نقاشات عاصفة بمؤتمر فتح وسط اتهامات لدحلان بالتسبب في "سقوط غزة"

المدينة نيوز- بدأت حركة فتح في مؤتمرها السادس في مدينة بيت لحم الجمعة معركة انتخاب القيادة الجديدة للجنة المركزية والمجلس الثوري للمرة الاولى منذ عشرين عاما، فيما شهد اليوم الرابع للمؤتمر مناقشات وجدلا وفوضى وتلاسنا واتهامات متبادلة بين القيادات.
وقال الناطق باسم المؤتمر نبيل عمرو مساء الجمعة إن 'نقاشاً ساخناً' يدور داخل المؤتمر حول ملف سقوط غزة في يد حركة 'حماس'.
وأضاف عمرو خلال مؤتمر صحافي عقده في بيت لحم 'تستطيعون توقع أن يكون النقاش ساخنا إلى أبعد مدى .. ساخنا جداً جداً جداً وأكثر من عاصف' لافتاً إلى أن النقاش سينتج عنه 'توصيات وعلى الأقل استخلاصات'.
وتعالت صحيات بعض قادة حركة فتح في المؤتمر أمس وهي تطالب العقيد محمد دحلان بتحديد أسماء بدلا من توزيع الإتهامات وتوضيح كافة ملابسات القضايا المطروحة بخصوصه.
وقاطع عدد من أعضاء المؤتمر القيادي دحلان وهو يعتلي المنصة أمس بصورة مفاجئة لتوضيح موقفه وشروحاته على الكثير من الأسئلة التي تثار ضده.
وبدأ المقاطعات لخطاب دحلان عضو المؤتمر إبراهيم الزبن وهو سفير في ملاك وزارة الخارجية الذي قال بصوت مرتفع وأمام الجميع موجها الكلام لدحلان: نريد ان نعرف يا دحلان من الذي قتل خليل الزبن؟
وتجاهل دحلان خلال خطبته المؤثرة السؤال المطروح أمام المؤتمرين لكن تعالت الصيحات مجددا وهي تطالبه بتحديد أسماء من اتهمهم بالتآمر مع حركة حماس على حركة فتح في غزة بالتعاون مع سورية؟ حيث تحدث دحلان عن مؤامرة من هذا النوع بالتنسيق مع دمشق لكنه رفض تحديد الأسماء التي يقصدها في عبارات غمز فيها بوضوح من قناة الرجل الثاني في الحركة فاروق القدومي.
وكان المئات من أبناء الحركة قد فوجئوا بالعقيد دحلان الشخصية الأكثر إشكالا في الحركة والمؤتمر يعتلي منصة الحديث في القاعة الرئيسية للإدلاء بخطاب موجز شرح فيه وجهة نظره بخصوص ما حصل في غزة وإعترف خلاله انه متهم بنظر الرفاق مشيرا لانه قصد توضيح موقفه من عدة مسائل وقضايا وملفات وتساؤلات.
وقالت مصادر في حركة فتح ان دحلان حظي بجمهور كبير بين المؤتمرين رغم دعوات البعض لمقاطعته والعمل ضده في الإنتخابات بعد ان تجول عاملون في مكتب الرئيس عباس بين صفوف المؤتمرين خارج القاعة الرئيسية وخلال إستراحة الشاي والإبلاغ عن حضور الرئيس محمود عباس للقاعة وإستعداده لإلقاء خطاب.
وقال قيادي فتحاوي لـ'القدس العربي': قالوا لنا ان الرئيس عباس حضر وسيلقي خطايا ودخلنا الإجتماع على هذا الأساس وفوجئنا بوجود دحلان على المنصة فسمعناه قبل ان يقاطعه البعض ببعض الأسئلة المهمة.
وبدا واضحا ان رئيس المؤتمر عثمان أبو غربية تقصد الغياب عن موقعه الرئاسي للمداولات بعدما تقرر في الكواليس توفير الفرصة لدحلان لإلقاء الخطاب فقد ترأس الجلسة المعنية نائب رئيس المؤتمر صبري صيدم وليس أبو غربية الذي ترجح المصادر انه قاطع خطاب دحلان قصدا لانه حضر للمكان بعد مغادرة العقيد دحلان للمنصة والقاعة فيما طالب صيدم دحلان بالإختصار عدة مرات.
