آل العارف / القدس الشريف

تم نشره الأحد 11 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 02:53 مساءً
آل العارف / القدس الشريف

عارف العارف   
شغل الدكتورعارف العارف منصب السكرتير العام لحكومة الرئيس حسن خالد أبو الهدى الصيادي المشكلة في 26/6/1926م منتدبا من حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين, ثم شغل منصب وزير الأشغال العامة في حكومة الرئيس هزاع المجالي المشكلة في 15/12/1955م والتي استقالت في 20/12/1955م أي بعد ستة أيام من تشكيلها.
وينتمي الوزير عارف العارف إلى عائلة مقدسية كان أبناؤها يتداولون أرفع المراكز في المؤسسات المقدسية, وكان الوزير عارف العارف رئيسا لبلدية القدس في فترة من الفترات لعدة مرات.
وكان عارف العارف قد ولد في القدس في عام 1892م وأتم دراسته الابتدائية فيها, ثم سافر وهو ما يزال فتى صغيرا إلى استانبول ليكمل دراسته الثانوية فيها, ثم أكمل فيها دراسته الجامعية وتخرج من جامعتها التي كانت تسمى آنذاك (دار الفنون ) في عام 1914م, وكان أثناء دراسته في استانبول يعمل في جريدة تركية تصدر في استانبول اسمها (بيام), وعندما حصل على درجة الدكتوراه من جامعة استانبول في الاقتصاد السياسي انتدب للعمل في ديوان الترجمة في وزارة الخارجية العثمانية التي كانت الأمور فيها قد آلت إلى حزب الاتحاد والترقي التي كانت على علاقات وطيدة بالصهيونية العالمية وبالمحافل الماسونية.
ولعل أبرز المحطات في مسيرة حياة الدكتور عارف العارف قصة أسره في روسيا, فعندما كان يدرس في جامعة استانبول اندلعت الحرب بين الأتراك والروس, فعمدت حكومة الاتحاديين إلى تجنيد طلاب الجامعات وإرسالهم إلى جبهة الحرب مع روسيا بعد تدريبهم وكان عارف العارف واحدا من الآلاف الذين زج بهم في تلك الحرب , وكان من حسن طالعه أن يكون واحدا من أحد عشر عسكريا بقوا أحياءً بعد أن أباد الروس كتيبة كاملة من الجيش التركي, فوقع أسيرا وأمضى فترة أسره في سيبريا في ظروف لا يتحملها إلا أولو العزم من الرجال وبقي أسيرا من عام 1915م إلى عام 1917م حين هرب مع عدد من الأسرى العرب ليلتحق بالثورة العربية الكبرى التي أعلنها الملك الشريف الحسين بن علي على حكومة الاتحاد والترقي التي أبدت حقدا عنصريا ضد كل الأجناس التي لا تنتمي إلى العنصر التركي التي كانت تحت سلطة الدولة العثمانية.
وفي أثناء مكوثه في معسكر  الأسر الذي أقيم على مقربة من مدينة (تراسنويارسك) الروسية ( 1915 - 1917م ) استطاع عارف العارف تعلم عدة لغات من لغات الأسرى الذين أزدحم بهم السجن , فتعلم الألمانية واتقنها, كما تعلم الروسية من مخالطته للحراس الروس, وكان يتقن أيضا اللغة التركية والفرنسية والعبرية والإنجليزية إلى جانب لغته الأم العربية.
واستغرقت رحلة فرارعارف العارف مع واحد وعشرين أسيرا عربيا من معسكر الأسر الروسي عدة أشهر قبل أن يصل إلى القدس, فقد اضطر العارف ورفاقه إلى سلوك طريق منشوريا فاليابان فالصين فالهند إلى أن وصلوا إلى البحر الأحمر حيث تفرقوا من هناك إلى بلادهم.
