الزيارات الملكية والرسائل التي يمكن قراءتها
في الاونة الاخيره ركز اعلام الديوان الملكي على تلخيص الزيارات الملكية وعرضها بشكل دوري وبطابع الترتيب المقصود في التسلسل الزمني والنوعي لطبيعة وأهمية الزيارات ,والمتابع أيضا يلاحظ مدى احترافية العمل مع الملك وكيفية التعامل مع الزيارات بطريقة ترقى الى تحصيل أكبر منفعة ممكنة لصالح العام ,وتوطيد العلاقات مع الخارج , وكيف أن شخص الملك و الطاقم الملكي من رئاسة الديوان ومكتب جلالته والتشريفات والحرس الملكي كانت كلها تظهر احترافية وتناغم متصل بفكر ورؤى مدروسة .
جلالة الملك في جميع لقائته مع الحكومه أكد على نقطة النزول الى الميدان واستشعار هموم المواطن والعمل على حلها ,فكانت المدرسة الهاشمية تريد أن تنبه الى أن الجلوس خلف المكاتب وانتظار التقارير والاعتماد على النظام اللامركزي أصبح لا ينسجم مع تحديات الواقع والازمة الاقتصادية التي يمر بها المواطن ,ففي آخر زيارته لرئاسة الوزراء وترؤسه لجانب من جلسة الحكومه كرر ما قاله مبين أن الميدان ما زال متعطشا لتفاعل الحكومه معه .
زيارة الملك للولايات المتحدة الامريكية والصين والاجتماعات الموسعة وعلى كافة الاصعدة كانت قد أعطت انطباعا أن قائد البلاد يريد خطة وتطبيقا ,فاجتمع باللجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب والقى كلمة امام مجلس الاعمال الاردني الامريكي في السفارة الاردنية هناك , موضحا مدى جدية الاردن في الاصلاح والتطوير ,مكرسا زيارته في تبين ان الاردن بيئة جاذبة للاستثمار ورافد حقيقي لسلم والأمن العالميين ,وفي الصين أيضا أكد جلالته أن الاردن لم يبقى مستقرا بمحض الصدفة وبين أن ثبات مواقفه واخلاص شعبه وعلى مر السنين هما السر في بقاء ذلك,ولاحظنا جميعا كيف كان التسلسل المرن والخطة الملكية في عرض الهموم وتبين مميزات الوطن في آن معا , فبين هذا وذاك كانت الدبلوماسية الاردنية تعمل بحس ملكي يخوض في جميع الاتجاهات محاولا تقليص الزمن والجهد قدر الامكان في سبيل رفد السوق والمجتمع الاردني وتنميته في مختف المجالات.
كل ما ذكر يبين أن جلالة الملك يريد ايصال رسالة الى الداخل وللحكومة بالذات أن على كل الاطراف العمل على استقبال جهوده بالعمل لا التصفيق ولن أنسى قول جلالته "أنا ابحث عن رجال "...فالثقة الملكية بالمستقبل وعرض زياراته وجدول اعماله ليراها كل الاردنيين وقبلهم المؤسسات والاجهزه المناط بها مسؤولية الاصلاح دليل على أن الملك يريد من الجميع استشعار حس المسؤولية وايصال أن الوقت والواقع في علاقة طردية ستحددها جهود الاردنيين ان كانت سلبية ام ايجابية ,والمصارحة الملكية بخصوص الاشكال والترهل الاداري اللذان تعانيان منهما بعض مؤسسات الدولة تلميح ملكي بان هناك عوائق تعرقل سرعة التغير والاصلاح في الاردن "عمليا وفكريا " وعلينا الايمان بوجوب ازالتها .