الجيش العراقي يقتحم معسكرات "مجاهدي خلق" ومواجهات بالسلاح الابيض تفضي لاصابة 260 شخصا

المدينة نيوز- اقتحمت قوات عراقية من الجيش والشرطة قوامها حوالى الف رجل الثلاثاء مخيم اشرف حيث يقيم انصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة ما ادى الى اندلاع مواجهات بالسلاح الابيض واصابة نحو 260 شخصا من الطرفين واعتقال خمسين من عناصر المنظمة.
واعلن مصدر امني ان قوة من الجيش والشرطة دخلت عنوة مخيم منظمة "مجاهدي خلق" المقيمة في العراق منذ 22 عاما "فاصيب 200 من الايرانيين و60 من عناصر الامن العراقي الذين اعتقلوا 50 من عناصر المجموعة" مشيرا الى "استمرار المواجهات".
وكان المصدر اعلن سابقا اصابة مئة ايراني وخمسين من قوات الامن.
بدوره، قال قائد قوات التحالف في العراق الجنرال الاميركي راي اوديرنو لصحافيين يرافقون وزير الدفاع روبرت غيتس ان احدا لم يبلغه بالهجوم.
واوضح "لم نعرف انهم سيفعلون ذلك. فقد تعهدت السلطات العراقية بانها ستتعامل مع مجاهدي خلق بطريقة انسانية".
وتابع اوديرنو "انهم (العراقيون) ملتزمون بذلك حتى الان" مشيرا الى "وجود مراقبين اميركيين في المكان".
وقد اعلن مصدر عسكري عراقي رافضا الكشف عن اسمه "بعد فشل المفاوضات التي استمرت ساعات مع مجاهدي خلق للسماح لنا بالدخول سلميا، اقتحمت قوة قوامها فوجين من الجيش المخيم عنوة وباتت تسيطر حاليا على منافذه وداخله".
وتابع ان "الفوجين اللذين دخلا المخيم بناء على اوامر من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي وصلا من ديالى والبصرة".
وتضم القوة حوالى 800 عسكري و200 شرطي.
لكن مسؤولا اداريا في محافظة ديالى حيث يقع مخيم اشرف قال ان "السكان حاولوا الاعتراض بواسطة السلاح الابيض فردت قوات الامن بالمثل مستخدمة هراوات كهربائية".
وقال المصدر العسكري ان قرار الدخول الى المخيم يندرج ضمن اطار الاتفاق الموقع بين بغداد وواشنطن الخريف الماضي حول تسليم السلطات للعراقيين.
من جهتها، اكدت المنطمة في بيان "بعد اعلان سكان اشرف انهم مستعدون للعودة الى وطنهم، باشرت القوات الخاصة العراقية منذ مساء امس التحضيرات للدخول بالقوة لمزيد من القمع والحصار وهذا ما يطلبه نظام الملالي المذعور".
واضافت ان "قوات الرد السريع وشرطة مكافحة الشغب انتشرت منذ فجر اليوم في مدخل اشرف واتخذت وضعية الهجوم. وجلبت معها عددا من الجرافات وسيارات الاطفاء والاسعاف".
ويقيم حوالى 3500 ايراني من انصار المنظمة في معسكر اشرف في ناحية العظيم (100 كلم شمال بغداد) بينهم نساء واطفال.
وتابع البيان ان "المقاومة الايرانية تحمل القوات الاميركية مسؤولية حماية المقيمين في اشرف وتدعو الامين العام للامم المتحدة وجميع منظمات الدفاع عن حقوق الانسان الى التدخل فورا لوقف هجوم القوات العراقية".
يذكر ان القوات الاميركية اقدمت بعد الاجتياح العام 2003 على نزع اسلحة مجاهدي خلق وتم نقل السلطات في محيط المخيم الى القوات العراقية العام الحالي.
وتحاول الحكومة العراقية منذ مدة طويلة اغلاق المخيم والتوصل الى حل للمقيمين بداخله اما بعودتهم الى ايران او عبر نقلهم الى اماكن في عمق الصحراء او الى بلد ثالث لكن الامور بقيت على حالها.
واعلنت منظمة "مجاهدي خلق" في وقت سابق من الثلاثاء استعدادها للعودة الى ايران اذا وافق "النظام الحاكم" في طهران على "شروط" حددتها زعيمة المجموعة مريم رجوي.
وقد شطبت منظمة مجاهدي خلق اواخر كانون الثاني/يناير الماضي من لائحة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية ودانت الحكومة الايرانية بشدة هذا القرار.
وتأسست مجاهدي خلق في 1965 بهدف اطاحة نظام شاه ايران، وبعد الثورة الاسلامية في 1979 عارضت النظام الاسلامي. وتتهم السلطات الايرانية مجاهدي خلق بالخيانة لتحالفها في الثمانينات مع نظام صدام حسين خلال الحرب بين البلدين.
والمنظمة هي الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في ايران، ومقره فرنسا، الا انها اعلنت تخليها عن العنف في حزيران/يونيو 2001.