عيد الام وقفة لمراجعة الذات نحو حقوق الوالدين

المدينة نيوز- بادرة امل وفرح رسمها فريق (متطوعو الاردن ) على ثغر نزلاء دار المسنين من خلال مبادرة - جوار الرسول - التي تنهض على مبدأ كفالة اليتيم بمبلغ مالي قدره 40 دينارا شهريا .
هذه المبادرة تمثل دعوة لمراجعة الذات نحو حقوق الوالدين وتقوم على الاشراف والمتابعة لليتيم بحيث يتم تعريفه على احد المسنين في الدار ليكون بمثابة والده او والدته على ان يتم جمع اليتيم وكافله ووالده المسن او والدته المسنة وتكوين عائلة له وفقا للمنسق العام للفريق الدكتور معتصم مسالمة .
فها هي عفاف نذرت نفسها للعناية باطفالها بعد وفاة زوجها قبل اكثر من 25 عاما وقامت بدور الأب والأم معا .
تقول عفاف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) " انا غير نادمة على تلك السنوات التي قضيتها في رعاية ابنائي والاهتمام بهم حتى تخرجوا من الجامعات "، متابعة " ضميري مرتاح وادعو الله ان يوفقهم في كل خطوة في اعمالهم سواء داخل المملكة او خارجها" .
وتشير الى ان ابناءها يزورونها على فترات متباعدة بعد ان اودعوها احدى دور المسنين لغيابهم المتكرر خارج المملكة .
وتقول ان هذه المبادرة اتاحت لها المجال لتكوين عائلة جديدة حيث يقوم احد الاطفال الايتام بزيارتها والاطمئنان عليها وتقديم الهدايا لها في المناسبات المختلفة مثل عيد الام وعيد ميلادها منوهة بانها تقوم هي ايضا بشراء هدايا من خلال العاملين بالدار لتفاجىء هذا الطفل بها وتدخل السرور الى قلبه .
عفاف كالعديد من الامهات والاباء في دار المسنين الذين يقوم كل واحد منهم ووفقا لرغبته ومن خلال المبادرة برعاية طفل يتيم اذ يبلغ عدد هؤلاء الايتام ثلاثين طفلا كما يقول الدكتور مسالمة .
ويبين ان هؤلاء الايتام يزورون الدار لرؤية من هو بمثابة والدهم او والدتهم مرة كل اسبوعين بهدف التواصل معهم .
ويقول انه يتم دمج مبادرة جوار الرسول بمبادرة (اعطونا فرصة) التابعة ايضا لمبادرات الفريق والتي تعمل على صناعة اكسسوارات وحلي ومسابح وحرف يدوية حيث يقوم اليتيم باعداد هدية لتقديمها لوالده المسن او والدته المسنة كهدية رمزية في عيد الام مشيرا الى ان الفريق سيقيم حفلا بهذه المناسبة لهؤلاء المسنين يوم السبت المقبل بحضور الاطفال الايتام. المتطوعة في الفريق هبه الطباع تقول ان الزيارات التي ينظمها الفريق لدور رعاية الايتام والمسنين اثبتت جدواها بشكل واضح , اذ ان المبادرة عوضتهم عن حنان افتقدوه سواء من اب او ام توفيا او لابن يعيش في كنف والدته في حالة من الفقر والبؤس الشديدين .
تقول الطفلة هيا انها تتوق للقاء (بابا نشأت) في الدار الذي يغمرها بحبه وحنانه وافتقدته منذ وفاة والدها موضحة انه علّمها لعبة الشطرنج وانها بدأت تتفوق عليه وتغلبه في اللعب وهو سعيد بذلك.
وتضيف انه دائم السؤال عنها ويقدم لها الهدايا في كل موعد زيارة .
استاذ علم الاجتماع في جامعتي مؤتة والبلقاء التطبيقية الدكتور حسين محادين يقول ان الاحتفال بيوم الام هو بمثابة مراجعة للذات وتمتين العلاقات الاجتماعية ضمن خصوصية الام التي تعتبر الحاضن والمحضون في الحياة .
ويضيف ان الام تعتبر ايضا الجامع لأفراد الاسرة كبيرهم وصغيرهم رغم ابتعاد المسافات احيانا او توزيع الاهتمامات فهي الصابرة على ظروف الحياة وتربية الابناء.
ويشير الى ان تكريم الام تكريم للعائلة وتكامل الادوار وانضاج المشاعر الاسرية وان اتفق على يوم واحد للام فانه يمثل اهتماما مضافا لها , فهي الام والاخت والزوجة اضافة الى انها لغة وجدانية عالمية اتفق عليها لتحقيق انسانيتها جميعا .
استاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعتي الاردنية واليرموك الدكتور محمد المجالي يقول ان الاسلام عظّم شأن الوالدين عموما ولم يجمع الله تعالى لذاته الا الرسول الكريم والوالدين بقوله سبحانه وتعالى :" أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" . وقوله سبحانه وتعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً, وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً .
ويؤكد ان الاسلام ينظر للام على انها المحضن الاول والاهم وان قيل انها نصف المجتمع , فهي التي تربي النصف الثاني ودورها يكمل دور الرجل في الاعداد والتربية والاعانة على مصاعب الحياة بشكل عام .
ويقول المجالي ان الاسلام جعل رضا الله في رضا الوالدين وخاصة الام التي حملت وارضعت واعتنت وهيأت ابناءها الى ما هم عليه الآن .