سجل أنا عربي.."أثرياء عرب" ينقذون كازينوهات لندن من "الكساد الاقتصادي" !

المدينة نيوز- مضت 28 سنة على اغلاق ابواب كازينو بلاي بوي (الشاب اللعوب) في شارع بارك لين بلندن. وكان هذا النادي يضم بين اعضائه الممثل الشهير بدور جيمس بوند الاسكتلندي شون كونري ونجم كرة القدم جورج بست وقد اتسم بالروعة في العاصمة البريطانية خلال السبعينات من سنواته الذهبية.

ومع ارتفاع اسعار النفط على خلفية ازمة الطاقة، تدفق الكثير من الشيوخ والامراء العرب نحو طاولات القمار اللندنية يحملون معهم الثروة الجديدة. ولم تشهد كازينوات حي ماي فير الراقي ما يماثل تلك "الخيرات" !.

وتقول صحيفة "ذي صنداي تايمز" البريطانية ان دولاب الروليت لم يدر حول ذاته بمثل هذه السراعة منذئذ، وفقدت الكازينوات بعض رونقها. فقد ادى انخفاض سعر النفط الى ابتعاد الكثير من العرب عن القاعات الخاصة في افضل كازينوات العاصمة البريطانية، بينما لوت الضرائب المرتفعة اذرع ارباح تلك المواقع التي امتازت بأفخر المشهيات.

وقال مارك هارمز، مؤسس شركة شركاء المتعة الدولية، ومستشار عدد من شركات المقامرة، ان "الحكومة البريطانية تسببت نتيجة تغيير نسبة الضريبة الى وضع هذه الاعمال في مهب الريح".

وبدأت كازينوات ماي فير في البحث عن وسائل جديدة لتعويض الميزانية ولتوفير درجة من الاستقرار الى ما كان قطاعا نشطا شهيرا.

وسيحاول كازينو "لي امباسادير" الذي اتخذ مقرا له في مبنى بحي ماي فير كان ذات يوم منتجعا يأوي اليه الملك هنري الثامن خلال موسم الصيد، اعادة بعض الرونق الى هذه الاعمال وخلق ما يأمل بان يكون مصدرمغريا للدخل في ذات الوقت. اذ سيفتح القاعة الحمراء، وهي ناد خاص تتكلف العضوية فيه ألف جنيه سنويا حيث تعزف فرقة موسيقية الالحان المفضلة وتقوم بالخدمة مضيفات يعرفن بـ"فتيات القاعة الحمراء".

وامكن اقناع بربارا هيغ التي دربت فتيات "الارانب" في نادي بلاي بوي بالخروج من عالم التقاعد لتدريب العاملات الجدد.

ويتكلف هذا المشروع مليون جنيه استرليني، وهو ليس الا جزءا من عناصر اعادة ترميم الموقع، ويهدف الى وضع اسس اكثر استقرارا لتدفق المال. وقال الن غودينو، مدير الكازيون انه "كلما امكننا الحصول على تدفق متواصل من الدخل من الاعضاء وانشطة العمل وما شابهها، كلما شعرت بسعادة اشد".

وتتخذ المواقع المنافسة خطوات مماثلة، بتوفير دخل لا علاقة له بالقمار. ومنها كازينو "كروكفوردز" المجاور الذي بدأ في اعداد قاعته الكبرى لكي يتم تأجيرها لغير الاعضاء لاحياء حفلات خاصة.

وقد تكون هناك مرابح اخرى من وراء تلك الخطوات. فبالاضافة الى تدفق مدخول جديد فقد قام بليونير التبغ الاندونيسي بوتيرا سامبيرنا بشراء "لي امباسادير" العام 2006 مقابل 115 مليون جنيه، وتأمل ادارة الكازينو في ان تجذب "القاعة الحمراء" اعضاء جدد الى الكازينو.

ان البحث عن دماء جديدة اصبح ملحا اكثر حيث ان على لندن ان تتنافس مع مراكز مثل لاس فيغاس، مونتي كارلو، ماكاو بحثا عن الاثرياء. ويجذب المسؤولون في هذه المواقع زبائنهم باستئجار طائرات نفاثة لنقل الضيوف او التقاطهم من الفنادق الفاخرة. وتحاول الكازينوات البريطانية ان توفر مغريات مماثلة من الناحية النظرية على الاقل وان كان ذلك غير شائع في الواقع.

ويقول كودينو "عندما تدير الاعمال في منطقة مثل وسط لندن، حيث ضريبة القمار تصل الى 50 في المئة، وحيث ترتفع تكاليف التشغيل في عاصمة كبيرة، فان الهامش المتوفر لهذا النوع من الامور يتآكل تماما".

لكنه نفى ان يكشف عن مبيعات او ارباح الكازينو، الذي كان يحقق في سنوات الازدهار أرباحا تقدر بما بين 10 الى 12 مليون جنيه. وان قال ان: "هذه الاعمال كانت تدر ارباحا افضل قبل عشر سنوات مما هي عليه اليوم بوجه عام".

ويمثل كل من العرب والشرق الاقصى من المقامرين 30 في المئة من زوار الكازينوات في لندن. ويأمل المسؤولون عن الكازينوات ان تبدأ الاعمال في النهوض بعد ان اغلق رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الكازينوات في موسكو وبيترسبرغ. وقال احدهم "هناك المزيد من اللاعبين من روسيا والجمهوريات السوفياتية سابقا".

فاذا كان الحال كذلك، فانه سبب اخر لان تكون القاعة الحمراء في احدث كازينو بحي ماي فير قد اتخذ لنفسه اسما مناسبا.