لماذا بثت الجزيرة لقاء المبحوح بعد أيام من اغتياله وما هدف بقائه حبيس الادراج ستة أشهر ؟؟

المدينة نيوز – خاص – كتب المحرر السياسي : هل كانت مصادفة أن تلتقي قناة الجزيرة بالقيادي في تنظيم القاعدة في سبتمبر من العام 2002 في كراتشي ويلقى القبض عليه ( بعد ) يومين من بث اللقاء ، وأن تلتقي محمود المبحوح ( قبل ) نصف عام في دمشق ويتم اغتياله قبل أيام ؟؟ .
من قبل ، ومن بعد ، مفردات لها مدلولات لدى قناة الجزبرة التي ركزت في لقاء المبحوح وعلى لسانه : أنه ( نفذ بجلده ) من عدة محاولات اغتيال ، ولدى هذين الشخصين اللذين وقعا في الفخ : أحدهما في فخ أمريكي باكستاني ، والآخر إسرائيلي أمريكي وبجوازات سفر يقال إنها إيرلندية ، بحسب بعض التقارير .
المفارقة : أن الصحفي يسري فودة الذي كان يقدم برنامج ( سري للغاية ) على محطة الجزيرة ، تمت تبرئته من قبل القاعدة نفسها من خلال بيان أصدرته وبثته المواقع التي تكنى : ( جهادية ) وأصبح الرجل خلوا من أي اتهام حمله مسؤولية إلقاء القبض على بن الشيبة ، وهي الإتهامات التي كيلت ليسري فودة معتبرة أن بث حلقة الجزيرة قبل يومين من إلقاء القبض عليه في الباكستان هو السبب المباشر لمعرفة الإستخبارات الأمريكية والباكستانية مكان اختبائه ، إلا أن القاعدة وفي بيانها العتيد المذكور بينت : أن اللقاء تم قبل حوالي نصف عام من بث الحلقة ، وعليه فإن فودة الذي استقال من الجزيرة بعدها غير مسؤول عما جرى للطريد الامريكي الذي دبر لهجمات 11 أيلول الدموية ، بحسب بيان نسب لهذا التنظيم العالمي .
المبحوح – هو الآخر – يعتبر صيدا ثمينا لجهاز الموساد الإسرائيلي الذي بدأت ماكينته الدعائية تروج لترهات جديدة زاعمة بان الذي يقف وراء اغتياله أجهزة استخبارية في المنطقة ، وهو ما نفته تحقيقات حماس – حتى الآن – والتي أكدت بان اغتياله جاء بأيد إسرائيلية معلقة في كتف جهاز الموساد سيئ الذكر ، فالجناة الذين تطاردهم حكومة دبي ثبت أن جوازات سفرهم إيرلندية ( أو ) أوروبية عموما ، وعملية الإغتيال وقعت ( بعد ) ستة أشهر تقريبا من إجراء اللقاء المتلفز مع قائد حماس العسكري المطارد ، الذي تقول معلومات استقتها المدينة نيوز من مصادر في حماس بان صاحبها كان العقل المدبر لتهريب الأسلحة ، في حين تقول تقارير بأن القافلة التي دمرتها الطائرات الإسرائلية في السودان في وقت سابق كانت بالفعل تحمل أسلحة من تدبير محمود المبحوج نفسه .
محمود عبد الرؤوف المبحوح الفلسطيني الذي اغتيل في العشرين من كانون ثاني 2010 ، ورمزي بن الشيبة ، اليمني الذي اعتقل في 14 – سبتمبر من العام 2002 يعيدان سيرة ( من قبل ) و ( من بعد ) آنفة الذكر ، ويقول يسري فودة للشرق الاوسط السعودية الصادرة بتاريخ 26 – 9 – 2002 متهما الجزيرة والامريكان : حتى الان لا استطيع ان ادفع هاجس ان يكون هناك تعمد في توقيت الاعلان عن اعتقال ابن الشيبة عقب يومين من بث البرنامج، وليس عملية القبض نفسها التي ربما تكون قد تمت قبل ذلك بأيام ». ويضيف: «المسألة لها اعتبارات قانونية من حيث ان الاميركيين ارادوا اعترافات ابن الشيبة على الملأ عبر الشاشة الفضائية، ثم يتم الاعلان عن اعتقاله».
إذن ، كان الامريكان يعلمون بموعد البث ، وأجلوا إلقاء القبض يومين ، ولا ندري هل كان الموساد يعلم بلقاء الجزيرة مع المبحوح منذ أشهر ، أم لا ، غير أن المؤكد بأن اللقاء الذي أجري قبل هذه الأشهر الستة وظل حبيس الأدراج حمل أكثر من وجه ، في عرف مراقبين استوقفهم اللقاء وفحواه بل والتحدي الذي بدا في نبرة المبحوح عن أن الإسرائيليين حاولوا اغتياله أكثر من مرة ، مختتما ( الأعمار بيد الله ) .
بالتاكيد هي بيد الله - يقول مراقب حصيف – مضيفا : غير أن الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .