الصحة العالمية تضع يدها بيد "المدينة نيوز" لحل قضية " قتلة برخصة" .. والحكومة تتفرج

المدينة نيوز ـ زينة حمدان ـ أبدى ممثل الصحة العالمية في الاردن الدكتور هاشم الزين اهتمامه بما نشرته المدينة نيوز مؤخرا لقصص المرضى النفسيين "قتلة برخص" والتي تعكس وضع الطب النفسي بالأردن.
وقال أنه بتسليط الضوء على هذه القصص الانسانية يحفز الجهات المسؤولة عن الصحة النفسية محليا وعالميا لدراسة الواقع الفعلي للصحة النفسية بالاردن، والبدء بحلها بالطرق والوسائل الحديثة.
ودعا المدينة نيوز ووسائل الاعلام المحلية الى تسليط الضوء على المشكلة ومساعدة المسؤولين عن هذا القطاع في خلق رأي عام اتجاه هذه القضية الحساسة في المجتمع.
مدير المركز الوطني للصحة النفسية الدكتور محمد عصفور قال أن العالم لم يعد يشجع إقامة المستشفيات النفسية بل عيادات يجري من خلالها دمج المرضى في مجتمعاتهم عبر استمرارهم في وظائفهم واحتفاظهم بحقوقهم كاملة في رده على ما نشرته المدينة نيوز من قصص لأشخاص يعانون من مرض نفسي ويشكلون خطرا على انفسهم وعلى المجتمع وبحاجة لاقامة دائمة في المستشفى.
وبين الدكتور عصفور أن هذا ما بدأته الجهات الطبية في المملكة، مشيرا الى أن التوجه في المملكة هو إنشاء وحدات صغيرة في المستشفيات تتسع من 15 الى 20 سريرا للحالات التي تحتاج إلى علاج أطول، إضافة إلى تقديم خدمات الطب النفسي في جميع المراكز الصحية.
الا ان أبرز ما يواجه وزارة الصحة في تطبيق تجربة العيادات النفسية الشاملة على جميع المرضى النفسيين هو ان عدد الأطباء النفسيين في المملكة يبلغ نحو 70 طبيبا فقط أي ان لكل عشرة الاف مواطن طبيب واحد فقط.
وأوضح خلال لقاء جمع صحافيين مع القائمين على الصحة النفسية في الأردن ومنظمة الصحة العالمية ان الأردن قام بانشاء عيادة نفسية شاملة تعالج نحو 15 – 17 حالة بالشهر.
وبين ان هذه التجربة جعلت الطب النفسي يتعدى مجرد إعطاء الادوية، وينتقل الى المريض وعائلته بل ومحيط عمله.
فبينما تحرز العلاجات الدوائية تقدما شفائيا بنسبة 70% من الحالات احرزت العلاجات السلوكية تقدما متزامن مع الادوية ارتفع إلى نسبة شفاء بلغت نحو 90%.
ويشترط مدير عيادة اربد النفسية نعيم جابر للشفاء الكامل وعدم انتكاسة المريض متابعة حثيثة من الأسرة، وقال: عدم الاستجابة للعلاج والاهمال يتسبب بانتكاسة نحو 40% من الحالات المرضية.
ويتابع الدكتور عصفور حديثه قائلا أن 70 طبيب نفسي لا يستطيعون علاج نحو20 الف مواطن اردني يراجعون سنويا عيادات الطب النفسي التابعة لوزارة الصحة، ومما يزيد من سوء المشكلة هو أن التقديرات العالمية تشير الى ان نسب المواطنين الذين يعانون من اضطرابات وضغوطات نفسية في العادة تتراوح بين 12 الى 20% من السكان، أي وفق عدد سكان المملكة بين 750 ألفا ومليون وعشرين ألفا.
تجربة محلية
إلهام ممرضة في أحد المستشفيات لجأت إلى عيادة الطب النفسي بعد أن ازدادت الضغوط عليها وسط أجواء عائلية صعبة أثرت على عملها، بل وعلى جميع تفاصيل حياتها، الى أن أرشدتها إحدى صديقاتها إلى عيادات الطب النفسي الواقعة قرب دوار المدينة الرياضية.
وتقدم العيادة خدمة العلاج النفسي الشامل بمبادرة من منظمة الصحة العالمية والتي تتولى التمويل وتدريب فريقها الذي شارك في دورة في ايطاليا استمرت ثلاثة أسابيع من أجل اكتساب مزيد من المهارات والخبرات للتعامل مع المرضى النفسيين.
توضح الهام أنها عندما حضرت الى العيادات وجدت فيها فريقا جاهزا للتعامل مع طلبها بالعودة إلى حياتها بصورة طبيعية .. هو فريق متكامل قام على دراسة حالتها فتوصل إلى أنها ليست بحاجة الى أدوية بل الى علاج نفسي نصائح متخصصة من خبراء نفسيين يجعلها قادرة على التعاطي مع ظروف حياتها وما يحيط بها.
والعلاج النفسي هو مرور الشخص بخبرة تعليمية أو انفعالية تجعله يزيد من مهاراته أو يعدل من أساليب الاستجابة لديه، مما يؤدى إلى زيادة التكيف مع المجتمع، والوعي الاستبصاري لديه.
ويذكر أن وزارة الصحة خدماتها النفسية عبر 34 عيادة موزعة في المملكة، و450 سريرا فيما تتراوح تكلفة المريض اليومية من 70 - 80 دينارا.