دراسة عن الأسباب الاجتماعية للبطالة وسبل معالجتها

المدينة نيوز - قال استاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور مجد الدين خمش ان من بين الأسباب الاجتماعية للبطالة في المملكة كثرة الإنجاب في الأسرة الأردنية حيث ان معدله 6ر3 طفل لكل سيدة حسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة في مسح السكان والصحة الاسرية لعام 2007 .

واضاف ان ذلك يؤدي إلى الإخلال بالعلاقة بين عدد الداخلين الجدد إلى سوق العمل سنوياً وقدرة الاقتصاد الاردني بقطاعيه العام والخاص على توليد فرص عمل كافية لهذه الأعداد سنوياً .

واشار الدكتور خمش في دراسة اعدها حول الاسباب الاجتماعية للبطالة وسبل معالجتها اعتمد فيها على أدلة إحصائية منشورة أردنيا وعربيا ودراسات ميدانية أردنية لتوثيق وإبراز هذه الأسباب ان من بينها كذلك عدم الالتزام المناسب بقيم وسلوكيات العمل الإيجابية من قبل بعض أصحاب المحال التجارية والخدمية الصغيرة ما يؤدي إلى فقدانهم لزبائنهم بالتدريج وتراجع أرباحهم واستغنائهم عن عدد من العاملين لديهم.

ويتضح من الأدلة الإحصائية أن هذه المحال فقدت 35 ألف فرصة عمل في عام 2007 أضيف فاقدوها إلى معدل البطالة .

وقال ان هذه الاسباب تتمثل كذلك بضعف الشعور الطبقي لدى أبناء الطبقة الشعبية ما يزيد من تطلعهم للحصول على الوظائف الحكومية التي أصبحت قليلة ويقلل من إقبالهم على المهن الخدماتية واليدوية , وهي متوفرة في سوق العمل بكثرة.

وقال ان عدم المواءمة الكافية بين مناهج التعليم الجامعي ومتطلبات سوق العمل والتي تشمل المهارات الحياتية والتطبيقية ومهارات تكنولوجيا المعلومات وإتقان اللغة الإنجليزية كلغة عالمية للأعمال والتجارة والتكنولوجيا الحديثة من الاسباب الاجتماعية للبطالة ايضا .

واشار الدكتور خمش في دراسته الى ان قلة مشاركة المرأة الأردنية في النشاطات الاقتصادية خارج المنزل تشكل سببا مهما من اسباب البطالة إذ شكلت النساء في الربع الثاني من العام الحالي بحدود 16بالمئة من القوى العاملة ويعود ذلك إلى مجموعة من التقاليد والقيم الاجتماعية القديمة .

واستعرضت الدراسة اسباب إحجام الشباب الأردني بما في ذلك حملة الشهادة الثانوية أو أقل - وهم يشكلون غالبية المتعطلين - عن العمل في المهن الخدماتية واليدوية ومهن البناء والإنشاءات بسبب عوامل سلوكية قيمية اصطلح على تسميتها ب ( ثقافة العيب).

اما سبل وآليات معالجة هذه الأسباب الاجتماعية للبطالة وهي سبل وآليات أدت وتؤدي الى تراجع معدل البطالة فتشمل بحسب الدراسة آليات سياسية، واقتصادية وبخاصة مبادرات جلالة الملك عبد الله الثاني ، وتوجيهاته السامية للحكومة والمسؤولين بشكل عام ومبادرات جلالة الملكة رانيا العبد الله والسياسات والبرامج الحكومية الهادفة إلى تشجيع الاستثمار وزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي وتدعيم التدريب المهني وتقديم القروض الميسرة لإنشاء المشروعات الصغيرة وإيجاد فرص عمل جديدة مناسبة تغطي حاجة الداخلين الجدد إلى سوق العمل.