وبعد عودته من الأسر واستقراره في القدس اندمج عارف العارف بالعمل الوطني مع رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية الذين كان يذكي حماسهم للعمل الوطني ما كانوا يشعرون به من خيبة أمل بعد انقشاع حلمهم بتحقيق الاستقلال لفلسطين وبقية البلدان العربية بسبب غدر الإنجليز بالشريف الحسين بن علي ونكثهم لعهودهم التي قطعوها له بمساعدة العرب على توحيد بلادهم تحت ظل دولة عربية موحدة بزعامته, مما أدى بدلا من أن تستقل إلى وقوعها تحت سيطرة المستعمرين الإنجليز الذين كانوا يجاهرون بدعم المخططات الصهيونية لإقامة وطن لليهود في فلسطين على حساب شعبها العربي , وعندما اندلعت أول اضطرابات بين العرب واليهود في موسم النبي موسى عليه السلام وسقط فيها عدد من القتلى اليهود, سارع الإنجليز إلى القبض على عارف العارف بتهمة التحريض على الاضطرابات, ولكنه تمكن من الفرار من سجن الإنجليز برفقة الحاج أمين الحسيني, ولم تلبث محكمة عسكرية إنجليزية أن حكمت عليهما بالسجن لمدة عشر سنوات حكما غيابيا, ويقال إن الحكم كان بالإعدام ثم خفض إلى السجن لعشر سنوات ...وعندما أعلن هيربرت صموئيل المندوب السامي البريطاني في فلسطين وهو من أصل يهودي وكان يتبنى الطروحات الصهيونية العفو عن رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية  الذين أدانتهم محاكم إنجليزية بجرائم سياسية, استثنى من العفو كلا من الحاج أمين الحسيني وعارف العارف اللذين كانا في حينه في سوريا يعملان للقضية الفلسطينية من خلال (الجمعية العربية الفلسطينية) التي أسَّساها مع عدد من رجالات الحركة العربية الوطنية والتي كان عارف العارف سكرتيرها العام, ولما أحكم المستعمرون الفرنسيون السيطرة على سوريا وأسقطوا الحكومة العربية الفيصلية لجأ عارف العارف إلى شرقي الأردن ثم عاد إلى القدس بعد صدور عفو عنه, وأسس فيها في عام 1920م مع الحاج أمين الحسيني ورفيق التميمي ومحمد عزة دروزه ومعين الماضي (جمعية النهضة الفلسطينية) ليعملوا من خلالها للقضية الفلسطينية.
وفي عام 1921م خيَّره المستعمرون الإنجليز بين قبول الوظيفة في حكومة الانتداب أو النفي خارج فلسطين,فاشترط عليهم لقبول الوظيفة -ليبقى في وطنه قريبا من الأحداث- أن يبقى على قناعته بمبادئه السياسية والوطنية فوافقوه على شرطه, فعمل في الوظيفة سبعة وعشرين عاما, من عام 1921م إلى عام 1948م, شغل خلالها مناصب مختلفة منها قائمقام جنين ونابلس ويافا وبيسان, وفي عام 1926م انتدبته حكومة الانتداب ليعمل في حكومة إمارة شرقي الأردن التي كانت تسمى (حكومة الشرق العربي) سكرتيرا عاما للحكومة لمدة ثلاث سنوات.
ولعل أثمن ما قدمه الوزير عارف العارف للقضية العربية والإسلامية بشكل عام وللقضية الفلسطينية بشكل خاص ما كان يبديه من جلد وكفاءة وصبر في تدوين الأحداث التي كانت تمر بها قضية فلسطين والقضايا العربية والإسلامية, حتى ليكاد يكون من أكثر رجالات الحركة العربية الوطنية اهتماما جادا بتوثيق الأحداث وتسجيلها, ولا تزال, وستبقى مؤلفاته الموسوعية المرجعية عن القضية الفلسطينية بشكل خاص المرجع الأهم في دراسة أوضاع القضية الفلسطينية وأوضاع الأمة العربية منذ بدايات الصراع الإسلامي / العربي / الفلسطيني.
