العقل له دور مركزي في شفاء الجسد

المدينة نيوز - الحضارات الشرقية القديمة كانت تدرك تماما اثر الدماغ على الجسد، لكن هذه المعرفة بدت تتلاشى مع ظهور الاكتشافات الغربية والفكر الغربي الذي يرى أن الجسد يتأثر بعوامل خارجية مثل البكتيريا والفيروسات وغيرها.
فالدماغ يرسل نبضات الأعصاب إلى أنسجة الجسم، بما في ذلك النهايات العصبية في نخاع العظم والغدة الصعترية والطحال، والغدد الليمفاوية. وفهم هذه الحقيقة يسهل علينا ان نفهم لماذا يؤثر كل ما نفكر به ونتخيله بشكل عميق على صحتنا.
وعند وضع تلك الحقائق في الحسبان يصبح من السهل علينا إعادة برمجة العقل ليتمتع المرء بالصحة الجيدة. والعلماء في القرن العشرين قدموا أدلة جديدة تثبت أن هنالك علاقة تربط الدماغ بالجسد فأصبح الاطباء الناجحون يعالجون مرضاهم بطريقتين أولهما اعطاء علاج للمرض الذي سببه غزو أجسام غريبة او بسبب تأثر الجسد بعارض ما. والطريقة الثانية هي التشافي باستخدام نظرية التكامل بين العقل والجسد إما بالتأمل بأنواعها أو بالتنويم المغناطيسي بأنواعه والتخيل، وهي طرق اثنت العلماء فعاليتها في تطوير الذات والشفاء التام من الأمراض في حال تم تنفيذها على أيدي خبراء.
التأمل: وهي استراتيجية شائعة لتواصل العقل مع الجسد وهنالك أنواع عديدة من التأمل وتعني أي نشاط يمكن ممارسته للتحكم بالانتباه وهذه التقنية تساعد المرء لتحقيق استجابة الاسترخاء. وهنالك شكلان من التأمل بشكل عام كل منها له ادواته وأساليباه الخاصة واهدافه الخاصة أيضا وهي تأمل التركيز والتأمل العقلي.
تأمل التركيز: وهو أحد أكثر انواع التأمل شهرة فهي تخفف من التوتر وتعد ممارسة شائعة للشفاء من بعض الامراض وأدخلها الى الغرب معلم اليوغا ماهيريشي ماهيش. لممارسة هذا التأمل لا يجب على المرء تغيير معتقداته وفلسفته أو حتى نظامه الغذائي أو نشاطه الفيزيائي وبدلا من ذلك فإن التركيز ينصب على شيء واحد فقط الاحساس بالهواء يدخل الى الجسد ويخرج منه بكل هدوء وصفاء، ويجب على المرء أن يبقى متيقظا طوال فترة التأمل في هذا الأسلوب، وفي حال تشوش المرء بأفكاره وبصور تمر الى عقله عليه الحصول على التركيز مرة أخرى وإعادة المحاولة وفي هذا التأمل يجب على المرء الجلوس بوضعية مريحة جدا لتخفيف الاثر الجسدي على التامل وينصح أن يتامل المرء بهذه الطريقة مرتين في اليوم لمدة 20 دقيقة للحصول على النتائج المرغوبة.
التأمل العقلي: وهو نوع أخر من التأمل وهو متعلق بالإدراك المتعمد اللحظي ويبدأ بالتامل في شيء واحد فقط ثم يتوسع الى المحيط من حولنا فيراقب المرء في هذا التأمل أفكاره ومشاعره وإحساسه من دون إطلاق الحكم أو التحليل عليه.
ويبين متبعو هذا الاسلوب ان المرء في التأمل العقلي يراقب أفكاره ومشاعره ويتقبلها بطريقة يمكنه حل التوتر لديه بسبب يقظته العقلية من دون إبداء أي ردود فعل من أجل تقليص حدة التوتر وتقبل الذات.
الاسترشاد بالمخيلة
وهذا الأسلوب يستخدم العقل والمخيلة لاطلاق الاسترخاء وعلاج الردود الفيزيائية، وفي هذا الأسلوب يستمع المرء الى تسجيل لشخص يقدم ارشادات يوصل فيها المرء الى الاسترخاء، واجمع علماء على فاعلية هذا الاسلوب في جعل المرء يسترخي ويخفف عنه القلق وحتى في جعله يحصل على نوم عميق. ويعتقد العلماء أن التخيل قد يساعد المرضى على الشفاء لأنه يحفز الشفاء بتنشيط الجانب الأيمن من الدماغ –وهو الحانب المسؤول عن العواكف والابداع.كما ان طاقات الجسم الذاتية الخاصة التي تعمل على الشفاء من الأمراض تصبح اكثر كفاءة على العمل عندما يكون المرء مسترخيا وهذا السبب الذي يدفع العلماء الى استخدام أسلوب التخيل بالتزامن مع تقنيات وتمرينات الاسترخاء.
عندما يكون المرء متوترا يمكن للتخيل أن ينقله الى عالم من الاسترخاء العميق وهذا، في حد ذاته، هو علاج ناجع والتخيل يتعلق بالجلوس مكان هادئ، مرة أو مرتين في اليوم، وتشكيل صورة في الذهن حول الشيء الذي يرغبه المرء سواء الحصول على الصحة المطلوبة او تخيل الحصول على حياة افضل.
التنويم المغناطيسي
وهو يشبه الاسترشاد بالمخيلة ويستخدم قوة التركيز للعقل والمخيلة لتحسين الصحة وتغيير العادات السيئة مثل التدخين والادمان، تحقيق التوازن العاطفي. ويفسر العلماء تأثير التنويم المغناطيسي بأن الانتباه والافكار والاقتراحات المركزة في حالة الاسترخاء لها تأثير قوي على العقل ففي التنويم المغناطيسي يتم تصميم الصور والاقتراحات من أجل مساعدة المرء على تحقيق أهدافه.