الحفريات والكيماويات الإسرائيلية تشقق جدران المسجد الأقصى

المدينة نيوز- أدت الحفريات الإسرائيلية قرب المسجد الأقصى الى انهيارات أرضية متتالية كان آخرها أمس، في وسط شارع وادي حلوة بعرض 3 أمتار وطول 4 أمتار في سلوان جنوب المسجد، ما أفضى بدوره الى تشققات وتصدعات خطيرة في جدرانه، إضافة إلى مئات من العقارات والمنازل الفلسطينية المجاورة له.
وقال نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة رائف نجم "إن سلطات الاحتلال تستخدم مواد كيماوية تتخلل أساسات الأبنية وتؤثر عليها".
وأوضح أن "عدد الحفريات التي نفذتها، وما تزال، سلطات الاحتلال يزيد على 60 حفرية، منتشرة في جميع أنحاء القدس المحتلة، ولكن أشدها خطورة هي تلك الواقعة في سلوان وحول حدود المسجد الأقصى وأسفله، بينما تنفذ حفريات أخرى بعيداً عن محيط المسجد، ولكنها تؤثر على الأبنية والمعالم الأخرى، ومنها أبنية تاريخية إسلامية".
من جانبه، أكد الشيخ تيسير رجب التميمي، قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن المسجد الأقصى يعاني من تشققات وتصدعات خطيرة في جدرانه تنذر بسقوطه، إضافة إلى المئات من العقارات والمنازل الفلسطينية المجاورة له بفعل الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفله.
وأوضح قاضي القضاة أن ما يسمى بـ"سلطة الآثار الإسرائيلية" تقوم في ساعات متأخرة من الليل بملء عشرات الأكياس بالأتربة والحجارة من المناطق التي يتمّ حفرها جنوبي المسجد الأقصى وتحميلها عبر رافعات على شاحنات كبيرة، ونقلها إلى مكب النفايات المقام على أراضي العيزرية.
وطالب التميمي المجتمع الدولي بجميع منظماته وهيئاته أن يتحلى بالشجاعة وصلابة الموقف التي تمكنه من إخضاع إسرائيل حتى تنصاع لإرادته في الالتزام بمواثيقه وقراراته، داعيا الأمتين العربية والإسلامية الى التدخل الفوري والعاجل لحماية القدس ونصرة المسجد الأقصى المبارك ودفع الأخطار المحدقة به.
وقال نجم إن "ما يزيد في خطورة الحفريات، الأسلوب الذي تجرى بموجبه من حيث إضافة مواد كيماوية تهدد أساسات الأبنية، فإذا كانت الحفريات قريبة من السطح يكون تأثيرها على انهيار الأساسات أكبر وأسرع، بينما لو كانت عميقة فإنها ستؤخر عملية تأثر الأساسات بها".
وأضاف أن "وقوع انهيار أرضي جديد في منطقة وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى أمس، يثبت خطورة الحفريات المتواصلة لشق شبكة أنفاق تحت أحياء البلدة، والتي تتجه جميعها إلى المسجد الأقصى".
وأوضح نجم أن "الخطر بات قريباً على بعد أمتار قليلة فقط من المسجد، بحيث تعتبر المنطقة التي حدث فيها الانهيار أمس، قريبة من جنوب الأقصى، فكلما اقتربت الحفريات من أسفل الأقصى ازداد الخطر اتساعاً".
ولفت نجم إلى أن "الاحتلال يركز على سلوان لقربها من المسجد، ولسبب ديني يعود إلى اعتقادهم بأن مملكة داوود المزعومة كانت في حي البستان، ولذلك صادروا الحي، وأصدروا كتباً كثيرة لأهالي المنطقة، تجبرهم على المغادرة، كما صادروا أملاك عدد كبير من قاطنيها".
وأضاف أن سلطات الاحتلال "أعدت كتباً جديدة يبلغ إجمالي عددها نحو 80 ألف كتاب، لمصادرة مناطق كاملة في القدس المحتلة، أصدرت منها حتى الآن حوالي 11 ألف كتاب لمصادرة الأراضي وهدم بعض المنازل".
وحمل "سلطات الاحتلال المسؤولية عن تكرار حوادث الانهيارات في المنطقة"، محذرا من "احتمال وقوع انهيارات أخرى في المباني والعقارات التي أصابها التصدع والتشقق، نتيجة الحفريات المتواصلة في المنطقة".
ودعا نجم إلى "عمل جدي من جانب الحكومات العربية، لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية بحق المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، من دون قصر التحرك على الأسلوب القديم في الاستنكار والشجب والاعتماد على المؤسسات والمنظمات الدولية الذي لم يعد يجدي نفعاً".
وحث نجم على "اتخاذ أساليب وإجراءات عملية، والتفكير بعمل جماعي على الأرض، من أجل التأثير على سياسات الاحتلال فعلياً، إذ يجب هنا أن نتعلم من أساليب تركيا وإيران العملية".
وأوضح بأن "عمل منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) مجمد الآن تقريبا، بعد أن أصدرت قرارات للطلب من سلطات الاحتلال عدم تنفيذ مشاريع حول باب المغاربة، ولكنها بقيت حبراً على ورق، بحيث إن قرارات المنظمة لا تتبع المادة السابعة التي تلزم بالتنفيذ".
يشار هنا إلى أن قوة من شرطة وحرس حدود الاحتلال، وصلت إلى المنطقة التي وقع فيها الانهيار أمس، وأحاطتها بسواتر وحواجز ومنعت المواطنين من الاقتراب.
وكان آخر انهيار وقع قبل أقل من شهر في المنطقة نفسها من حي وادي حلوة قرب مسجد العين، وقامت بلدية الاحتلال على الفور، بردم الحفرة بالإسمنت المسلح.