وأشارت تحليلات داخلية إلى ان الرئيس عباس الذي يظهر إهتماما كبيرا بدعم ترشح دحلان لعضوية المركزية في الإنتخابات الساخنة التي إنطلقت الجمعة وفر فرصة الخطابة لدحلان في المؤتمر حتى يستخدم الرجل شروحاته بهدف إنقاذ موقفه وموقعه الإنتخابي حسب القراءات الأولية لما حصل.
وكان دحلان تبادل الاتهامات في وقت سابق مع مفوض التعبئة والتنظيم في الحركة أحمد قريع،'حيث اتهم قريع دحلان بالمسؤولية عن خسارة فتح في قطاع غزة أمام (حماس) منتصف حزيران (يونيو) 2007. وقالت مصادر مطلعة أن قريع وجه انتقادات واتهامات لدحلان في جلسة مغلقة قال فيها إنه هو وأصدقاؤه المقربون مسؤولون عن خسارة غزة و'عليهم أن يتحملوا هذه المسؤولية لا أن يتهربوا منها'.
واعتبر قريع، حسب المصادر ذاتها، أن فتح عليها أن 'تحاسب كل من ساهم في سيطرة حماس على غزة، لا أن توصلهم للمراتب التنظيمية العليا وتسمح لهم بنقل مشاكلهم وخلافاتهم إلى الضفة الغربية'.
واجمع المؤتمر مساء الجمعة على تكليف القيادة الجديدة للحركة بتشكيل لجنة تحقيق ومعاقبة المسؤولين عن سقوط غزة. وتأتي هذه التطورات في وقت انقسمت فيه قيادة فتح في غزة بشأن طريقة المشاركة في الانتخابات القيادية للحركة، حيث علمت 'القدس العربي' من مصادر قيادية في الحركة أن القيادة طلبت أن تتم عملية اقتراع أعضاء مؤتمر الحركة السادس من غزة الممنوعين من السفر للضفة، في مقر سفارة قطر في غزة، أو في صالة معبر رفح الموجودة في الجانب المصري، فيما انقسم قادة غزة بين مؤيد ومعارض للاتفاق الذي أبرم بين الرئيس محمود عباس، وعدد من قادة الحركة بإجراء الانتخابات العامة لقيادة الحركة بشكل متزامن.
كما علم مساء الجمعة ان هناك ضمانات مصرية قطرية لحركة فتح بأن حماس لن تتدخل او تعيق اي عملية انتخاب تتم بأي وسيلة اتصال.
وفي وقت لاحق من مساء الجمعة أعلنت حركة 'فتح' أن الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة 'حماس' اعتقلت القيادي البارز في الحركة في قطاع غزة إبراهيم أبو النجا. وقال بيان لفتح 'تم استدعاء القيادي أبو النجا من قبل جهاز أمن حماس وهو الآن مختطف لديهم ولم يعرف مكانه'.
من جهته قال أحمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم فتح ان اعضاء المؤتمر السادس سينتخبون قيادة لحركة فتح 'اللجنة المركزية' مؤلفة من 18 عضوا، ليبقى خمسة اعضاء سيتم تكليف اللجنة المركزية من قبل المؤتمر بتعيينهم، لحفظ التوازن والعدالة بين قطاعات الحركة ومناطقها المختلفة.
وتابع: من المقرر أن ينتخب المؤتمر العام السادس السيد الرئيس محمود عباس، بالتزكية رئيسا لحركة فتح.
وكان مقررا ان تجري الانتخابات بعد ظهر الجمعة لكن لم تحدث بسبب العدد الكبير للمرشحين الذي ادى الى تأخير اغلاق باب الترشيح الى وقت متأخر من مساء الجمعة، فيما شكك قيادي آخر من فتح بامكانية عقدها السبت لعدم وجود وقت كاف للاطلاع على اي طعونات بشأن المرشحين الذين وصل عددهم الى 96 للمركزية و531 للمجلس الثوري. وقال مصدر من المؤتمر ان الانتخابات ستتم يوم الاحد على الارجح وان المؤتمر قد يتم تمديده الى الثلاثاء.