الاختراق الاميركي على صعيد المستوطنات صفرا ..ونتنياهو يعرض على العرب بضاعة فاسدة..والتطبيع على الابواب !

المدينة نيوز- قال مسؤول دبلوماسي أمريكي كبير إن الولايات المتحدة طلبت من بعض الدول العربية الضغط على السلطة الفلسطينية من اجل استئناف الاتصالات والمفاوضات مع "إسرائيل" والموافقة على التفاهمات التي سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القريبة القادمة بالنسبة لشكل التجميد "الإسرائيلي" للبناء في المستوطنات.
وأقر المسؤول الدبلوماسي الذي لم يكشف عن اسمه، بأن "التفاهمات الأمريكية" "لن تتضمن فرض قيود على عمليات الاستيطان اليهودية في القدس الشرقية، معترفا بان التفاهمات التي سيتم قريبا وضع اللمسات الأخيرة عليها لن تمنع "إسرائيل "من البناء في المستوطنات وأنها "توفر لـ"إسرائيل" الذرائع والحجج العديدة التي تمكنها من استغلالها لمواصلة البناء في المستوطنات".. كما أن "هذه التفاهمات" "لا تفرض أي قيود على الحكومة الإسرائيلية ولا تمنعها من مواصلة البناء اليهودي في القدس" !.
وأكد المسؤول الأمريكي ان الولايات المتحدة "وصلت الى نتيجة بان مساعيها لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط لن تتقدم نحو الامام في حال واصلت ادارة الرئيس اوباما تمسكها في فرض تجميد كامل للبناء في المستوطنات على "اسرائيل"، وان هذه القناعة ساهمت في تحقيق التقدم نحو تفاهمات بين الجانبين لتسهيل مهمة المساعي الامريكية، حسب زعمه.
ورأى المسؤول الدبلوماسي الى ان هذه "التفاهمات" و"الاعلان عن شكل من اشكال تجميد البناء في المستوطنات سيساهم ايضا في توفير الاجواء المناسبة للدول العربية التي تنتظر الضوء الاخضر من الولايات المتحدة للبدء في عمليات التطبيع مع اسرائيل وصولا الى اقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الدولة العبرية".
وتوقع المسؤول الامريكي تجاوب السلطة الفلسطينية مع المطالب الامريكية الهادفة الى استئناف المفاوضات بين السلطة و"اسرائيل". خاصة وان واشنطن ستبدأ قريبا وبالتعاون مع مصر وتركيا التحضير للمؤتمر الدولي للسلام الذي سيتم خلاله الاعلان عن الخطة الامريكية لتحقيق السلام الشامل في الشرق الاوسط والذي من المتوقع ان يعقد في شرم الشيخ.
في الاثناء، خرج المبعوث الأميركي للسلام بالشرق الأوسط جورج ميتشل من محادثاته أمس في القدس المحتلة مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي بنيامين نتنياهو" دون إحراز تقدم على مستوى المطلب الأمريكي بتجميد الاستيطان رغم أن ميتشيل وصف المباحثات بأنها "جيدة ".
وقال ميتشيل في ختام الاجتماع الثنائي الذي استمر نحو ساعتين: " آمل أننا نتقدم للتوصل إلى تفاهمات تكون قاعدة للعملية السياسية مع لبنان وسوريا والفلسطينيين".
ونقلت عن مصادر سياسية "إسرائيلية" أن نتنياهو اقترح على ميتشيل تجميد البناء في المستوطنات لثلاثة شهور باستثناء المشاريع التي قيد الإنشاء، وباستثناء القدس، على أن يتبعها خطوات عربية تطبيعية اتجاه "إسرائيل".
وأقر البيت الأبيض اول أمس أن الإدارة الأمريكية بعثت مؤخرا رسائل لعدد من الزعماء العرب وطلبت منهم "القيام بخطوات بناء ثقة تجاه إسرائيل لخلق أجواء مناسبة لتجديد العملية السياسية".
وقد عقد مبعوث الرئيس الامريكي باراك اوباما مباحثات على مستوى عال في بريطانيا والامارات العربية المتحدة وسوريا ومصر و"اسرائيل" خلال السبعة الايام الماضية.
وقال ميتشل للصحفيين ان واشنطن تفعل "كل ما في وسعنا لتحقيق سلام شامل ... بين الاسرائيليين والفلسطينيين وبين سوريا والاسرائيليين وبين اسرائيل ولبنان وتطبيع العلاقات بين اسرائيل وكل بلدان المنطقة."
وقال المبعوث ان اوباما يريد "العودة قريبا الى مفاوضات جادة وحسما سريعا لتلك المفاوضات" وان "ذلك يعني انه يجب على الجميع اتخاذ خطوات بعضها صعب وبعضها مثير للجدال من أجل ايجاد السياق اللازم."