وكان الدكتور عارف العارف يتمتع بقدرات صحافية مكنته من ممارسة مهنة الصحافة حتى في أحلك الظروف, ففي أثناء وجوده في الأسر في روسيا أصدر مجلة هزلية للترويح عن الأسرى العرب أطلق عليها اسم (ناقة الله), وربما استفاد في تحرير مجلته من الخبرة التي استفادها أثناء عمله في جريدة (بيام) التركية أثناء دراسته الجامعية في استانبول (1914) , وبعد هروبه من الأسر واستقراره في القدس أصدر الدكتور عارف العارف بالاشتراك مع الصحافي حسين البديري  في 8 /9/ 1919 م جريدة أطلقا عليها اسم (سوريا الجنوبية) وطفقا من خلالها يروجون المبادئ الوطنية وفي مقدمتها الدعوة لاستقلال بلدان سوريا الجنوبية (الأردن وفلسطين), والدعوة لتوحيد جناحي سوريا الطبيعية , سوريا الشمالية ( سوريا ولبنان ) وسوريا الجنوبية (الأردن وفلسطين) لتكون وحدة سوريا الطبيعية نواة لوحدة عربية كاملة توحد جميع بلدان الوطن العربي, بالإضافة إلى قيامهما بإذكاء الروح الوطنية ضد المستعمرين الإنجليز والفرنسيين وضد المخططات الصهيونية لإقامة وطن لليهود في فلسطين , وكانت جريدة (سوريا الجنوبية) أول جريدة عربية تصدر في القدس بعد سقوط فلسطين تحت سيطرة المستعمرين الإنجليز بعد خروج الأتراك منها, وكانت جريدة (سوريا الجنوبية) تنطق باسم (النادي العربي) الذي كان العارف من مؤسسيه, والذي كان أقرب أن يكون حزبا سياسيا من كونه ناديا رياضيا وثقافيا, وكان شعار النادي عبارة عن كلمتين هما (أرضنا  لنا).
 ومن أبرز ما تركه الوزير عارف العارف للمكتبة العربية هذه المؤلفات :
كتاب القضاء بين البدو (1933م) , كتاب تاريخ بئر السبع (1934م), كتاب تاريخ غزة(1943م),كتاب الموجز في تاريخ عسقلان(1943م), كتاب تاريخ الحرم القدسي  (1947م),كتاب المسيحية في القدس (1951م),كتاب الموجز في تاريخ القدس  (1953م), كتاب تاريخ قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك (1955م) , كتاب رؤياي ( الطبعة الأولى 1943 - الطبعة الثانية 1957م), كتاب النكبة - الجزء الأول (1956م), الجزء الثاني (1957م), الجزء الثالث (1958م), الجزء الرابع (1959م), الجزء الخامس (1960م), كتاب النكبة في صور (1960م), كتاب المفصل في تاريخ القدس (1961م), كتاب سجل الخلود (1961م), بالإضافة للعديد من الكتب بلغات أجنبية.
وقد قام مركز الأبحاث الفلسطيني بجمع العديد من كتابات الوزير عارف العارف ونشرها في إصدارات حملت الأسماء التالية:
من أوراق عارف العارف, مآخذي على الحكم الإسرائيلي, مأساة وادي اللطرون, الدور والمنازل العربية التي هدمت في فلسطين, غزة نافذة على الجحيم, مأساة البدو في قطاع غزة, الفدائيون, المبعدون عن بلادهم, وسائل الإعلام, المعذبون في السجون, الهيئة الإسلامية, أحداث الساحرة, المساعي السلمية,  الحرب الأهلية في عمان, الجيش الأردني , الدول العربية مصر وسوريا والأردن, الشهداء الخالدون, اللاجئون, المحكومون في السجون, أحداث رفح ومأساة البدو من أهلها, مأساة قريتي أقرت وكفر برعم.
   نسب آل العارف
   يورد كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب  أسماء ست عائلات فلسطينية تحمل اسم عارف دون إعطاء تفاصيل عن أصولها وجذورها وتتوزع في حوسان ودير العصون وبرقة ويعبد والشجاعية وأبو ديس, ويورد اسمي عائلتين تحملان اسم العارف إحداهما في الدهيشة والأخرى في القدس الشريف ويذكر أن الوزير عارف العارف ينتمي إليها, ولكن دون إعطاء معلومات عن جذورها.
ويكتفي كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري بإيراد اسم عالة تحمل اسم عارف دون إعطاء معلومات عن جذورها أو مكان سكنها.
