حجارة في مكتب نبيل الشريف

المدينة نيوز- خاص - من موقعه رئيسا لتحرير جريدة الدستور الى موقعه رئيسا لتحرير اعلام الحكومة، لم تبتعد المسافة كثيرا بالدكتور نبيل الشريف، الذي يصبح للمرة الثالثة ناطقا رسميا باسم الحكومة، في ثلاث حكومات تختلف في برامجها، وتختلف في حجم شعبيتها في الشارع الاردني، لكن ابا طارق ظل واقفا على المنصة ذاتها ممسكا بخيوط اللعبة الاعلامية، وقادرا على تجاوز المطبات الكثيرة التي اعترضت طريقه في المراحل الثلاث.
كان يعرف انه يهش بعصاه شجرة تحمل الكثير من الاغصان اليابسة، وتغلف اوراقها اتربة متراكمة تشوه خضرتها وجمالها، لكن وزير الاعلام والاتصال ظل حريصا على رشاقة تلك الشجرة ونضارتها في عيون الناس والوطن، وهو يعرف جيدا ان عصيا كثيرة ستعترض عجلات عربة الاعلام التي يقودها باحتراف واضح.
من الصعب ان تعرف متى يكون الدكتور نبيل الشريف غاضبا او منفعلا، فابتسامة الرجل وهدوء اعصابه يقدمانه بالصورة ذاتها في كل المواقع التي شغلها، استاذا جامعيا وصحفيا، ووزيرا وسفيرا، غير انه لم يغادر دائرة اهتمامه الاولى، مثقفا باللغتين العربية والانجليزية، وقادرا على معرفة تاريخ الامم والشعوب من خلال ثقافتها.
اخر وزير للاعلام في الاردن، لكن الحقيبة الوزارية التي تسلم مفاتيحها في الحكومتين اللاحقتين لم تكن بعيدة عن مهمات تلك الوزارة وامتداداتها، لكن الدكتور نبيل الشريف يعرف قبل غيره ان حدود سلطته على منابر الاعلام الرسمي ليست فاعلة تماما، رغم انه الاقرب الى ذلك التوصيف، لذلك ظل حريصا ان تكون خطوطه مفتوحة مع الجميع، في وقت امتلأت فيه حديقة مكتبه بحجارة جاءته من اكثر من اتجاه.
الذين يعرفون الدكتور نبيل الشريف يعرفون جيدا ان الرجل ذاهب الى وضع ملامح جديدة لصورة الاعلام الاردني، في وقت يزداد فيه الاعلام انفتاحا على الافق الممتد الى ما لا نهاية، ومن المؤكد ان صحفيا مثقفا بمواصفات ابي طارق لن يرفع الراية البيضاء امام اول عاصفة يعرف اصحابها انها تدور في فنجان صغير وضيق ، فيما يذهب هو للدفاع عن الوطن بكل فئاته وشرائحه، وفي المقدمة من ذلك زملاؤه المسكونون بحب الوطن، رغم ان جيوبهم "مخزوقة " وبطونهم خاوية .