الخليوي و«فايسبوك» يعلّمان الإنكليزية لعشرين مليون عربي

المدينة نيوز- يصل عدد مستخدمي الهاتف النقال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أكثر من 850 مليوناً، غالبيتهم من الشباب. ولا تكف عن الازدياد، تلك الأرقام التي تشير إلى انتشار الخليوي في أفريقيا وشيوعه وتزايد تطبيقاته واستخداماته المتّصلة بالحياة اليومية.
وثمة طرفة تعبر عن هذا الأمر، إذ يحكى أنه في سياق مؤتمر تقني عالمي، دار نقاش كثيف عن مسألة «الصيرفة الخليوية» Cellular Banking. ولوحظ أن ممثلاً لبلد أفريقي ظل صامتاً طوال الوقت.
ولما سُئل عن رأيه، قال إنه دُهِش من هذا النقاش الذي يبدو له متأخّراً، مُبيّناً أن الخليوي يستعمل وسيلة أساسية في نقل الأموال وحسابات المصارف منذ فترة في بلده. والسبب؟ لا يوجد وسيلة أخرى لإجراء هذه الأمور في معظم أنحاء بلاده!
سؤال عن التعليم
الأرجح أن هذه الأجواء رافقت انعقاد منتدى أول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحث طُرُق استخدام الهاتف المحمول في التعليم والتعلّم. ونظّم المنتدى أخيراً «المجلس الثقافي البريطاني» في القاهرة.
وناقش المنتدى مسائل تتصل بموضوعه أبرزها تشجيع الشباب على الاستفادة من الخليوي لتحسين مهاراتهم اللازمة لسوق العمل، والاهتمام بالتمكّن من اللغة الإنكليزية لما له من أثر إيجابي في تعزيز فرص الشباب في الحصول على عمل مناسب.
وتبادل المشاركون في المنتدى، عرباً وأجانب، خبرات وأفكاراً، كما عرضوا المستجدات في تقنية الاتصال الخليوي، وناقشوا مجموعة من البحوث التسويقية في موضوع التعليم باستخدام الهاتف المحمول. وفي هذا الأمر، تعاون «المجلس الثقافي البريطاني» أخيراً مع شركة «فودافون» Vodafone للاتصالات الخليوية في إطلاق حملة تجريبية لاختبار مسألة استخدام الخليوي في تعلّم اللغة الإنكليزية.
وشملت الحملة بثّ رسائل قصيرة إلى ما يزيد على مليون شاب مصري تراوحت أعمارهم بين 22 و30 عاماً، احتوت نصائح تساعدهم في إيجاد فرص عمل جيّدة.
وشارك في الحملة خلال الأيام الثلاثة الأولى منها، ما يزيد على 80 ألف شاب، ما أعطى مؤشراً إلى إمكان نجاح فكرة استخدام الهاتف المحمول وسيلة للتعليم الحديث. وفي ظل الارتفاع السريع لانتشار الخليوي، طوّر «المجلس الثقافي البريطاني» تطبيقات «آبليكايشنز» Applications تساعد الأفراد على تنمية مهارتهم في اللغة الإنكليزية.
وعمل القسم الخاص بتطوير خدمات المحمول في «المجلس الثقافي» على تطوير العديد من أدوات ومحتويات تناسب أنواع الأجهزة المحمولة. وضمّت هذه المحتويات مواد تعليمية، وألعاباً إلكترونية، ومواد سمعيّة، وتتصل كلّها بأقسام لتعلّم الإنكليزية في الموقع الإلكتروني لـ «المجلس الثقافي البريطاني».
20 مليون متعلّم رقمياً
وأوضح نيل بالانتين مدير التعلّم عبر الخليوي في قسم «اللغة الإنكليزية والابتكار» في المجلس الثقافي البريطاني» أن سرعة التطوّر في الهواتف المحمولة دفعت المجلس إلى مراجعة موارده وتطويرها، بما يتلاءم مع حاجات الجمهور. ووعد بالانتين بالعمل على ابتكار تطبيقات جديدة لتحسين مستوى الخدمات الإلكترونيّة المُقدّمة لمتعلمي اللغة الإنكليزية عبر موقع المجلس.
ووصف المنتدى عن استعمال الخليوي في التعليم في المنطقة العربية، بأنه فرصة عظيمة للتعرّف إلى مستجدات التقنيات الخليوية. واعتبر المنتدى فرصة لخلق تعاون بين مجموعة من المؤسسات والشركات الكبرى في الاتصالات في المنطقة العربية، وكذلك الحال بالنسبة لمطوّري تطبيقات الهواتف المحمولة في مجال التعليم، والشركات المُصنّعة لأجهزة المحمول التي طوّرت تقنيات لدعم حاجات التعليم، ووزارات التعليم في عدد من بلدان المنطقة العربية، خصوصاً تلك الراغبة في المشاركة في عمليّة التعليم عبر الخليوي.
وفي سياق متّصل، استطاعت صفحة «المجلس الثقافي البريطاني» المخصّصة لتعليم الإنكليزية للعرب على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، إحداث ثورة في مجال تعليم اللغة الإنكليزية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بجذبها ما يزيد على مليون شخص.
وتجذب الصفحة ما يزيد على 10 آلاف مستخدم أسبوعياً. وتوفّر للمتعلّمين موارد لغويّة متقدّمة ومجانيّة. وأُنشئت الصفحة ضمن مشروع «المجلس الثقافي البريطاني» للتواصل مع متعلمي الإنكليزية في المنطقة العربيّة، مع محاولة تغيير وجهات نظرهم تجاه طريقة تعلّم اللغة، وتمكينهم من الاعتماد على وسائل التعلّم الذاتي. وتوفّر الصفحة مجموعة منتقاة من النشاطات التفاعلية.
ولاحظ المجلس أن عدداً كبيراً من مستخدمي صفحته على «فايسبوك» هم مدرسون للغة الإنكليزية، وأنهم يستخدمونها وسيلة للتواصل مع تلاميذهم، والوصول إلى موارد إلكترونية في تعليم اللغة الإنكليزية. وإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، أطلق المجلس مجموعة من وسائل التعليم الرقمي عبر الخليوي، تشمل وسائل للمساعدة على اجتياز اختبار الـ «إيليتس» IELTS.
وبفضل هذا المزيج من الوسائل الخليوية والشبكيّة، سيتمكّن «المجلس الثقافي البريطاني» من الوصول إلى 20 مليون متعلّم للغة الإنكليزية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحلول عام 2015.
" الحياة "