وتحدث كتاب (بلادنا فلسطين) لمؤلفه المؤرخ مصطفى مراد الدبَّاغ في مواضع كثيرة عن الوزير عارف العارف ومواقفه الوطنية وإنجازاته الأدبية والصحفية, ولكنه لم يتحدث عن أصول عائلته.
وأهيب بالمهتمين الذين تتوفر لديهم معلومات مفصلة عن أصول عائلة آل العارف التلطف بتزويدي بها لأقوم بنشرها في حلقة قادمة بإذن الله عزَّ وجلَّ.
تنوي¯¯¯¯¯¯ه
ردا  على إستفسارات العديد  من متابعي الدراسة, أشير إلى أن الجزء الأول من كتاب (التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية) متوفر في مكتبة مصابيح / المختار مول / مقابل جريدة العرب اليوم وفي دكان الهدايا في المستشفى الإسلامي / العبدلي .
لا شكر على واجب
تلقيت العديد من الإتصالات الهاتفية من العديد من الشخصيات الكريمة من آل غنما وآل النمري وآل معمر أثنوا فيها على الجهد المبذول في إعداد الدراسة, وعزَّزوا المعلومات التي أوردتها الدراسة في حلقات سابقة عن عشائرهم مع بعض الملاحظات التي سآخذها بعين الإعتبار عند طباعة الجزء الثاني من كتابي (التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية), كما أبدوا شكرهم وتقديرهم لصحيفة (المدينة) على نشرها للدراسة مما يتيح لشريحة واسعة من المواطنين الإطلاع على أصول وجذور العشائر والعائلات الأردنية والفلسطينية التي شارك أفراد منها في الحكومات الأردنية.
تص¯¯¯وي¯¯¯ب
في الحلقة السابقة تحدثت عن الوزير والنائب والقاضي السابق الأستاذ يعقوب معمر وعن جذور آل معمر التي تعود إلى بلدة الأصلحة في منطقة السويداء بسوريا (جبل العرب/ جبل الدروز), وذكرت أن اسم العمامرة يطلق على آل معمر, وأود أن أشير إلى أن الأصح أن اسم العمامرة يطلق على عشيرة آل عمَّاري المعروفة في الحصن. ويُعزِّز هذه الرواية كتاب(قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري الذي يورد الاسمين معاً, آل عمَّاري, والعمامرة في حديثه عن عشيرة آل عمَّاري الذين يعودون بجذورهم إلى عائلة آل الخازن اللبنانية الشهيرة التي تتوارث مشيخة وزعامة منطقة كسروان في لبنان. وسأتحدث بالتفصيل في حلقة قادمة بإذن الله عن جذور عشيرة آل عماري »العمامرة« في سياق الحديث عن الوزير الدكتور نبيل عمَّاري الذي شغل منصب وزير التخطيط في حكومة الرئيس الدكتور فايز الطراونة المشكَّلة في 21/8/1998م.
من بريد القراء الكرام
حول عشيرة آل الحصان
( عيال الحصان ) / معان
الأستاذ الفاضل  زياد أبو غنيمة  المحترم
تحية طيبة والسلام عليكم  ورحمة الله وبركاته
بداية اسمح لي أن أشكرك جزيل الشكر على ما تقدمه من معلومات حول العشائر الأردنية , فقد أثرت علم الكثيرين حول أصولهم وأسأل الله ان يجعل هذا العمل في موازين حسناتك.
أستاذي الفاضل:  أنا من عشيرة الحصان المعانية - جنوب الأردن, وأقيم في بريطانيا حاليا, ولدي اهتمام بالأنساب وحسب ما ذكر لي صديق أنكم منذ فترة نشرتم في صفحة التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية معلومات عن عشيرة الحصان.
وقد حا ولت ان أبحث عن هذه المعلومات التي نشرتموها في جريدة (المدينة) وللأسف لم أستطع الوصول إليها, لذا هل لكم ان ترشدوني إلى هذه المعلومات التي تخص عشيرة الحصان , وأكون لكم من الشاكرين.
