبلغ يصل الى 150 دينارا من التبرعات في كل عملية شراء او كل شهر، وفي حال عدم كفايتها يستطيع الطلب من مديرية التربية والوزارة حاجته من المبالغ اللازمة للصيانة.
وبين ان الوزارة توفر نحو 32 مليون دينار من موازنتها لصالح بناء وصيانة المدارس، خصص منها سنويا من 6-7 ملايين دينار لغايات اعمال صيانة المدارس في المملكة، بينما الحاجة الفعلية لصيانة المدارس تبلغ نحو 15 مليون دينار.
(بترا)