طوقان .. سادن الملف النووي

المدينة نيوز - خاص – محرر الشؤون المحلية - من المؤكد ان الدكتور خالد طوقان با ت متابعا جيداً لتحركات الدكتور محمد البرادعي الذي بدأ يقدم نفسه مرشحا ًلرئاسة مصر، خلفا للرئيس حسني مبارك، ليس لأن الدكتور طوقان معني بمعركة الانتخابات المصرية التي بدات مبكرا ً، بل لان الدكتور البرادعي قادم الى ميدان المعركة من رئاسة اللجنة الدولية للطاقة الذرية، وهو موقع يعرف رئيس لجنة الطاقة في الاردن اهميته وامتداداته الدولية وسخونة الملفات التي تعالجها مكاتب اللجنة المفتوحة او المغلقة على حد سواء ، ومن الممكن أن يقوده طريقه العلمي إلى الدوار الرابع .
في مكتبه الواسع على اطراف شفا بدران يستطيع الدكتور خالد طوقان التحدث عن مستقبل الطاقة الذرية واستخدامها السلمي في الاردن، خاصة بعد ان تعرف جيدا الى اعضاء النادي النووي الدولي، وصار خبيرا بالمفاوضات التي لم تبدأ مع فرنسا ولن تنتهي مع كوريا الجنوبية لتزويد الاردن بهذا النوع من الصناعة الحساسة، وهو يحمل بين يديه ملفات عديدة باتت تملك القدرة على الاشعاع في اي وقت .
"عالم الفيزياء " الذي قاد وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، لسنوات عديدة، يجلس اليوم على راس اكثر المؤسسات العلمية سرية، ليس لان مكتبه بعيد جدا عن حركة الناس والسيارات، بل لان ما يمكن ان يتحدث به الرجل مع ضيوفه، من شرق الكون وغربه، يجب ان لا يصل الى مسامع الاخرين، وخاصة وسائل الاعلام، الى درجة ان بعض الظرفاء يقولون : ان رئيس لجنة الطاقة الذرية في الاردن يحتاج احيانا الى محاليل خاصة لكشف الحبر السري بين سطور التقارير التي تحط على مكتبه، او تلك التي تغادر المكتب الى جهات اخرى.
الدكتور خالد طوقان الذي يعرف جيدا ان الاردن يجلس بمحاذاة "مخزن نووي " اسرائيلي بما يمثله من خطورة على "صحة " الوطن وابنائه، خاصة ما يتسرب من مفاعل ديمونا، فيما لا يبعد "المخزن النووي " الايراني كثيرا عن حدود الاردن الشرقية، وفي حال اصطراع "المخزنين " لاي سبب كان، فان الاردن لن يكون بمنأى عن النتائج ، ولذلك فهاجسه دائما : طاقة نووية سلمية لا أكثر ولا أقل ، في وقت يدرك فيه "عالم الفيزياء " ان مستقبل الطاقة في عالم متحرك ستحددها عناوين الطاقة الذرية في مسمياتها السلمية، ولان الاردن جزء من منظومة الحياة المتطورة المنتمية الى عالم الغد، فانه حريص على امتلاك اسرار هذه الطاقة التي ستحدد مسار الحضارة بعد نفاذ النفط كطاقة محركة للحياة.
ليس امتلاك اسرار الطاقة الذرية هو ما يشغل بال الدكتور خالد طوقان وحركته، بل الحصول على تمويل يمنح هذا المشروع الحيوي انطلاقة للامام، هو المعوق الرئيس امام اعلان الدكتور طوقان عن بدء الخروج من لحظة الصفر، ومن الصعب على "عالم الفيزياء " المتخصص بحركة الذرة وتفاعلاتها ان يتحول الى مفاوض، مع دول ومؤسسات تملك اجندتها الخاصة، للحصول على تمويل لانشاء مشروع بمواصفات وطنية وقومية.
في الحديث عن الطاقة النووية الاردنية، فان اسم الدكتور خالد طوقان لن يغادر الذاكرة الشعبية، رغم ابتعاد الرجل عن الواجهة الاعلامية، لكن المراقبين لن يتفاجأوا اذا ما رأوا "عالم الفيزياء " يدخل مقر اللجنة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، او يخرج من مباني مفاعلات نووية في هذا البلد او ذاك، لان المطلوب منه ان يتعرف على جميع الاسرار التي تتعامل مع الطاقة الذرية او مع جوارها، وهو يسعى لتأسيس برنامج ذري او نووي اردني قابل على مد حياة الاردنيين بالطاقة المؤهلة لاستمرار الحياة في مستقبل ما تزال بعض صفحاته مجهولة وغامضة .