مع جزيل شكري وامتناني
فواز آل الحصان                                                                                           
} ملاحظة : أنشر فيما يلي هذه النبذة عن عشيرة آل الحصان (عيال الحصان) المعانية:

نسب عشيرة عيال الحصان (آل الحصان)
ينتمي الوزير عمر مطر إلى عشيرة آل الحصان (عيال الحصان) المعانية, وهي من عشائر معان الشامية, وتقول رواية إن (عيال الحصان) قدموا من بورين إلى شرقي الأردن وإن جدهم محمود ارتحل مع أعقابه من الشوبك إلى معان, وتتوزع عشيرة (عيال الحصان) إلى أربعة فروع هي العساف والصوابطة والحينا والنسا ويتبعها عائلة المصاروة التي يُرجَّح أنها من أصول مصرية.
وكان عمر مطر قد شغل قبل توليه منصب الوزارة عدة مناصب في الحكومة العربية في العهد الفيصلي في سوريا, ومنها منصب كاتب الرسائل في قضاء معان الذي كان تابعاً كسائر مناطق شرقي الأردن للحكومة العربية الفيصلية في دمشق.
وقد ذكر هذه الرواية المؤرخ روكس بن زائد العزيزي في الجزء الرابع من كتابه (معلمة للتراث الأردني), ويشير العزيزي إلى أن بعض المراجع تسميهم (إعيال الإحصان).
وتقول رواية إنَّ عشيرة آل الحصان المعانية تعود بجذورها إلى بلدة بورين حيث لا يزال قسم منهم يقيم فيها يحملون اسم دار عمران, ومنهم قسم في قلقيلية يحملون اسم دار زايد.
ويذكر المؤرخ إحسان النمر في كتابه (تاريخ جبل نابلس والبلقاء) أن آل الحصان في معان هم أقارب آل الحصان في بورين.
وتقول رواية إن عشيرة آل الحصان لها ثلاثة فروع هي العمران والعيد والمحمود الذين يعرفون أيضأ بالعساف ومطر.
وتقول رواية أخرى إن جد آل الحصان محمود الحصان ارتحل من بورين على رأس مجموعة من أبناء آل الحصان ومجموعة من آل كريشان إلى مدينة معان.
ويعزِّز النمر في الجزء الثاني من كتابه (تاريخ جبل نابلس والبلقاء) الرواية التي تنسب عيال الحصان (آل الحصان) وعشيرة الكراشين (آل كريشان) إلى تجمع عشائر الإمامية.
ويرجِّح الدكتور سعد أبو ديه في كتابه (عشائر معان) أن يكون آل مطر عيال الحصان قد قدموا من نابلس  إلى معان مع حملة عبد الله النمر الذي أسس معان الشامية التي تندرج تحت عشائرها عشيرة عيال الحصان.
ويذكر المهيدات في كتابه (عشائر شمالي الأردن) أن عيال الحصان في بورين يحتفظون بشجرة نسب تردُّهم إلى عبد الله ابن الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب (شهيد مؤتة- الطيَّار) رضي الله عنه, ويشير إلى أن الدولة العثمانية كانت تعفي عشيرة عيال الحصان من الضرائب والتكاليف المالية تقديراً لانتسابهم للصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عن طريق ابنه عبد الله.
ويذكر المهيدات أن عشيرة آل الحصان تلتقي بصلات قربى مع عشيرة العبيدات في بني كنانه في شمال الأردن ومع عشيرة الجعافرة ومع عشيرة المومنية في جبل عجلون ومع عشيرة الشيَّاب في الصريح, كما يشير إلى انتشار عشيرة عيال الحصان ويسميهم (أولاد الحصان) وهي قريبة من الاسم الآخر الذي عرفوا به (عيال الحصان) في فلسطين وفي مصر وفي سوريا وفي السعودية وفي العراق وفي الكويت.
حول عائلة آل  الجندي
تلقيت من السيد صقر الجندي رسالة يستفسر فيها عن أصول عائلة آل الجندي , تقول الرسالة :
أبارك جهدكم المفيد والقيم الذي تنشره (المدينة) الزاهرة , فنحن أمة أصول ولا فخر , لنا إرث عائلي مجيد تفتقر له كثير من الأمم .
