حلقة نقاشية لمركز امداد للاعلام حول تحصين الجبهة الداخلية

المدينة نيوز - استعرضت الحلقة النقاشية التي نظمها في فندق لاندمارك مركز امداد للاعلام بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور مساء السبت بعنوان (تحصين جبهتنا الداخلية في مواجهة الاخطار الخارجية) سبل تمتين هذه الجبهة وتعزيز في مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة.
وتحدث في الحلقة الدكتور خالد الوزني مؤكدا وجود الارادة السياسية للمضي في الاصلاحات الاقتصادية والسياسية وتطبيق مفهوم الحاكمية الرشيدة ومكافحة الفساد وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والاستغلال الامثل للموارد المتاحة مؤكدا ان كل هذه المفاهيم تساهم في تحصين وتمتين جبهتنا الداخلية في مواجهة المخاطر المحدقة.
واضاف ان ذلك يتطلب دعم العنصر البشري والشراكة مع القطاع الخاص لتحريك عجلة الاقتصاد وتوزيع مكتسبات التنمية بعدالة على مستوى المحافظات مؤكدا ان اصلاح قطاع التعليم هو المفتاح الرئيسي لتحصين جبهتنا الداخلية.
وتحدث اللواء الركن المتقاعد محمود ارديسات عن المحور الامني مبينا ان بعض العوامل والظروف هيأت البيئة الخصبة للفكر التكفيري.. ونحن اليوم نتحدث عن داعش التي تمتلك اسلحة ثقيلة وتحتل اراض في دول عربية مجاور والخطر محدق بنا ومن الممكن ا يصلنا اذا لم نحصن جبهتنا الداخلية.
واضاف ان الوسيلة الوحيدة لاخراج داعش هي مواجتها بقوات برية مدربة مثل الجيش العراقي والبشمركة والقوى السورية المعتدلة فالقوات الجوية لا يمكن ان تقضي عليها داعيا الى اتخاذ استراتيجية امنية شاملة يلعب فيها الاعلام والتربية دورا كبيرا لاعادة التوازن الى ثقافة المجتمع من خلال خطط فكرية متكاملة يقوم عليها الدعاة والتربويون والجامعات والمساجد والاعلام.
ودعا وزير الاوقاف الاسبق الدكتور عبدالسلام العبادي الى اصلاح الخطاب الديني وتطويره للتصدي للفكر التكفيري بجرأة مؤكدا ان تقتيل الابرياء يشكل مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وأضاف لابد من ايجاد برامج شمولية توفر الحياة الكريمة لكل مواطن مشددا ان مشاكل الفقر والبطالة وانتشار الفساد كلها عوامل ادت الى ثورات الربيع العربي ولابد من اعادة توجيه الخطاب الديني وتعيين الوعاظ والدعاة المؤهلين بعيدا عن الواسطة والمحسوبية.
وقال الدكتور محمد طالب عبيدات يجب ان يكون لدينا خارطة طريق لاصلاح قطاع التربية والتعليم العام والعالي بحيث يتوفر مشروعا نهضويا شاملا لمحاربة الغلو والتطرف وضرورة اطلاق برامج توعوية وتنويرية لتعزيز منظومة القيم التي تراجعت بفعل تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة بما يؤدي الى تجذير المواطنة ودولة المؤسسات والقانون.
واكد ان الواسطة والمحسوبية والشللية اسهمت في اصابة برامج الاصلاح الحقيقي بالشلل مؤكدا ان الجامعات اصبحت تضخ الشهادات وليس المهارات كما انها تعنى بالكم وليس بالنوع داعيا الحكومة الى التقاط الاشارات الملكية السامية المتعلقة بالاصلاح الاكاديمي والتربوي فنحن بحاجة الى ثورة بيضاء شاملة اضافة الى انه يجب الاهتمام بعناصر البيئة المدرسية من معلمين وطلاب واولياء الامور.. وكل هذه العناصر تؤدي الى تحصين الجبهة الداخلية بكل تأكيد.
وكان الرئيس التنفيذي لمركز امداد للاعلام الدكتور نبيل الشريف قد اكد ان ظاهرة التطرف اصبحت تشكل تحديًا حقيقيًا لكل دول المنطقة، لافتا ان احتلال العراق وتفكيك سوريا ادى إلى نشوء تنظيمات متطرفة تدثرت بلباس الإسلام والإسلام منها براء، وولغت في دماء الأبرياء بعد أن دانت لها المدن والقرى بسرعة أذهلت الكثيرين.
وقال ان البيئات الحاضنة للإرهاب تتشكل بفعل عدة عوامل منها الإقصاء والتهميش والفقر والتمييز والفساد وغياب العدالة مبينا ان تنظيم داعش او ما يسمى بالدولة الاسلامية يقع على رأس هذه التنظيمات التي تهدد منظومة الامن الاقليمي في المنطقة برمتها..
وتركزت المداخلات الى شارك فيها عدد من النخب السياسية على ضرورة اعادة هيبة القانون وتطوير الخطاب الديني وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ومحاربة الفساد والفقر والبطالة وتوفير البيئة الحزبية مؤكدين انه لا يمكن تحقيق مفهوم الامن الشمولي في ظل تراجع الاقتصاد الوطني.
كما دعت المداخلات الى اعادة تطبيق خدمة العلم واتاحة المجال لطلبة الجامعات للانخراط في الحياة الحزبية والسياسية بدلا من انخراطهم حاليا في المكون العشائري داعية الحكومة لتطبيق المفاهيم والاشارات التي تضمنها الاوراق النقاشية الخمسة التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني.. كما انه لا بد من انعقاد مؤتمر عام لاصلاح التعليم وتفعيل دور لجان النزاهة والشفافية. بترا