حوارية تدعو الى تجفيف منابع التطرف وعدم توظيف الدين للإرهاب
المدينة نيوز - دعا مشاركون في ندوة حوارية نظمتها المبادرة الاردنية للبناء زمزم بعنوان "التطرف الفكري والاجتماعي الاسباب والحلول" مساء الثلاثاء، إلى "وجوب تجفيف منابع التطرف الارهاب اينما وجد، والتعامل مع هذه المشكلة كظاهرة انسانية، وسلوك بشري منتشر بين كل شعوب العالم وبين اتباع كل الأديان".
ونبه المشاركون الى اهمية عقد الندوات والحوارات والنقاشات المستفيضة حول التطرف من اجل وقاية مجتمعاتنا منه ولضمان مستقبل الاجيال المقبلة في وقت انتشرت الفوضى في كثير من البلدان العربية المحيطة بنا، نتيجة عدم الفهم السليم للدين، ولغياب لغة الحوار والمشاركة السياسية، وغياب العدالة والاستراتيجيات السليمة للتعامل مع التطرف بمختلف ابعاده واشكاله.
واشار الباحث والكاتب الصحفي حسين الرواشدة في معرض تحليله لأسباب التطرف في البلاد العربية، الى "ان التطرف يرتكز على التخلف، ويتحرك في كل المجالات ويتغذى على ظروف اقتصادية واجتماعية متعددة، وقد يكون وسيلة دفاع يلجأ اليها الذين يحسون بالظلم او من تتعرض كرامتهم للإهانة"، مؤكدا ان اخطر انواع التطرف هو الذي يحمل صبغة دينية حيث اصبح الدين جزءا من المشكلة بدل ان يكون حلا لها.
واضاف ان التطرف والعنف اصبح صناعة لها تجارها تتحرك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية وغيرها، لكن "أخطرها التطرف الديني لأن المتطرف يستخدم الحماس الديني ويوظفه للتغطية على جرائمه"، مشيرا الى ان هناك توظيفا سياسيا للعنف والتطرف من خلال التركيز على العنف الديني وربطه بالإسلام.
وعرض الرواشدة لموقف الدين من التطرف والمراحل التاريخية التي نما بها خلال حقب تاريخية كانت بيئة خصبة لنمو التطرف، سواء أكان ذلك عصر الفتنة او عصر المحنة، مؤكدا ضرورة اعادة النظر بتعريف الدين وما هي مجالات حركته وما هي العلاقات التي تربط الدين بالقضايا الانسانية، وتوضيح العلاقة الجدلية بين الدين والسياسة.
من جهته قال الكاتب حسن ابو هنية، "ان التطرف سلطة عالمية"، وقد عانت الامم منه في عصور الاستعمار الكونيالي، النازي والفاشي والماركسي بصورة كبيرة، مشيرا الى ان العنف الذي افاض على العالم العربي هو من الاستعمار، لكن ليس سببه الثقافات والاديان وانما الممارسات المنبثقة عنهما.
واشار الى العلاقة بين التطرف وغياب العدالة، موضحا ان "سر جاذبية داعش انها تحولت الى ايديولوجيا جاذبة في ظل مقاومة الاسلام السياسي ومقاومة الاعتدال وغياب العدالة وانتشار الظلم".
وقال الكاتب منار الرشواني، "ان التطرف مسألة عرض وطلب من خلال وجود قواعد تتقبل ذلك وتستهلكه"، لافتا الى ان التعامل بمعايير مزدوجة يعزز التطرف، وذلك عندما "يُغض الطرف عن ارهاب طرف والتركيز على ارهاب آخر الأمر الذي يعزز التطرف بشكل عام".
واشار الى خطورة ربط الارهاب "بالاسلام السني" لأنه سيزيد تعاطف اهل السنة مع بعض الجماعات المتطرفة، "لذا يجب ان يكون الصوت عاليا في ادانة الارهاب مهما كانت دوافعه ومنابعه".
واكد منسق مبادرات زمزم المهندس عبدالله غوشه، اهمية القضاء على الارهاب اينما وجد، لأنه يشكل تعديا على النفس البشرية التي حرم الله قتلها الا بالحق، لكن على المجتمع الدولي ان يفهم جيدا ان من اسباب زيادة التطرف في المنطقة هو "غياب القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي، لذا يجب ان تعود القضية للواجهة كقضية مركزية يجب ان تحل، وان يستعيد الشعب الفلسطيني الذي عانى من ارهاب المحتل زمنا طويلا حقه المسلوب".
واعتبر رئيس الفريق السياسي في المبادرة الدكتور نبيل الكوفحي انه يجب التصدي لأي فكر متطرف، مشيرا الى ان هذه الندوة سيعقبها العديد من الندوات التي تناقش المشكلة في اطار السعي المبادرة لوضع حلول والخروج بصيغ توافقية.
وقال الدكتور رحيل غرايبة "ان المنطقة بدأت تنحو نحو الفوضى وهذا يؤثر على مستقبل شعوبنا واجيالنا ويجب ان لا نبقي الشعوب في موضع المتفرج بل يجب التحرك بشكل جماعي لوضع الحلول، ونحن معنيون في فهم هذه الظاهرة من اجل تحصين مجتمعاتنا ومستقبل ابنائنا".
واضاف انه "يجب الاعتراف بأن المنطقة اصبحت حاضنة للتطرف والعنف وانه لم ينزل علينا من السماء، ومن المفترض ان نبحث عن العوامل والاسباب التي اوصلتنا الى هذه المرحلة لنتمكن من وضع الحلول".
واشار الى ان الاستراتيجيات التي عالجت موضوع التطرف لم تفلح في حل المشكلة وعلينا اليوم البحث الجدي لحماية مجتمعاتنا من هذه الآفة الخطيرة.
(بترا)