وثيقة سرية.. بلير اعد لحرب العراق قبل عام من وقوعها !

المدينة نيوز- كشفت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية عن وثائق حكومية سرية تبرز الأخطاء المروعة التي ارتكبتها بريطانيا وعملية التغطية التي حصلت لإخفاء الحقائق أثناء احتلال العراق.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته الأحد مع اقتراب موعد بدء جلسات الاستماع العلنية في التحقيق حول دور بريطانيا في احتلال العراق وما ترتب على هذا الاحتلال أن الوثائق التي حصلت عليها تكشف عن نقاط ضعف أساسية في استراتيجية بريطانيا تجاه احتلال العراق.

وأشارت إلى أن الوثائق تتضمن مقابلات مع عسكريين عبروا عن مشاعر الإحباط والغضب من الوزراء والمسئولين في الحكومة البريطانية.

وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ضلل أعضاء البرلمان والجمهور عندما ادعى بأن هدف بريطانيا من الحرب على العراق كان نزع أسلحته وأنه ليس هناك تخطيطا لعمل عسكري ، بينما الحقيقة أن الجيش البريطاني بدأ بالتخطيط لغزو شامل في فبراير / شباط 2002.

ولفتت إلى أن الوثائق تضع بيانات بلير أمام البرلمان وأثناء فترة الاعداد للحرب موضع شك ، مشيرة إلى أنه في 16 يوليو/تموز عام 2002 ووسط تخمينات إعلامية متزايدة عن دور بريطانيا المستقبلي في العراق ، سئل بلير : هل تستعد لعمل عسكري محتمل في العراق وأجاب حينها بـ "لا".

كما أن بلير وعند تقديمه للملف سيىء السمعة عن أسلحة الدمار الشامل المفترضة في العراق في 24 سبتمبر/أيلول عام 2002 قال للبرلمان فيما يتعلق بأي خيارات عسكرية :" نحن لسنا في مرحلة تحديد تلك الخيارات لكن بالطبع من المهم في حال وصولنا إلى تلك النقطة أن نقوم بأكمل مناقشة ممكنة لهذه الخيارات".

ونوهت الصحيفة إلى أن الوثائق تتضمن ايضا رزمة من النسخ الحرفية عن مقابلات اجريت مع ضباط بعد عودتهم مباشرة من العراق ووجهوا انتقادات لاذعة لاخفاقات الحكومة واداء وزارتي الدفاع والخارجية التى أنشأت وحدة التخطيط لما بعد الحرب في أواخر فبراير/شباط عام 2003 أي قبل 3 أسابيع فقط من بدء الحرب.

واختتمت الصحيفة أن هذه الوثائق ظهرت قبل يومين من بدء جلسات الاستماع العلنية في التحقيق بحرب العراق الذي ستجريه لجنة برئاسة السير جون تشيلكوت وهو موظف حكومي سابق .

وكان رئيس الحكومة البريطانية الحالي جوردون براون أعلن في يونيو/ حزيران الماضي عن هذا التحقيق "المستقل" الذي تطالب به عائلات الجنود والمعارضة منذ فترة طويلة وقد تم فتحه رسميا في اواخر يوليو/ تموز الماضي.

ومن المتوقع ان تسلم اللجنة تقريرها النهائي في اواخر 2010 وقد استمعت حتى الآن الى معظم اسر الجنود البريطانيين الـ179 الذين قتلوا في العراق.