أستاذي العزيز , أرجو التكرم بتقديم معلومات عن أصول عائلة آل  الجندي, وهل هناك روابط بين العائلات التي تحمل اسم الجندي في الأردن وفلسطين وسوريا ومصر, وهل أصلها واحد ..?
ملاحظات على الرسالة :
سأحاول في حلقات قادمة أن أتحدث  بالتفصيل عن أصول عائلة آل الجندي , وإلى أن يتم ذلك بإذن الله عزَّ وجلَّ أشير إلى المعلومات المتوفرة التالية:
يورد كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّارين عائلتين في فلسطين تحملان اسم آل الجندي ,إحداهما في دير ياسين وتتفرع إلى دارأحمد ودار إسماعيل , والثانية من عشيرة المخامرة التحاتا ومسكنهم في بلدة يطا ( يطه) / الخليل.
ويورد كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب عدة عائلات تحمل اسم آل الجندي تتوزَّع على خان يونس ويافا ويطا ( يطه ) / الخليل والعرُّوب , ولكنه لم يتطرق إلى وجود أو عدم وجود علاقة قرابة بينها .
وتنتشر عائلات تحمل اسم آل الجندي في سوريا ولبنان ومصر, ولكن لا تتوفر لي حاليا معلومات مفصَّلة عنها.
 وفي بدايات القرن العشرين المنصرم برز السيد عزَّة الجندي , والأرجح أنه من سوريا , كواحد من الشباب العربي الناشطين في التصدِّي لسياسات رجالات حزب الإتحاد والترقي الماسوني الذي سيطر على مقاليد الأمور في أواخر سنوات الدولة العثمانية, وهي سياسات كانت تهدف إلى طمس الهوية العربية لحساب الهوية الطورانية, وكان عزَّة الجندي من مؤسسي (المنتدى الأدبي) -( 1909 م) الذي كانت تنطلق منه نشاطات الشباب العربي, وقد استفزت هذه النشاطات رجالات حزب الإتحاد والترقي المتسلطين على بلاد الشام , فحلوا المنتدى ( 1915 م) وألقوا القبض على مؤسسيه, وأعدموا عزَّة الجندي وعبد الكريم الخليل وسيف الدين الخطيب ورفيق رزق سلوم.
وفي الأردن التحق الضابطان في الجيش العثماني عبد القادر الجندي وأحمد صدقي الجندي  بالثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف / الملك الحسين بن علي ضد تسلط حزب الإتحاد والترقي الماسوني على بلاد الشام, وكانا من بين عشرات الضباط العرب الذين التحقوا بالأمير المؤسس ( الملك لاحقا ) عبد الله بن الحسين بعد وصوله إلى معان في 11/ 11/ 1920م ( 11/ ربيع الأول / 1339 هجرية), وكان ممن التحق بالأمير عبد الله  من رجالات الأردن الشيخ حمد بن جازي والشيخ مثقال الفايز والشيخ مشهور الفايز والشيخ حديثه الخريشة والشيخ حسين الطراونة والشيخ عطيوي المجالي وسعيد المفتي والضباط محمد علي العجلوني وخلف محمد التل وأحمد التل وبهجت طبَّارة  وقد أوكل الأمير عبد الله إلى الضابط عبد القادر الجندي مسؤولية تدريب وإعادة تنظيم الكتيبة التي رافقت الأمير من مكة المكرَّمة, وبعد إكمال المهمة نقله إلى كتيبة الدرك الإحتياطي التي تمَّ تشكيلها بعد استقرار الأمير في عمَّان, وبعد انتقال الإمارة إلى عهد المملكة أصبح أمير اللواء عبد القادر باشا الجندي نائبا لرئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني , وأصبح اللواء أحمد باشا صدقي الجندي مرافقا خاصا للأمير / الملك المؤسس عبد الله بن الحسين.
وأهيب بالمهتمين من أبناء عائلة آل الجندي في الأردن أن يزوِّدوني بما يتوفر لديهم من معلومات عن أصول عائلاتهم وعلاقاتها بالعائلات الأخرى  التي تحمل نفس الاسم. 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات